أخر تحديث للموقع
اليوم - الساعة 10:57 م بتوقيت مدينة عدن

مقالات الرأي

  • حضرموت ودهاء التاريخ

    علي سالم اليزيدي




    صناعة القرار المحلي لا بد له من وجود دستور يثبت احقية هذا ليس لحضرموت وحدها وانما لسواها واظهار كل الاستحقاق بقوة هذا الدستور وجوهره لا يمكن ان تظهر إدارة مستقلة لحضرموت وإدارة مالية وما يتبعها من اعلان الا من خلال مجلس يسند ظهره بدستور او نضال جاد او انتزاع استحقاق غليظ فالخطابات والبيانات وانشاء المكونات لا تعطي الحق بظهور او استقلال او حكم ذاتي ليس هكذا.

    منذ ان عرف الحضارم الحكم والدولة المدنية التي ظهرت بداياتها في الثلاثينيات ونهضة البلاد الحضرمية وماتلاه من روابط تعززت مع المهجر والانفتاح في الداخل كان هذا يسير حين استجابت حضرموت لحقائق عصرها وضروراته ونهضت بشعبها وفسح المجال للمستقبل ان يتحرك.. وكل ما سارت عليه كان يحدث من خلال الحوارات التي تعزز جسد الحكم بتنوع اوجه وزمن وحجم ما كان عليه كل هذا التحول في السياسة والاقتصاد والتنمية ولكن لم يكن لمجرد صناعة الوهم السياسي بقدر ما ظهرت النخب السياسية الحضرمية خلال الكفاح الوطني وصولا للاستقلال الذي وحد كل حضرموت والجنوب معا وظهرت الدولة الفتية حينها كنتاج حقيقي بتراثه الذي يشهد له.

    اذا ارادت حضرموت حكما تضع يدها من خلاله على كل املاكها ان تأتئ لها ذلك فأن هذا لا يحتاج الى بيانات تصدرها عاصمة مجاورة والسبب الاوضح هنا ان مصير وحقوق ورؤية حضرموت يجب ان تظهر من داخل حضرموت كما سبق لها في حقب سابقة.

    لا تنسب اية تكوينات او اجماع الى اشخاص ايا كان دورهم في اللعبة ولا يمكن ان يسرقها انتهازيو او حطاب ليل قطعا هذا لن يحدث ولن تنسب نهضة او استقلال او حكم ذاتي الئ اشخاص فمثلا لا تنسب الجمهورية الخامسة التي تأسست عام (1958) في فرنسا الى الجنرال ديجول الذي تبنئ الدعوة لدستور جديد تغير بمقتضاه النظام السياسي الى شبه رئاسي بقدر ما تنسب الئ القواعد التي بنيت عليها الشرعية في التغيير وليس بيان عاصمة او تحت ولاء دولة اخرى وهذا وحده هو المدخل والا تحولت بمقتضى ذلك الى فوضئ عارمة تتضرر فيه بنية الحكم وكذا اسس الحياة العامة للناس.

    وما نحتاجه في حضرموت هناك ما يطلق عليه "دهاء التاريخ" وهو ما يعيد الاعتبار لحضرموت وظهور حاجز صلب في لحظة تاريخية حساسة ووضع سؤال اي حضرموت نريد؟؟ وهو السؤال الذي فيه الضرورات لا النوايا وهو ما ينتهي ب (نعم) وحتى نتفادى خطأ فادحا في فهم المعنى معنى حضرموت! ومعنى الخصوصية او الشرعية التي تؤسس لما هو يثبت الهوية هنا وليس شعارات في الفراغ او على الشاشات الملونة او في الخطابات الاحتفالية وهناك من الوصوليون والمأجورون من هو مستعد ان ينسب بل يدعي صحة هذا الطريق وان يربط حفنة مشاريع عمرانية بكيانات ومجالس ويسرق حضرموت نحو وهم الاستقلال المالي والاداري ويزيد عليها كلمة الوطني على اعتبار انها رهينة ليس الا بينما نحن نرى ان لها حق رد اعتبار وانقاذها فلسفيا واجتماعيا من خلال مدخلا جادا يبعدها من خبث اللعبة الانتهازية او قصة العواصم.

    في عالم جديد نراه اليوم من غير المعقول ان تخفى حضرموت تحت وهم مجالس اقل من حجمها للأسف او ان تختفي تحت ظلال عاصمة اخرى غيرها.

المزيد من مقالات (علي سالم اليزيدي)

Phone:+967-02-255170

صحيفة الأيام , الخليج الأمامي
كريتر/عدن , الجمهورية اليمنية

Email: [email protected]

ابق على اتصال