الخميس, 23 نوفمبر 2023
1,086
واجهت الممرات المائية في باب المندب والبحر الأحمر تهديدات إرهابية، خصوصًا أعمال القرصنة التي تبنتها بعض الجماعات في الصومال الشقيق، ما استدعى تواجد أكثر من ست قواعد غربية في دولة جيبوتي حاليًا، وإثر حادثة اختطاف إحدى السفن، يتكرر التواجد الأجنبي في مياهنا الإقليمية تهديد جديد ولافت لأمننا القومي، والسيادة على تلك الممرات الهامة للعالم ودول الإقليم، التي يرتبط أمنها بتلك الممرات وعلى رأسها مصر الشقيقة، وما يصيب قناة السويس من تأثير جراء ذلك.
الذرائع كثيرة للتدخل والتواجد في تلك الممرات، التي تمر عبرها نسبة كبيرة من صادرات النفط والتجارة العالمية. اللافت أن العالم الذي يبدي خشيته على أمن المنطقة يعزف تمامًا وعبر الهيئات الدولية الفاعلة عن تقديم الحلول العادلة لمشاكل المنطقة، والتي في مقدمتها الاستهانة بالدولة الجنوبية، ما يترك الباب مشرعًا لوضع أيديهم على تلك الممرات تحت ذرائع كثيرة.
وما حدث مؤخرًا من تهديد للملاحة الدولية، سواء أكان بحسابات النتائج و ردات الفعل من عدمه، يفتح الباب لاستدعاء التدخل الخارجي، ما يضع المنطقة تحت سطوة التواجد بتبعياته المؤسفة.
بمعنى أدق تبعيات ما يشهد العالم من حروب وعدم استقرار واحتمالات توسع حروب المنطقة، ربما يضع منطقتنا أمام تحديات جديدة مدعمة بغياب الحلول السياسية الذريعة للتدخلات السافرة.
الحال الذي يفرض على دول المنطقة الإقليمية المتضررة، مواجهة تلك التحديات، لا أن تترك الأمور تذهب إلى خط اللا عودة، وتؤسس للتواجد الأجنبي، الذي يشكل تهديدًا للأمن القومي واستباحة للسيادة، تحت ذريعة الحماية.