أخر تحديث للموقع
الأحد, 25 مايو 2025 - 01:20 ص بتوقيت مدينة عدن

مقالات الرأي

  • الفساد وحالات انقطاع الكهرباء في عدن

    عبدالله محمد الجفري




    شدنا أنا وبعض الأصدقاء في إحدى جلساتنا في إحدى الكوفيات فيديو انتشر قبل فترة على وسائل التواصل الاجتماعي يقال إنه من أوكرانيا -مع تحفظنا لصحة الحدث ومكان الحدث لكثرة الفبركات اليوم- فالفيديو المزعوم يعرض بأن هناك احتجاجات من الشعب الأوكراني على انقطاعات متكررة للكهرباء، مما دعاهم لرمي وزير الكهرباء في حاوية النفايات عقاب له على فساده وتقاعسه عن توفير الخدمة بشكل مستمر.

    نستخلص من المشهد أن بعض شعوب الأرض تتسم بالوعي والإدراك لحقوقها الاجتماعية والقانونية، ومنها شعوب أوروبا الشرقية والغربية، لذلك تلجأ لإجراءات حاسمة وحازمة تجاه أي تلاعب في أموالها أو خدماتها من قبل مسؤوليها مهما كبرت مناصبهم وأخذها بوسائل قانونية، وفي حالات التمادي لا سقف لاحتجاجاتهم، ووصل فعل احتجاجاتهم وردة فعلهم تجاه رداءة خدمة الكهرباء في أوكرانيا بأن وضعوا مسؤولا فاسدا في مقام وزير الكهرباء في حاوية القمامة معاقبته له، فهذا يعني وجهت له أكبر عقوبة معنوية وستكون عبرة له ولبقية المسؤولين، لكن إذا ما عرجنا على بعض بلداننا العربية وبعض عواصمها مثل عدن التي عرفت خدمات الكهرباء والمياه بأرقى أشكالها منذ عهد الاستعمار البريطاني وقبل العديد من العواصم العربية، ولم تواجه أزمات الكهرباء والمياه حتى بعد الاستقلال إلا فيما ندر وتحل بحلول ناجعة.

    اليوم للأسف يئن شعب عدن لعقد ونيف من انقطاعات للكهرباء والمياه، بالرغم من دعم دول التحالف وعلى رأسها دولة الإمارات العربية لهذا القطاع، حيث دعمت ماليا لتوفير الوقود للمحطات، وقامت بتزويد عدن والمحافظات الأخرى بتوربينات توليد كهرباء بما يحقق فائضا في الطاقة الكهربائية، ثم لم تكتف بذلك وإنما أقدمت على إنشاء مشروع استراتيجي حديث لتوليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية، ومع كل ذلك الدعم السخي، إلا أن المماحكات السياسية وتوغل الفساد لم يجعل لكل ذلك الدعم والمشاريع الاستراتيجية لحل الكهرباء أي أثر في تحسنها، فظلت عدن تئن من انقطاعها لأكثر من عشرين ساعة يوميا في ظل صيف حارق ورطوبة قاتلة.. حقيقة شيء مؤلم ومخزٍ أن تظل مشكلة انقطاعات الكهرباء تراوح مكانها لأكثر من عقد من الزمن، كنا في حديث مع أحد الزملاء معروف عنه حالات التهكم والسخرية المضحكة من حالات الفساد في البلاد، فبعد مشاهدته لفيديو وزير الكهرباء في أوكرانيا، قال يا إخواني عندنا مسؤولون تمرسوا على الفساد بصلف فاق التصور، إذا ما عوقبوا بالرمي في حاويات الزبالة سيطلعون منها وهم رافعين راية النصر لا الإهانة.. فمثل هؤلاء لا يستحقون سوى حاويات إعادة تدوير النفايات لعصرهم واستخراج منهوبات الشعب من أجسادهم والحفاظ على البيئة من تلويث فسادهم، جعلنا نضحك من رده التهكمي.

    حقيقة نحن لا ندعو إلى فعل الإهانات لكرامتهم الإنسانية وإن كانوا يستحقونها، وإنما ندعو محاسبة المسؤولين عن قطاع الكهرباء محاسبة قانونية تكون منصفة للشعب، والعمل الجاد من قبل الحكومة لاعتماد حلول آنية مستعجلة، وتبني الحلول الاستراتيجية لأزمة الكهرباء، ولا ندعو إلى رميهم في حاويات الزبالة كما فعل الأوكرانيون، أو كما اقترح صديقنا برميهم في حاويات تدوير النفايات.

المزيد من مقالات (عبدالله محمد الجفري)

Phone:+967-02-255170

صحيفة الأيام , الخليج الأمامي
كريتر/عدن , الجمهورية اليمنية

Email: [email protected]

ابق على اتصال