> «الأيام» غرفة الأخبار:

تسود الأوساط اليمنية حالة من القلق الجاد من استغلال جماعة الحوثي لحالة التهدئة التي ترعاها الولايات المتحدة، في سبيل تعزيز تموضعها العسكري والسياسي ميدانيًا.

وعقب سلسلة من الغارات الأمريكية الكثيفة التي بدأت منتصف مارس الماضي واستهدفت مواقع حوثية، أعلنت الجماعة تعليق هجماتها على السفن التجارية في البحر الأحمر. ويعتقد مراقبون أن هذا التطور أثار مخاوف مشروعة في الداخل اليمني من خضوع الحوثيين للإرادة الأمريكية، عقب الضربات التي نالت من بنيتهم التنظيمية وقدراتهم التسليحية.

ويرى هؤلاء أن تجارب الماضي تشير إلى أن الجماعة دأبت على استغلال فترات الهدوء لتعزيز ترسانتها وتحصين صفوفها استعدادًا لجولات قادمة من المواجهة.

وشدد خبراء يمنيون على أهمية البقاء في حالة يقظة، خاصة مع خروج القوات الأمريكية من معادلة الاشتباك، مؤكدين أن ضمان أمن الممرات البحرية ومصالح العالم واستقرار الإقليم لا يمكن أن يتحقق إلا عبر "اجتثاث التهديد الحوثي بعمل بري حاسم".

وقال المحلل السياسي اليمني، صالح باراس إن الغارات الأمريكية أوصلت رسائل واضحة للحوثيين بعد أن كبدتهم خسائر مؤلمة، إلا أنهم لا يزالون يحتفظون بقدرة على المناورة.

وأوضح أن "الضربات الجوية الأمريكية المركزة دفعت الحوثيين للنزول من أبراجهم العاجية"، والخضوع تحت وطأة الضغط العسكري والسياسي، مضيفًا أن "التهدئة تمنحهم أيضًا متنفسًا لإعادة التقاط الأنفاس".

وأضاف باراس أن "التجارب السابقة أثبتت أن الجماعة اعتادت على استغلال الهدن لرفع جاهزيتها التسليحية والعسكرية"، مشددًا على ضرورة دعم "القوى المناهضة للحوثي بالعتاد الكافي لتفكيك قواعده وضمان أمن المنطقة".

من جانبه، رأى المحلل السياسي باسم الحكيمي أن "قرار الحوثيين بوقف هجماتهم في البحر الأحمر جاء نتيجة مباشرة للغارات الأمريكية التي أربكت توازنهم وأجبرتهم على التراجع خطوة إلى الوراء، وقبول التهدئة".

وأكد أن "السوابق التاريخية تكشف أن الحوثي يعمد إلى التمدد كلما توفرت له فسحة تهدئة"، لافتًا إلى أن الجماعة تسعى دومًا إلى ترويج انتصارات زائفة لتحفيز عناصرها وتعزيز تماسكها الداخلي.

وأشار إلى أن الحوثيين سيحاولون خلال فترة وقف إطلاق النار تثبيت مواقعهم وتنظيم صفوفهم من جديد، وهو ما يستوجب الإبقاء على وتيرة الضغط العسكري، إلى جانب تحركات دبلوماسية منسقة وإجراءات اقتصادية صارمة.

وعن مزاعم النصر التي تروجها الجماعة حيال مواجهتها مع الولايات المتحدة، أوضح الحكيمي أن ما حدث لم يكن إلا "إذعانًا تامًا واستسلامًا بلا شروط"، بعد تلقيهم ضربات موجعة أطاحت بتوازنهم ودمرت جانبًا كبيرًا من مخزونهم العسكري.