> «الأيام» سبيس:

شهد عشاق الفلك اليوم الثلاثاء حول العالم ذروة زخات شهب إيتا الدلويات في الأفق الجنوبي الشرقي، في واحدة من أبرز العروض الفلكية التي يقدمها لنا حطام المذنب الأسطوري "هالي".

وهذه الظاهرة السماوية التي تزدان فيها السماء بما يشبه الألعاب النارية الطبيعية، تمنح مراقبي النجوم فرصة فريدة لتأمل جمال الكون من خلال سلسلة من الخطوط الضوئية السريعة التي تخترق الغلاف الجوي.

وتمتع سكان نصف الكرة الجنوبي بميزة المشاهدة المثلى مع معدل شهب مرتفع، مكن مراقبي السماء في المناطق الشمالية من رؤية نحو 10 شهب في الساعة تحت ظروف السماء المظلمة والصافية.

وبدأ توقيت العرض السماوي في الساعات الأولى قبل فجر أمس، بدت فيه الشهب منبثقة من كوكبة الدلو - إلى موقعها الأفضل بالقرب من النجم اللامع "سعد الأخبية" (Sadachbia).

وكل عام في هذا التوقيت، تمنحنا زخة شهب إيتا الدلويات فرصة سحرية للتواصل مع مذنب "هالي" الشهير، رغم بعده عنا بملايين الكيلومترات. فبينما يستغرق المذنب 76 عاما لإكمال دورته حول الشمس، يترك خلفه دربا من الغبار الكوني الذي تصادفه الأرض خلال رحلتها السنوية حول النجم. وعندما تخترق هذه الذرات الصغيرة غلافنا الجوي بسرعة هائلة، تتحول إلى خطوط ضوئية مبهرة تزين سماء الليل. وهذه الظاهرة الفريدة تذكرنا بعظمة الكون، حيث يمكننا من على الأرض رؤية آثار مذنب لن يزور جوارنا مجددا قبل عام 2061.