أخر تحديث للموقع
اليوم - الساعة 08:00 ص بتوقيت مدينة عدن

مقالات الرأي

  • حسحس ورحمة

    محمد عبدالله الموس




    حسحس ورحمة هما شابان عراقيان، فالأول حسام الأمير وهو ينتمي إلى الفلوجة في محافظة الأنبار، والأخرى رحمة بسام وهي تنتمي إلى محافظة الموصل، وكلاهما ضحايا النكسة العربية الثانية، بعد نكسة 1967م، تلك النكسة الثانية التي لم تصب العراق فقط، ولكنها أصابت عددًا من الدول العربية دون غيرها من دول المعمورة، ومرد ذلك يرجع إلى أن تلك الدول كانت رخوة، أي لا تديرها مؤسسات وإنما يديرها حاكم مطلق مات ومات معه الوطن.

    فكارثة احتلال العراق وتدمير مؤسساته الوطنية وتجريم حزبه أدى إلى انهياره الكامل، ولم تعد هناك مؤسسات أو قوى وطنية تحفظ للعراق وحدته وسلامته، ولم تعد للناس مظلة وطنية يحتمون بها، لذلك برزت المظلات الإثنية والمذهبية التي أدخلت العراق في نفق مظلم، ثم جاء الربيع العربي الذي دفع أكثر من بلد عربي إلى المجهول بغياب الزعيم (الملهم) ونجت منه دول أخرى بفضل تماسك مؤسساتها الوطنية وعلى رأسها الجيش.

    معاناة العراقيان (حسحس ورحمة) تعكس معاناة جيل عربي كامل، فحسام الأمير الشهير بـ(حسحس) عاش فترة شباب قاسية، إذ كان يدرس ويعيل أسرته حتى أكمل دراسته الجامعية في ظل حياة شديدة الصعوبة كما يروي ذلك.

    أما الشابة رحمة بسام فقد هاجرت مع أسرتها إلى خارج العراق حتى وصل بهما التنقل إلى أمريكا بعد عناء ومعاناة بسبب ضيق ذات اليد كما تروي هي الأخرى، والاثنان جمعتهما منصة (تيك توك) وأوصلتهما إلى الزواج بدعم جمهورهما ورجال أعمال يحبونهما.

    ما أوصلني إلى الاطلاع على (حسحس ورحمة) في اليوتيوب هو تصريح لوزيرة عراقية قالت إنها ستقدم مقترحًا للبرلمان لحجب منصة (تيك توك) في العراق لأن مستواها هابط، حد وصفها، هذا إذا اعتبرنا أن الإعلام الموجه، حزبيًا أو رسميًا، ليس هابطًا حين يتحفنا بأن الزعيم تناول فطوره اليوم في مزرعته، أو أنه دخل الحمام ليقضي حاجته في المساء أو الصباح.

    دعابات حسحس ورحمة، وغيرهم، وقد اكتشفت من أن كثيرًا من أصدقائي يعرفونهما، هذه الدعابات لا تخلو من جراءة، تحظى بملايين المتابعين من مختلف دول العالم ومن كل الدول العربية، وهي طريقة للتعبير لم تألفها بعض العقول الصدئة.

المزيد من مقالات (محمد عبدالله الموس)

  • Phone:+967-02-255170

    صحيفة الأيام , الخليج الأمامي
    كريتر/عدن , الجمهورية اليمنية

    Email: [email protected]

    ابق على اتصال