الجمعة, 14 مايو 2021
19,905
كنت قد تمنيت في تهنئة العيد أن تمر أيامه علينا دون منغصات وبعيدا عن
مظاهر الحزن والدموع وأن ينعم الجميع بفسحة من السعادة والفرح؛ غير أن
الأقدار شاءت أن تخيب أمانينا وتفعل ما قد كنا نجهله ولا نتمناه؛ فقد فجعنا
وقبل أن ينقضي اليوم الأول من أيام عيد الفطر المبارك بنبأ وفاة الصديق
العزيز والمناضل الوطني الجنوبي الكبير العميد علي محمد السعدي (أبو جياب)
وهو الأبن الشهيد الذي سقط على درب الحرية والكرامة التي دافع عنها والده
حتى رحيله المحزن يوم أمس .
لقد خسرنا برحيله أحد فرسان الحراك
الجنوبي ومؤسسيه البواسل الذين نهضوا مبكرا وقاوموا بشجاعة كل وسائل القمع
التي مارستها سلطات الاحتلال ضد أحرار ومناضلي شعبنا؛ ولم تثنيه عن أداء
واجبه الوطني رغم كل ما تعرض له مع رفاقه من تعسف ومضايقات وسجون وملاحقات؛
وبقى صوته عاليا في الساحات والميادين دفاعا عن الجنوب وقضيته الوطنية
التي نذر حياته من أجل انتصارها؛ وبالوسائل والطرق والمواقف التي كان
مقتنعا بها حتى وإن كان ذلك لا ينسجم في بعض الأحيان مع قناعات ومواقف
رفاقه من أحرار الجنوب ومناضليه؛ وبقي مخلصا ووفيا للقاسم المشترك الأعظم
الذي يجمعه بهم وهو الانتصار للجنوب وقضيته.
ولا نملك هنا غير أن
ندعو لفقيدنا الكبير بالرحمة والمغفرة وأن يسكنه فسيح جناته؛ وأن نتوجه
بتعازينا القلبية الحارة لأهله وذويه ولرفاقه وكل محبيه بهذا المصاب الجلل
وإنا لله وإنا إليه راجعون.