أخر تحديث للموقع
الأربعاء, 04 ديسمبر 2024 - 01:02 ص بتوقيت مدينة عدن

مقالات الرأي

  • إدارة عموم الزير!

    محمد عبدالله الموس




    فجأة وبدون مقدمات توالت الويلات الكهربائية التالية:

    - لجنة الطاقة تخفض مخصص الوقود لكهرباء عدن.

    - تعطيل وصول خام محطة الرئيس.

    - تعثر دخول محطة الطاقة الشمسية.

    - توقف المحطات العاملة بالديزل والمازوت.

    ولا ندري هل هناك خوازيق أخرى لم يعلن عنها.

    هذا المشهد السمج يتكرر عند بداية كل صيف، في مناطق مسؤوليات الشرعية، ونحن هنا لا نملك دليلًا على أن هناك شبهة فساد، لكن هذا هو الوقت الذي تتجدد فيه عقود المحطات المستأجرة كما يعلم القاصي والداني، ولم يلمس الناس ما يبدد الشك من خلال القضاء أو النيابة أو جهاز المحاسبة أو جهات مكافحة الفساد (بوصفها الجهات المسؤولة عن تنفيذ القانون وعن حماية المال العام وحقوق المجتمع) كما فعل مجلس القضاء حين كشر عن أنيابه في مواجهة البنك المركزي لإطلاق مخصصاته المالية.

    لا يمكن لأحدنا أن ينكر دور الفرد في إحداث اختراق ما في منظومة العبث التي تتكسب من الحروب وظروف الحروب، وشواهد ذلك كثيرة، وقد رأينا بعض التحسن في خدمة الكهرباء منذ مجيء د. بن مبارك على رأس الحكومة وندرك أنه سيواجه منظومة من العبث ستعيقه وكلما كبرت هذه المنظومة كانت المعوقات أكبر وأكثر.

    كنت ذات يوم في زيارة لأحد محافظي الجنوب وكان يشكو من حجم الوكلاء في المحافظة؛ إذ قال إن لديه (11) وكيلًا، وفي المساء قرأت في صحيفة "الأيام" أن محافظته فيها (12) وكيلًا، وحين أبلغته بذلك قال (إذن أنا مضيّع واحد).

    كان أحد الزملاء يقول إن الجزائر بلد المليون شهيد ونحن بلد المليون عقيد، لكن الوضع الآن تغيّر، فالوكلاء مثل الهم على القلب ومع ذلك فنفقات الشرعية ترتفع ومستوى معيشة الناس يتراجع.

    قيل إن ملكًا مرَّ يومًا بجانب ينبوع ماء ورأى الناس تشرب من الماء الذي يتجمع على الأرض، فأمر بوضع زير ماء ليشرب منه الناس، فوضعوا الزير وكلفوا شخصًا يقوم عليه ثم شخصين بالتناوب ثم أربعة وصار لهم مدير وشؤون مالية وإدارية وسكرتارية.

    مر الملك بعد سنوات ورأى في مكان النبع مبنى مكتوب على واجهته (إدارة عموم الزير) فقرر الدخول ليستقبله حشد من ذوي المعاطف والياقات الفاخرة، فقدموا له ومرافقيه ما لذَّ وطاب ولم ينسوا تقديم المياه المعدنية، حينها سألهم عن الزير؟ فقيل له إن النبع جفَّ.

    هذا يذكرنا بمجلس الرئاسة وحكومة الشرعية، هياكل ضخمة عديدة ورواتب مهولة ونثريات مترفة، لكن الخدمات تتآكل والجوع يوشك أن يؤدي إلى انقراض النوع البشري في مناطق مسؤوليتهم.

المزيد من مقالات (محمد عبدالله الموس)

  • Phone:+967-02-255170

    صحيفة الأيام , الخليج الأمامي
    كريتر/عدن , الجمهورية اليمنية

    Email: [email protected]

    ابق على اتصال