أخر تحديث للموقع
اليوم - الساعة 04:00 ص بتوقيت مدينة عدن

مقالات الرأي

  • عسى خير.. مساهنين النقيب

    علي سالم اليزيدي




    يستظرف أهالي المكلا دومًا أنهم إذا ما تصعبت مسألة وظلوا حائرين، ثم يضحك أحدهم ويقول:"هاه مساهنين النقيب" ويعني: ما يسد الفراغ حول أمل معين أو في سهن منتظر أو لنكاية لأمر ما؛ والسبب هو أن أهالي المكلا أحبوا الأمير النقيب صلاح بن محمد الكسادي الذي أقام إمارة في المكلا في منتصف القرن التاسع عشر ومن حسن حكمه وعدله ظلوا يحنون إلى عودته حين أزيح من الحكم ونفي إلى خارج حضرموت ونقلته السفينة دارجون بعيدًا عن المكلا، ظل الناس يرددون في همهمات بعد كل صلاة الورد المعروف والتتمة (وشل القعيطي وهات النقيب).

    في مقالة لي سابقة في صحيفة"الأيام" وعند تعيين رئيس الوزراء الحالي معالي سالم صالح بن بريك، وضعت مسألة إعادة تشغيل مصفاة عدن وإنعاش المسألة الاقتصادية هو من أولوياته وكذا تحسين الدخل وتخفيف العبء الثقيل على كاهل المواطن، من دون هبوط الصرف، وتشغيل المصافي وإعادة تسويق النفط الخام من مينائي الضبة والنشيمة، فلا حديث يجدي ولا تعيينات تفيد، وفي هذه الحالة نحن نشبه أهل المكلا في تلغيزهم الخفي"مساهنين النقيب"، وأي نقيب نحن ننتظر؟

    هناك بوادر طيبة تطبخ في رأس سالم بن بريك وإخراجها يحتاج الشجاعة أولا ثم الدفاع عنها في ظل تمزق الفرق المسلحة وتبعثر السلاح وضعف مركزية الأنصار من حيث أن يجمع كل الوزراء أولا والحكومة والسلطات كلها على دعم كل ما سيقوم به ويفعله رئيس الوزراء الذي يطيب للبعض أن يهزأ به أو يقلل من قدراته في إخراج البلد من أزمتها، ويخرج عدن من الحياة البغيضة تحت نار الصيف وانعدام الكهرباء وظلم الناس من دون حق وهذا من شأنهم ولا شأن لأحد فيما يفعلون.

    وليس أمام معالي رئيس الوزراء إلا أن يقتحم الصعب وإذا تأخر من الضرب والحديد ساخن فإن هذا سينقلب ضده من دون شك.

    هناك طريق المصافي والنفط الخام وتحسين الإيرادات والبنك المركزي ووقف فساد إهدار المال للخارج واللصوص المقنعون وهي الضربة الأولى في وجه المتربصين، أما إذا تأنى وأبطأ فلا جدوى مما سيفعله ولن يجدي نفعا وكما قال المثل (مثل ماء تسكبه في نيس).

    ما الذي نساهنه نحن الفقراء إلا أن تتحسن الأوضاع كلها، بعكس الفاسدين والنصابين والانتهازيين والمنتفعين فهم ينتظرون غير ما نفكر نحن وأن يسطوا على مؤسسة أو ينهبوا مال البلد من أي مكان وفي وضح النهار، وهذا هو الفرق فيمن ينتظر الإصلاح ووقف التدهور حالا، وبين من يستمرئ العبث كمصدر للارتزاق والذي يجب أن يقفل بابه.

    بتفاؤل كبير نقول انهض بالحال يا سالم، وإذا جد العزم فإن عدن تؤيدك من الجبل للبحر، وربما على يديك يعود النقيب محملًا بالخير مثلما ندعو ونتفاءل أيضًا.

المزيد من مقالات (علي سالم اليزيدي)

Phone:+967-02-255170

صحيفة الأيام , الخليج الأمامي
كريتر/عدن , الجمهورية اليمنية

Email: [email protected]

ابق على اتصال