أخر تحديث للموقع
اليوم - الساعة 03:31 ص بتوقيت مدينة عدن

مقالات الرأي

  • مأزومية رفض الحوار

    صالح علي الدويل باراس




    ستشهد العاصمة الجنوبية عدن انطلاق وقائع اللقاء التشاوري لحوار جنوبي جامع، لطرح ومناقشة وإقرار ميثاق وطني يحتوي على أسس ومبادئ عامة بمثابة سياج للعمل السياسي والوطني الجنوبي، يضمن الشراكة الوطنية الجنوبية ويسهم في تقوية اللحمة الجنوبية وتمتينها للدخول إلى مرحلة جديدة للعمل الوطني السياسي الجنوبي، بما تفرضه من استحقاقات على طريق استعادة الدولة الجنوبية ويشكل الميثاق روح وعصب المشروع السياسي، الذي يمنع سقوط الجنوب في الشمولية ويمنعه من أن يصير جزءا من مشروع "حروز الحق الإلهي الحوثية" ويوفر شراكة حقيقية لكل القوى السياسية الجنوبية.

    المتخلفون عن الحوار لا هم بادروا إلى حوار جنوبي، ولا شاركوا في هذا الحوار ولا سبب لديهم إلا أن الانتقالي بادر به، وأنه سيجمع كل القوى في إطاره !!! وهي مغالطة لاتفرق بين الهيكلة التي هي شأن تنظيمي يخص الانتقالي ومشروع االحوار، وهو سياق وطني يشارك فيه الكل وهو محتفظ باستقلاليته.

    أين كانوا؟..لماذا لم يبادروا إلى الحوار، وتركوا الانتقالي على المحك، فإما أن يلتحق بالحوار أو يكشف أنه شمولي رافض؟ هم بذلك أثبتوا خواء وتداعي وكذب ما ظلوا يصفون الانتقالي به.

    الرئيس عيدروس الزبيدي كان في مستوى المسؤولية الوطنية، حين دعا لحوار جنوبي جنوبي غير مشروط، إلا بأرضية الجنوب وسقف استقلاله. وأثبت أنه"يصارع على وجود البيت الجنوبي" وأن الرافضين "يصارعون على وجودهم" وهذا الفرق بين من يحمل همّا وطنيا، ومن يحمل شعارات لتحقيق همّ شخصي.

    المجلس الانتقالي الجنوبي صار يمتلك اعترافا إقليميا ودوليا باعتباره الكيان الأوسع في الجنوب والأقدر على الشراكة حتى مع قوى تعادي مشروعه -الذي لن يتخلى عنه- لكن مقتضيات مرحلة الحرب وواحدية المعركة والتحالف الإقليمي، تفرض ذلك وهي نقاط قوة لسائر القوى والمكونات الجنوبية، وللمشروع الجنوبي بأن العالم والإقليم سيثق بالشراكة الجنوبية في كل الملفات، وأبرزها ملف محاربة الإرهاب الذي يقيس العالم عليه نجاح أو فشل أي دولة في القدرة على محاربته.

    إن القوى المعادية لشعب الجنوب ولمشروعه في التحرير والاستقلال وطرفياتها، لا تتقبل من المحسوبين عليها من الجنوبيين "حتى تغريدة" تؤيد وتدعم الحوار بل لا يلبث المغرد أن يسحبها من حسابه!! فكيف لها أن لا تعمل المستحيل لإفشال أي تقارب أو حوار بين الجنوبيين، وفي الجنوبيين "سماعون لهم" تظهر مأزوميتهم بأنهم لم ينتجوا مبادرة للحوار الجنوبي، ويعملون المستحيل لإفشاله بل يطالبون بإحياء حوار صنعاء ويضعون العراقيل، لإفشال أي حوار جنوبي جنوبي، بالتشكيك في قدرة الجنوبيبن على التحاور والخروج بمشروع فيدرالي جنوبي، يضمن للمحافظات مشروعها وحقوقها داخل المشروع الجنوبي في السلطة والثروة والوظيفة، ويندمج الجنوبيون في مؤسسات بناء الدولة الجنوبية المنشودة.

    إن من يرفضون الحوار الجنوبي ويبحثون عن زيادة الوزن السياسي لدى أحزاب اليمننة فإنه "كسقوط المنحوس على خائب الرجاء" فصنعاء لم تعد تقبل لغة من يبحثون عن زيادة الوزن لديهم بل لها لغتها الحوثية.. فهل سيبحثون عن زيادة الوزن في "حروز الحق الإلهي"!؟

المزيد من مقالات (صالح علي الدويل باراس)

Phone:+967-02-255170

صحيفة الأيام , الخليج الأمامي
كريتر/عدن , الجمهورية اليمنية

Email: [email protected]

ابق على اتصال