استقالة الحكومة ضربة كبيرة لسوريا في لبنان

> بيروت «الأيام» ا ب ف :

> تعرضت سوريا، القوة النافذة في لبنان منذ حوالى ثلاثين عاما،لضربة كبيرة مع استقالة حكومة الرئيس عمر كرامي، الامر الذي يزيد من هشاشة وضعهافي مواجهة الضغوط العربية والدولية المتزايدة التي تطالبها بسحب قواتها من لبنان.
وقال دبلوماسي اوروبي في بيروت رفض الكشف عن هويته "يبدو ان سوريا تختار مرةاخرى سياسة النعامة".
ومن الواضح ان سوريا فوجئت بحجم التعبئة الشعبية التي تلت اغتيال رئيس الحكومةالسابق رفيق الحريري قبل اسبوعين.
وتتظاهر حشود من اللبنانيين منذ الاعتداء مطلقة هتافات لا سابق لها من حيث حجمها وحدتها تطالب بخروج السوريين من لبنان، في وقت لا يزال ينتشر في البلاد نحو 14 الف جندي سوري.
ولا احد يعلم اليوم متى وكيف ستتم المراحل المقبلة من الانسحاب.
وعبرت اسرائيل عن ارتياحها اليوم الثلاثاء ازاء حجم حركة الاحتجاج على"الوصاية السورية" في لبنان.
ورأى الصحافي السوري محمد علي الاتاسي "يستحيل تقييم تأثير ما يحصل في لبنانعلى الاستقرار السياسي في سوريا حيث النظام اوجد فراغا كاملا من حوله، ولكن من المؤكد ان عملية ما بدأت في بيروت ستكون لها ترددات سياسية ايجابية او سلبية في سوريا".
وغياب التعليقات في الصحف السورية الرسمية على استقالة حكومة كرامي دليل على الحرج السوري. وقد وصف مصدر سوري رسمي الاستقالة بانها "تخص شعب لبنان".
في هذا الوقت، يبقى موقف المسؤولين السوريين وحلفائهم اللبنانيين حول انسحاب الجيش السوري من لبنان غامضا: ففي وقت بدا ان اعادة انتشار سريعة باتجاه سهل البقاع الحدودي مع سوريا اصبحت امرا مؤكدا الاسبوع الماضي، عاد الرئيس السوري
بشار الاسد والقى ظلالا من الشك على المسألة امس الاثنين.
فقد قال الاسد "تقنيا يمكننا ان نسحب قواتنا قبل نهاية السنة. استراتيجيا،سيحصل هذا فقط اذا حصلنا على ضمانات جدية. اي بكلام آخر السلام".
ورد احد ابرز زعماء المعارضة وليد جنبلاط على كلام الاسد برفض ان يبقى لبنان"رهينة" في انتظار الضمانات التي يطالب بها الرئيس السوري.
وفي حديث لوكالة فرانس برس الثلاثاء، طالب جنبلاط بتشكيل حكومة "انتقالية محايدة" تستطيع ان تنظم انسحابا سوريا جزئيا من لبنان قبل الانتخابات التشريعيةفي الربيع المقبل.
وبدأت سوريا تراهن على كسب الوقت على ما يبدو، مشيرة الى "برمجة انسحاب قواتها في اطار اتفاق الطائف وبالاتفاق والتنسيق مع السلطات اللبنانية".
وينص اتفاق الطائف الذي تم توقيعه في 1989 على ان الحكومتين السورية واللبنانية تتفقان على "اعادة تمركز القوات السورية في منطقة البقاع" بعد سنتين من بدء العمل في الاتفاق "كما يتم اتفاق بين الحكومتين يجري بموجبه تحديد حجم
ومدة تواجد القوات السورية".
وكتب المعارض السوري ياسين الحاج صالح في صحيفة "النهار" اللبنانية ان
"انسحابا سوريا متفقا عليه سياسيا هو المخرج المفضل لسوريا وليس للبنان وحده".
ويرى عدد كبير من المحللين ان مسألة العلاقات اللبنانية السورية والانسحاب
السوري من لبنان مرتبطتان بشكل وثيق.
ويقول صالح ان المشكلة تكمن في غياب الاستراتيجية السورية. ويتابع "في اختصار
مخجل: ليس هناك سياسة سورية في لبنان لأنه ليس هناك سياسة سورية في سوريا، وليس
هناك سياسة سورية في سوريا لأنه ليس هناك سياسة في سوريا".
في الوقت الحالي، ترجح دمشق نظرية المؤامرة. وفي هذا الاطار، قالت وزيرة
المغتربين السورية بثينة شعبان في اشارة غير مباشرة الى سياسة واشنطن، "اعتقد ان
هذا الاغتيال يهدف الى جر سوريا ولبنان الى طريق مختلف كليا بالتزامن مع ما يحدث
في فلسطين وفي العراق ومع الفوضى التي جلبت الى المنطقة ومع التمييز بين شيعة
وسنة ومسلمين ومسيحيين واخرين اشوريين. انه مشروع ضخم يستهدفنا جميعا".
واعتبرت ان "سوريا مستهدفة مثل لبنان لان لبنان ضعيف يعني سوريا ضعيفة والعكس
صحيح".
وتتبنى المعارضة اللبنانية هذه النظرية الا انها تنتهي الى خلاصة خاصة بها:
لبنان مستقل مع علاقات هادئة مع سوريا امر يصب في مصلحة البلدين.+

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى