مع أن عدو الإخوان في سيؤون وفي شبوة ليس الانتقالي بل الشرعية وتنفيذ اتفاق الرياض القاضي بخروج كل القوات لمحاربة الحوثي وأن يتولى شان المحافظات المحررة أبناؤها، فانهم يكررون نفس نمطيتهم في شبوة: بان سيؤون بددت أوهام الانتقالي، وأن الناس لن يخربوا ديارهم بأيديهم، ولن يسمحوا للمليشيات أن تبسط على أملاكهم، وأن الانتقالي مشروع هلامي أرعن فوضوي يخرب الدولة ويجلب صراع المليشيات، وأنه مشروع عنصرية مقيتة يلغي الشرطة والجيش ويستبدلها بالمليشيات.
نفس الهذيان الذي أصابتهم أعراضه في شبوة طيلة تمكينهم حتى انهزام تمردهم، فمعركتهم في شبوة لم تكن مع الانتقالي بل مع الشرعية وإذا ما نصرها الانتقالي فانه نصرها من زاوية "إن عدو عدوي صديقي" وهذا الحال في سيؤون وحضرموت الداخل ، يريدون تغليف تمردهم بأنهم ضد مشروع "الانتقالي" ليخلقوا اختراقات في التحالف العربي الذي شكّل شرعية "المجلس الرئاسي" بعد أن فشلت شرعيتهم طيلة سنوات الحرب، وأن خروجهم من سيؤون وحضرموت الداخل لا علاقة له بشرعية الرئاسي ، ولأجل ما يدعونه مشروع "اليمن الكبير" ليستقطبوا أوسع قطاع شمالي لتمردهم.
الإخوان لايقدمون خطابهم ولا مشروعهم ولا اشخاصهم ولا حتى شعاراتهم ولا تغريداتهم ولا ذبابهم في التواصل بانهم يمثلون الحزب، بل يمثلون الشرعية، والمحافظة والشرطة والجيش والأمن والأمان والتنمية والنظام، وأن في المحافظة جيش واحد وأمن واحد وسلطة واحدة، ولا يبسط نافذون ولا مليشيات...إلخ من أنواع التقية التي يجيدون التستر تحتها، وعايش تجربتهم الجميع في شبوة، المشروع الوحيد الذي يقولونه بكل بجاحة هوالانتماء لليمن الكبير.
حين حصحص الحق كشفوا عن حقيقة مشروعهم المليشاوي في شبوة وأن الشرعية إذا لم تكن هم ولهم وحدهم فإن البديل هو التمرد وإذا لم يكن الأمن والجيش والقوات الخاصة والنجدة أمنهم أو تخدم مشروعهم فإنهم سيزرعون الفوضى مع إضافة "بهارات" أنهم تعرضوا لمحاولات اغتيال ثم يتمردون ولا يهمهم أمن المواطن بل يوزعون
قناصيهم لاصطياد الأبرياء كما حصل في شبوة
تمردوا وانهزموا على سلطة شرعية في شبوة عينتها الشرعية، ليست سلطة الانتقالي، وبعد هزيمتهم انتظر أهل شبوة صراع المليشيات التي تبسط على أراضي عتق والفوضى والقتل وبقية معزوفة الاخوان وما صار من ذلك شيئا، وصار الأمن مهمة الأمن العام وقوات دفاع شبوة وأُزيلت نقاط مليشياتهم التي كانت تمتهن إذلال المواطن.
نفس الاسطوانة يرددونها الآن في سيؤون ووادي حضرموت ومعناها إما أن تقبلوا بنا أو أننا سنعاقبكم كبقية المحافظات التي لاقينا فيها "ضربة تحت الحزام" ويمنون أنفسهم بأن اهالي سيؤون والوادي معهم بينما خيار تلك المناطق معلوم ولن تظللها المقاطع ولا التغريدات ولا الإشاعات ولا الاتهامات.
يتوعدون بتصريحاتهم أنهم سيحرقون الجنوب تحت أقدام الانتقالي وتوحد الإخوان وقاعدتهم وداعشهم بالثأر لهزيمتهم في شبوة وهم يعلمون أن القادم أشد اسودادًا فإما أن يخرجوا ويحاربوا الحوثي أو يتحالفوا صراحة معه وفي الحالتين سيخرجون.