كيف كانت الحياة ودراسة اللغة الروسية أيام الاتحاد السوفييتي؟
الاتحاد السوفييتي كان أول دولة أجنبية أقوم بزيارتها والدراسة فيها، بلد ضخم، مدن نظيفة وجميلة بشكل لا يصدق، أناس بشوشون وطيبون وأخلاق واصلة للقمة، وبالطبع تعرضت لصدمة ثقافية إيجابية بسبب الثراء الرائع في الأدب والشعر والروايات والأسلوب الراقي في التواصل واحترام الأجانب.
من عدن إلى موسكو ومنها إلى كيشينيوف عاصمة جمهورية مولدوفا السوفييتية آنذاك التي رأيت فيها الثلوج لأول مرة بحياتي وقابلت أصدقاء يمنيين وأجانب جددا طيبين ورائعين، وهناك كانت انطلاقة الدراسة من سنة التحضيري وهنا كانت البدايات الممتعة والصعبة وكوميديا كبيرة، جميع الاجانب لا يعرفون اللغة الروسية باستثناء الفيتناميين، والجميع يستخدم قليل من الكلمات كثير من الإشارات اليدوية والصوتية، كان الأمر صعبًا للغاية والكثير منا لم يفهموا ما كانوا يتعلمونه، وكنا سعداء للغاية إذا أجبنا بطريق الخطأ على سؤال المعلم بشكل صحيح وللأمانة كان المعلم السوفييتي مبدعا في التواصل وصبورا وصاحب قلب كبير وكان أكثر سعادة، لأنه كان يؤمن بالاعتقاد بأن كل شيء لم يكن ميؤوسا منه ويمكن التعلم وبالفعل الكثير منا تعلم من الأخطاء والصعوبات.
الصعوبات والكوميديا كانت مرافقة لنا في مطاعم الجامعة أثناء السؤال عن طبيعة الحساء واللحم المعروض حيث كانت اللغة تتداخلها في بعض الأحيان تقليدنا لأصوات الحيوانات كخوار الأبقار (موووو) أو الدجاج (كوكو) في إشارة إلى اللحم المفضل لدينا، الغريب أننا لم نكن نشاهد الضحك أو السخرية من العاملين في المطعم بل على العكس كانوا يحاولون شرح طبيعة اللحم بطريقة لطيفة ودية وعادية.
صديقي الذي خلط بين كلمة رَجُل و رِجل (ساق):
من غرائب كوميديا السنة الأولى (التحضيري) كان إلزاميا أن نجهز قطعة صغيرة باللغة الروسية مكونة من خمس إلى سبع جُمل لقرأتها ومناقشتها في اليوم التالي في الفصل، أحد أصدقائي اليمنيين كان أمام اختيار ما بين موضوع الحياة في الاتحاد السوفييتي أو المرأة أو الرَجُل السوفيتي، اختار موضوع الرَجُل السوفييتي وعند تجهيز القطعة والبحث عن الكلمات الروسية بمساعدة القاموس اختلطت عليه الترجمة واستخدم كلمة нога رجل (ساق) على أساس أنها мужчина رَجُل وعلى هذا الأساس جهز صديقي القطعة الروسية، وتخيلوا طالب يتحدث أمام المدرس والفصل عن الساق السوفييتية وعن ذكائها وطيبتها وعلومها وشهامتها وشجاعتها أمام الطلبة الأجانب.
عن نفسي أتذكر في التحضيري كيف كنا طلبة من مختلف قارات العالم نتحدث فيما بيننا ونتفاهم باللغة الروسية ونحن جميعاً كنا نكسر اللغة الروسية، لكن الرائع كان في أسلوب التشجيع الذي تلقيناه من المدرسين وهم مبتسمون أثناء حديثنا معهم وعدم أشعارنا بأننا نطحن اللغة الروسية وأفعالها وقواعدها طحن بل على العكس كانوا يشجعونا على الكلام بغض النظر عن الأخطاء في بدايتها ليقينهم، بأن المحادثات أسلوب قوي في تعلم اللغة الروسية وفعلاً كانوا على حق.
من عدن إلى موسكو ومنها إلى كيشينيوف عاصمة جمهورية مولدوفا السوفييتية آنذاك التي رأيت فيها الثلوج لأول مرة بحياتي وقابلت أصدقاء يمنيين وأجانب جددا طيبين ورائعين، وهناك كانت انطلاقة الدراسة من سنة التحضيري وهنا كانت البدايات الممتعة والصعبة وكوميديا كبيرة، جميع الاجانب لا يعرفون اللغة الروسية باستثناء الفيتناميين، والجميع يستخدم قليل من الكلمات كثير من الإشارات اليدوية والصوتية، كان الأمر صعبًا للغاية والكثير منا لم يفهموا ما كانوا يتعلمونه، وكنا سعداء للغاية إذا أجبنا بطريق الخطأ على سؤال المعلم بشكل صحيح وللأمانة كان المعلم السوفييتي مبدعا في التواصل وصبورا وصاحب قلب كبير وكان أكثر سعادة، لأنه كان يؤمن بالاعتقاد بأن كل شيء لم يكن ميؤوسا منه ويمكن التعلم وبالفعل الكثير منا تعلم من الأخطاء والصعوبات.
الصعوبات والكوميديا كانت مرافقة لنا في مطاعم الجامعة أثناء السؤال عن طبيعة الحساء واللحم المعروض حيث كانت اللغة تتداخلها في بعض الأحيان تقليدنا لأصوات الحيوانات كخوار الأبقار (موووو) أو الدجاج (كوكو) في إشارة إلى اللحم المفضل لدينا، الغريب أننا لم نكن نشاهد الضحك أو السخرية من العاملين في المطعم بل على العكس كانوا يحاولون شرح طبيعة اللحم بطريقة لطيفة ودية وعادية.
صديقي الذي خلط بين كلمة رَجُل و رِجل (ساق):
من غرائب كوميديا السنة الأولى (التحضيري) كان إلزاميا أن نجهز قطعة صغيرة باللغة الروسية مكونة من خمس إلى سبع جُمل لقرأتها ومناقشتها في اليوم التالي في الفصل، أحد أصدقائي اليمنيين كان أمام اختيار ما بين موضوع الحياة في الاتحاد السوفييتي أو المرأة أو الرَجُل السوفيتي، اختار موضوع الرَجُل السوفييتي وعند تجهيز القطعة والبحث عن الكلمات الروسية بمساعدة القاموس اختلطت عليه الترجمة واستخدم كلمة нога رجل (ساق) على أساس أنها мужчина رَجُل وعلى هذا الأساس جهز صديقي القطعة الروسية، وتخيلوا طالب يتحدث أمام المدرس والفصل عن الساق السوفييتية وعن ذكائها وطيبتها وعلومها وشهامتها وشجاعتها أمام الطلبة الأجانب.
عن نفسي أتذكر في التحضيري كيف كنا طلبة من مختلف قارات العالم نتحدث فيما بيننا ونتفاهم باللغة الروسية ونحن جميعاً كنا نكسر اللغة الروسية، لكن الرائع كان في أسلوب التشجيع الذي تلقيناه من المدرسين وهم مبتسمون أثناء حديثنا معهم وعدم أشعارنا بأننا نطحن اللغة الروسية وأفعالها وقواعدها طحن بل على العكس كانوا يشجعونا على الكلام بغض النظر عن الأخطاء في بدايتها ليقينهم، بأن المحادثات أسلوب قوي في تعلم اللغة الروسية وفعلاً كانوا على حق.