الثلاثاء, 12 أكتوبر 2021
6,614
رحل الأخ الزميل والصديق الإعلامي الأستاذ أحمد أبو صالح باداس، نالت منه ومن زملائه أيدي الظلام، فانتزعت حياتهم، وانتزعت حياته وهو في قمة عطائه، بتفجير إرهابي تعرض له موكب محافظ عدن ووزير الزراعة، وهما يتفقدان أضرار الإعصار "شاهين" على عدن.
رحل الفتى الصارم الحالم القادم من شبوة الذي اجتمعت في صفاته كل تضاريسها بساحلها وجبالها وصحرائها، اجتمعت فيه انتماءً وشجاعةً وقوةَ وموقفا وتواضعا وتصميما، انتمى لخيار الاستقلال مبكرا، وظل وفيا في انتمائه له، لم تستدرجه الإغراءات، وما نالت منه المغريات. كان مرنا لكنه صلب في ثوابته.
كان وظل مهنيا، ووثق بفطرته ومهاراته الصحفية ما استطاع من جرائم المحتل منذ 94 مرورا بقمع المظاهرات السلمية للحراك الجنوبي، وتوثيق غزو الجنوب عام 2015.
رحل بريئا بتفجير إرهابي، لكن الإرهاب وحواضنه ومفرخاته، من حيث لا تدري، تبني من أشلائه، وأشلاء المئات من الشهداء الذين حصدوهم، سورا حاميا لعدن وللجنوب، وكان قدره وقدر كل شهداء الجنوب أن يدفعوا الدماء عزيزة وغالية للانعتاق من الإرهاب وحواضنه، مهما كانت الصعاب مريرة وقاسية، ومهما أرجف المرجفون.
رحل وهو يؤكد بدمائه أصالة المشروع الجنوبي، وأعطى بأشلائه التي مزقتها مفخخاتهم إثباتا لكل المرجفين وصناع الإشاعات ومفخخات الإعلام الإرهابي والإخواني شهادة حية أن إرهابهم التفجيري يتخادم وإرهاب الحوثي، فالدواعش لم يبشر لا المؤتمر ولا البعث ولا الناصريين ولا الرابطة ولا السلفية ولا الصوفية، بل بشر بها اليدومي، وتياره الحركي معروف معلوم حركيا وإعلاميا، فالتفخيخ منتج من تلك الأرومة التي يتربع عليها اليدومي، وتتفجر في الجنوب مفخخات وتسيل فيه دماء وتنتزع منه أرواح، ومع ذلك سيكلفون مفخخاتهم الإعلامية على التواصل الاجتماعي وبالإشاعات بتوزيع التهم والشكوك على الجنوب، إلا الإرهاب وحواضنه فسيظللون عليهم، ويبعدون أي مسؤولية لهم، بل لم ولن تخجل الأبواق/المفخخات المحلية في كل محافظة من أن تقوم بالدور، وتوزع التهم جنوبا، وهي تعلم أن قاتلهم الإرهاب الشمالي الذي بشّروا به، أبواق هانت عليها أشلاء الشهداء الذين حصدهم الإرهاب فيجعلونها مفخخات فتنة جنوبية/ جنوبية لكن من "يهن يسهل الهوان عليه".
إن الإرهَابَين الحوثي والتفجيري لا يقصدان منطقة جنوبية دون أخرى، بل يستهدفان الإنسان الجنوبي وكل من يحمل مشروع الجنوب، وأن لا دين للإرهابَين وحواضنهما المنتجة إلا القتل والدم.
أثبت أبو صالح وزملاؤه، بأشلائهم التي مزقها التفجير، أن كل الجنوب حاضر في المشروع الجنوبي، مهما أنتجت مفخخات الإرهاب من مفخخات إعلامية وإشاعاتية لتفتيت اللحمة الجنوبية.
رحم الله الشهيد صالح أبو صالح وزملاؤه الشهداء والشفاء للجرحى.
ولا نامت أعين الجبناء