أخر تحديث للموقع
اليوم - الساعة 03:28 ص بتوقيت مدينة عدن

مقالات الرأي

  • كهرباء التعذيب والقهر

    علوي بن سميط




    بدأت سلطات وادي حضرموت ومؤسسة الكهرباء إعادة إنتاج فنون التعذيب بعقاب جماعي للمواطن بمختلف مديريات الوادي الذي انشغل بكل شؤونه العامة الحياتية اليومية في أكله وتأخر مرتباته في علاج أولاده وأهله في مواصلاته وفي تردي واضح لكل ما يحتاجه كحق له من دولته إن (كانت شي دوله).

    وأضحى بين شقي رحى تطحن همومه في سياسة خبيثة هي متبعة منذ زمان وهي سياسية الإلهاء حتى لا يطالب بمستحقاته الكبرى الاستراتيجية وهذه السياسة الإلهائية أعيد إنتاجها من جديد بخبث ومكر أفقدت المواطن الذي هو في الأساس مكلوم ومظلوم لا يتحدث أو حتى ينتقد فهناك عصا من نوع آخر وجيش للطبالين أنشأه كل مسؤول ليس لتلميعه فحسب؛ بل جنده كي يدافع عنه أي المسؤول ويبرر الفشل ويضلل المواطن الصابر؛ بل ويصل إلى تخوينه وتصنيفه وكيل الاتهامات وهو أسلوب أضحى مملًا وواضحًا في زمن الذباب الإلكتروني.

    ألف المواطن الكذبة التي تطلق من سنوات سيما حول الكهرباء وتحسينها وتطويرها والدفع والرفع بقدرتها الإنتاجية وكله خواء واستهلاك إعلامي استغفالي من عناوينه بأن هذا الصيف سيصبح باردًا ولكنه في الواقع لهم وليس للبائسين الذين لم يعدوا يثقون ويعتمدون إلا على الله، فقد صبروا وشاهدوا وسمعوا تصريحات كلامية لم تنتج إلا العكس في تعذيبهم وقهرهم، وبشر الصابرين كما قال الرحمن.

    هذا الأسبوع تصاعدت أعداد ساعات الطفي أو (انطفاء الكهرباء) لترتفع إلى 14 ساعة في معظم المناطق بالوادي وسط ارتفاع درجات حرارة لا تحتمل من الكل فما بالك بكبار السن والمرضى والأطفال.. هذه الساعات موزعة على فترتين في النهار والمساء طيلة اليوم وأما المبررات والأعذار (معاد تصطرط) بالنسبة للحضرمي في الساحل أو الوادي أصبح خبيرًا في ترجمة كل ما يقال بتهكم وسخرية في البيوت وفي خارجها؛ فالأمر سيان لديه..

    السنوات الماضية تجرع المواطن بالوادي على حساب قوت أولاده وصحتهم وتعليمهم أن يشتري (بطارية) وليس كلهم وهي الأخرى لم تفده بشيء لا لمبة ولا مروحة لأن الكهرباء هي الأخرى تلطمها إذ لا تأخذ البطارية حقها الأقل في الشحن لتوليد طاقة بسيطة لكثرة الانقطاعات لساعات طوال وإذا ظل الحال على هذا المنحى فأبشروا بصيف حار لم يسبق له مثيل لا بل أن جهنم ذاتها بالوادي.

    لم تنفع المناشدات ولا الشكاوى ولا التظاهرات ولا النقد لأي مسؤول عما يحصل بل يزدادون تبجحًا وتلذذًا بجلد المواطن بسياط الانقطاعات وبسادية مريبة فاقت مؤسسي ومبتكري هذه الأساليب إلا أنه من المعلوم أن رفع الأكف في جوف الليل من المواطن ذكرًا كان أو أنثى صغيرًا كان أو كبيرًا مريضًا كان أو متعافيًّا سوف تلقى إجابة من رب العالمين وبإذنه سوف يلحق المكر بأهله من هؤلاء المسؤولين الذين يتعمدون إيذاء الخلق، أما الطيبون منهم لن ينالوا من المواطن إلا دعوات الإكثار من أمثالهم.

    اتضح أن المسؤول لا يهمه شيئًا سوى كرسيه والتمادي في قهر المواطن حتى أولئك الذين يصفقون ويزمرون ويطبلون على حساب معاناة أهلهم سيصلهم الشقاء والعذاب حينها سيكون الظلم ليس بالكهرباء فقط بل بأبسط الأشياء ويعم العدل بهذا الظلم.

    المشكلة والإشكالية أن الصراحة أمام المرض المزمن للكهرباء لا يفصح عنها أي مسؤول بل إن لديه أعذار في مجملها تندرج في بند المكايدة السياسية .. فالكهرباء ثقب أسود! الكهرباء خارج عن مسؤوليتنا! الكهرباء خط أحمر ممنوع علينا الاقتراب.. أفهمونا يا ناس هكذا حالهم والناس تفهم فالتجارب جعلت من أبسط مواطن إلى أكبر متحذلق يدرك ما يجري ويغالط ذاته لعله أن يظهر بصيص أمل يصدق معه.

    فالمواطن بوادي حضرموت يموت مرات ومرات في اليوم وليس الكهرباء إلا جزئية من أسباب موته ومع ذلك فإن الغالبية تكظم غيظها وتسأل الفرج وهو لامحالة قادم بفضل من الله سبحانه وتعالى.

    ـ اكتب ذلك في الظلام وبعد أن تجاوزت هذه النوبة أكثر من سبع ساعات بداخل مدينة شبام حضرموت الذي كان لها خطان إذا انقطع أحدهما أنار الآخر المدينة والتي لا تستهلك كثيرًا ويعرف المهندسون ذلك لكن حتى هذين الخطين والاعتبارات جمة لهذه المدينة ألغيت بجرة قلم دون رأفة بسكانها الذين يذمون قرار الإلغاء ويمدحون ويثنون على من قرر الخطين لحصافته ورقة قلبه!

المزيد من مقالات (علوي بن سميط)

  • Phone:+967-02-255170

    صحيفة الأيام , الخليج الأمامي
    كريتر/عدن , الجمهورية اليمنية

    Email: [email protected]

    ابق على اتصال