الأحد, 03 سبتمبر 2023
2,674
محمد صالح بن صالح لاعب الزمن الجميل لكرة قدم نادي الشعلة في ذمة الله .. وينتحب الناي الأصفر .. تبكيه الأماكن بقطر الندى .. تتبدل الأشياء من حولنا .. فجأة يغفو محمد غفوته الأخيرة .. يرحل عن دنيانا الفانية بقلب مثقوب من الألم.
وينتحب الناي .. تبكي الربابة الشعلاوية وترها الحساس بلحن جنائزي مهيب .. لسان الشعلة الذي كان أصدق أنباء من الكتب توقفت عنده لغة الكلام ..توقف النبض .. رحل الكناريا الأصفر غيلة.
محمد صالح بن صالح .. لسان اللهب الشعلاوي الذي صنع للبريقة مجدا شعلاويا لا يضاهيه مجد آخر .. عندما بدأ صغيراً ضمن كتيبة شعلاوية تطفح بوهج أصفر براق .. لم يكن ليحتاج سوى لتدريب واحد .. بعدها تحول هذا الصغير إلى كناريا بنكهة برازيلية .. يرقص السامبا ..و يغرد بفن داخل سرب مجرة النجوم.
وينتحب الناي .. في تصفيات آسيا للناشئين بالرياض عام 1984 كان محمد صالح نجمها و هدافها .. حوله المدرب عبدالله خوباني رحمه الله إلى رمح ملتهب .. وقالها مدرب المنتخب السعودي محمد الخراشي حينها ، للاعب المنتخب السعودي مروان بصاص : "اجلبوا الماء إلى منطقة الجزاء لإطفاء نار هذا الشبل الصغير المدعو محمد صالح.
تصدرنا المجموعة عن جدارة .. وفي النهائيات بنى الكناريا الأصفر عشاً في مرمى تايلند .. كان يلهو بالكرة كما لو أنه قط سيامي جميل يلهو بكومة قش .. و ينتحب الناي.
كان محمد صالح لاعبا كالجوكر نحلة لا ترضى بغير تطويق رحيق الزهر كله .. كان يضفي على أدائه شراباً مستساغاً فيه لذة للشاربين.
وينتحب الناي .. كان محمد صالح بن صالح طائراً أصفر لا يرضى بغير ابتلاع كل حبات القمح .. في الشعلة صنع محمد صالح الكثير من الملاحم بأهدافه الصعبة والمستحيلة ، ثم بطريقة لعبه التي لا يمكن إيقافها بالحسنى.
كان الشعلة متخماً بأشعة كهرومغناطيسية .. من الهداف المستحيل محمد حسن .. مروراً بالموسيقار الأنيق علي موسى .. وانتهاء بالمدافع حسين صالح والحارس خالد عاتق .. وقبلهم القائد الكبير عبد الله فضيل ومبروك مهدي .. والقائمة تطول ولا شك .. وهناك أيضا اللاعب محمد صالح ملك كل التموضعات الهجومية .. زهرة دوار الشمس .. اللاعب الذي يترك خلفه أشعة أريجها كالعطر.
رحل محمد صالح غيلة .. وليس لنا إلا الاقتداء بالمؤمنين الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا : "إنا لله وإنا إليه راجعون".