> حديبو«الأيام» خاص:
وجّه المختص البيئي م. أحمد سعيد سليمان عبدالله السقطري، أحد أبناء سقطرى، رسالة تحذيرية إلى السلطة المحلية وفريق تقييم اليونسكو بشأن مستقبل أرخبيل سقطرى، داعيًا إلى تدارك المخاطر التي تهدد موقع الأرخبيل في قائمة التراث العالمي.

وقال السقطري: "بصفتي أحد المختصين البيئيين وممثل البلاد في اتفاقية الأراضي الرطبة، وأحد أبناء الأرخبيل المخلصين لقضيته، أود أن أعبّر عن بالغ قلقي من أن يكون التقييم القادم لليونسكو نقطة فاصلة قد تفضي إلى نتائج كارثية على مستقبل سقطرى".

وأشار إلى أن سقطرى تمر اليوم بمرحلة بالغة الحساسية في ظل استمرار الحرب، وضعف مؤسسات الدولة، والعجز في إنفاذ القانون، إلى جانب التدخلات الخارجية التي تستغل هذا الفراغ لإحداث تغييرات غير قانونية أو بيئية خطيرة، لافتًا إلى ضرورة أن يستند التقييم إلى الوقائع الميدانية ومشاورات حقيقية مع أبناء الأرخبيل، الذين يدركون طبيعة التهديدات والمخاطر أكثر من غيرهم.

وفي رسالته، سلط السقطري الضوء على ثمانية محاور رئيسية تلخّص أبرز التحديات التي يواجهها الأرخبيل:
1. البيئة في خطر نتيجة ضعف الحماية القانونية والتنفيذية:
قال إن تدهور مؤسسات الدولة وانشغالها بأزمات متراكمة أدى إلى غياب تطبيق القوانين البيئية، ما جعل الأرخبيل مكشوفًا أمام انتهاكات بيئية متكررة. وشملت هذه الانتهاكات إدخال أنواع دخيلة وغريبة على النظام البيئي، وقطع الأشجار المحلية بسبب أزمة الغاز، والاعتداء على الأراضي الرطبة والساحلية، إضافة إلى الهجرة السكانية المتسارعة.
2. تدخلات خارجية تمس بالسيادة البيئية:
كشف عن وجود تدخلات أجنبية في إدارة واستغلال موارد الأرخبيل خارج الأطر الرسمية، مما يشكل خرقًا مباشرًا للمعايير التي تفرضها اتفاقيات اليونسكو وRAMSAR.
3. ضعف مشاركة المجتمع المحلي:
أشار إلى أن السكان المحليين وممثليهم، الذين يمتلكون خبرة ومعرفة بالمكان، لم يُشركوا بالشكل المطلوب في وضع الخطط التنموية أو السياحية، ومنها إعداد خطة سياحية بيئية (ماستر بلان) وفتح جزر الأرخبيل.
4. الضغوط المتزايدة على النظم البيئية الهشة:
تطرق إلى آثار التوسع العمراني العشوائي، والرعي الجائر، وصيد الأنواع المهددة، وما تسببه من تفاقم هشاشة البيئة الطبيعية في الأرخبيل.
5. تناقص القدرات الفنية والرقابية:
أشار إلى تراجع الموارد والقدرات الفنية في السنوات الأخيرة، وهو ما انعكس على ضعف الرقابة البيئية وعدم القدرة على توثيق الانتهاكات أو إعداد تقارير علمية دورية.
6. خطر إخراج سقطرى من قائمة التراث العالمي:
أكد أن التحديات السابقة قد تُستخدم كمبررات لسحب الأرخبيل من قائمة التراث العالمي، الأمر الذي يُعد كارثة بيئية وثقافية وإنسانية.
7. الحاجة إلى خطة طوارئ:
دعا إلى اعتماد خطة طارئة مؤقتة تشمل تعزيز الرقابة، وتجميد الأنشطة الاستثمارية الجديدة، وتقييم المشاريع القائمة بما يتوافق مع مصالح المجتمع المحلي ولوائح الحماية.
8. تجديد التزام الدولة بإدارة الموقع:
اختتم بدعوة الحكومة إلى تقديم التزام سياسي وفني ومالي لتطبيق خطة الإدارة البيئية للموقع كتراث عالمي، وتسهيل عمل السلطات المحلية والمنظمات الدولية.
وفي ختام تصريحه، شدد السقطري على أن "سقطرى اليوم بحاجة إلى حماية استثنائية، لا إلى قرارات قد تزيد من هشاشتها في هذا الظرف العصيب"، داعيًا اليونسكو إلى الوقوف إلى جانب المجتمعات المحلية من أجل الحفاظ على هذا الإرث الطبيعي النادر والفريد.