> "الأيام" إرم نيوز:

 تمكنت قوات دفاع شبوة، من القبض على قياديين ميدانيين في تنظيم القاعدة الإرهابي، وذلك في إحدى النقاط الأمنية في محافظة شبوة، بعدما كانا يعتزمان الذهاب إلى محافظة مأرب قادمين من محافظة أبين، بعد تنكرهما وحملهما هويات شخصية مزيفة.

وقالت قوات دفاع شبوة، في بيان أصدرته الأربعاء: "تمكنت قوات دفاع شبوة، فجر الاثنين الماضي، من الإطاحة بالقيادي الميداني البارز في تنظيم القاعدة الإرهابي المدعو أبو عاصم الوليدي، والقيادي الميداني حسام مصفر".

وكشفت مصادر عسكرية في قوات دفاع شبوة لـ"إرم نيوز"، عن أن "حسام مصفر هو الحارس الشخصي والمرافق الدائم لأبي عاصم الوليدي"، فيما أشارت مصادر مُطلعة إلى أن "مصفر يُعد صديقًا مقربًا للوليدي، ويحظى بثقة عالية لدى الأخير؛ إذ لا يعتمد على أحد في التنظيم بقدر اعتماده عليه".
  • فمن هو "أبو عاصم الوليدي"؟
 كشفت مصادر خاصة لـ"إرم نيوز"، أن (الوليدي)، قد نشأ وترعرع منذ نعومة أظافره في حضن التنظيم؛ إذ التحق بهم وانتسب إليهم في وقت مبكر للغاية من عمره. وتلقى تدريبه العسكري الأول في معسكر يوجد في مديرية المحفد شرقي محافظة أبين، يُطلق عليه معسكر أسامة بن لادن.

 وبعد قضاء سنوات في التدريب العسكري الأساسي داخل المعسكر، أطلقت قيادات التنظيم العنان له، وأدرجته في العديد من الدورات العسكرية وركزت في تأهيله جيدًا، وأخضعته لتدريبات مُكثفة، كما علمته صناعة المتفجرات والعبوات الناسفة المحلية، حتى أتقن صُنعها.

ويُعد أبو عاصم الوليدي، واحدًا من القيادات الميدانية في تنظيم القاعدة، التي تعرف جيدًا المناطق والمواقع الجغرافية، خصوصًا تلك المناطق الحدودية الرابطة بين محافظتي أبين وشبوة، بالإضافة أيضًا إلى تلك الحدود المرتبطة بين محافظتي أبين والبيضاء، إذ يُعد الخبير الأول الذي يسبر أغوارها ويعلم دهاليزها ويعرف تضاريسها.

واستفاد تنظيم القاعدة كثيرًا منه ومن معرفته العالية بالمناطق والحدود، خصوصًا عقب مقتل الجيل الأول من قيادات التنظيم في تلك المحافظات، ليتم الاعتماد عليه بشكل كلي في إدارة العديد من العمليات الميدانية والإشراف المباشر على تنفيذها في تلك المواقع لا سيما في محافظة أبين.

ولم يتوقف اعتماد التنظيم على (الوليدي) عند هذا الحد، بل تجاوز ذلك، ليكون هو المحرك الأول لكل شؤون التنظيم في محافظة أبين، والقيادي رقم واحد لإدارة الجوانب الميدانية كافة في المحافظة، إذ يقوم بتجهيز وترتيب العمليات الميدانية وتحديد ساعة الصفر، بالإضافة إلى إشرافه على مداواة الجرحى وتأمين العلاج لهم، وعلى تحركات وانتقال العناصر من وإلى أبين، وجلب التمويل، وغير ذلك من الأمور.

واستدركت المصادر بالقول: "صحيح أنه ليس هو أمير التنظيم في محافظة أبين، لكن يقوم بدور الأمير التنفيذي على الأرض". حيث أطلقت المصادر عليه توصيف "ظل أمير أبين"، لافتةً إلى أنه "يُمكن تسميته بذلك".

قاد "الوليدي"، العشرات من العمليات الخطيرة والمهمة التي تبناها تنظيم القاعدة في أبين، ويُحسب له الإشراف المباشر على العملية الإرهابية التي استهدفت منتصف شهر أغسطس من العام الماضي، مبنى في مديرية مودية شرقي أبين، والذي اتخذته القوات العسكرية مقرًا لإقامتها، عبر اقتحامه بسيارة مُفخخة انفجرت وسط باحة المبنى وأودت بحياة نحو 16 جنديًا وإصابة 18 آخرين، إلى جانب تورطه في عمليات أخرى.

تفانيه في خدمة التنظيم، أهّله ليكون أحد المقربين من قيادات الصف الأول لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية التي تتخذ من اليمن مقرًا لها، إذ يُتاح له الاتصال والتواصل المباشر معهم، كما يُسمح له بالالتقاء بهم والجلوس معهم بشكل دائم ومستمر.