يوم الجمعة 8 نوفمبر الماضي تعرض الأخ العزيز والصديق الصدوق والرفيق الوفي معالي الوزير نائف البكري لوعكة صحية خفيفة. تحسنت صحته ولله الحمد.
تحول المستشفى إلى مزار لكل فئات الشعب في منظر قل أن ترى نظيره لشاب كل رصيده أنه خدم الوطن.
شعر أبو جهاد بالسعادة والعجب في نفس الوقت. لم يكن يتوقع كل هذا الحب والتقدير والاحترام والعرفان بالجميل.
عزيزي أبو جهاد لا تعجب، فالناس تعرف كل شيء وذاكرة الشعوب لا تنسى.
عدن لن تنسى كل من رابط وصمد وأنت منهم.
عدن لن تنسى كل من قاتل وتقدم الصفوف في وقت تنحى الكثيرون ممن كان يفترض أن يكونوا في مقدمة الصفوف.
عندما قرعت طبول الحرب وتعرضت عدن لأعتى وأعنف عدوان في تاريخها خرج أبو جهاد ورفاقه وتصدروا الصفوف.
لم يكونوا يعرفون أن هناك عونا سيأتي أو دعما سيقدم.
رص صفوف الحفاة العراة النساء والرجال الشباب والشيوخ كل من كان يستطيع أن يحمل بندقية أو يحفر خندق أو يقدم لقمة خبز للمقاتلين أو يسعف جريحا أو يواري الثرى شهيدًا.
حرص أبو جهاد على أن تعمل المستشفيات وتضيء الكهرباء وتصل المياه إلى بيوت الناس. عمل جاهداً على توفير ما هو ممكن من الطعام ولو بالحد الأدنى لكل من استطاع أن يصل إليهم من الناس البسطاء المسحوقين المرعوبين النازحين من بيوتهم المدمرة في عدن.
لملم المقاومة وقادها بكل بطولة وشهامة وشرف حتى النصر. قاتل تحت علم الجنوب بكل فخر واعتزاز وانتصر هو ورفاقه من الشرفاء.
أبو جهاد استقبل هو ورفاقه دعم الحلفاء وإمداداتهم وأوصلها إلى كل الجبهات وإلى كل المحتاجين، كان أول من استقبل ورفاقه أبطال الأشقاء والإخوة من المغتربين الذين تدفقوا عبر البحر في الأيام الأولى لنصرة عدن وتحريرها وكان في مقدمة الصفوف عندما بدأت معركة تحرير عدن.
أبو جهاد كان رمزًا من رموز التحرير والمقاومة والصمود والثبات، وأحد صناع النصر وركيزة من أهم ركائزه. كان ومازال قدوة للشباب ومثلًا يحتذى به.
أمدك الله بالصحة والعافية أخي أبو جهاد، اذهب وافرح في عرس ابنك جهاد ثم عد إلى وطنك وإلينا سالماً معافى.. دم بخير يا أخي الحبيب.