يا علماءنا انزلوا إلى الأرض

> فريد صحبي

> نطالع هذه الأيام على صفحات «الأيام» الغراء مطالبات واحتجاجات علمائنا المدرسين والأساتذة في الجامعات من أجل زيادة أجورهم.. وهم أصحاب الشهادات العالية والبحوث والدراسات والتخصصات النظرية منها والعملية.. ومنهم من تسبق أسماءهم أحرف الدال والنقطة (د.).. إنهم علماؤنا.. وليس هناك أعز من العلم.. وقديماً قالوا إن الملوك حكام على الناس والعلماء حكام على الملوك.. فما بال علمائنا اليوم يستجدون حكامنا.. لا بد أن في الأمر (حاجة غلط)..!وغلط علمائنا كونهم - من وجهة نظري - يعيشون في أبراج عالية.. مترفعين وبألقابهم العلمية يتزينون.. وينسون أن أسمى الألقاب وأقدسها هو لقب (الإنسان).. وكما قيل لا يمكن لأي إنسان أن يصبح عالماً بمعنى الكلمة من غير أن يصير قبل ذلك إنساناً بمعنى
الكلمة!
برناردشو يضيف من عنده «إن أحسن المصلحين هم الذين يبدؤون بأنفسهم».. إذن لماذا يا علماءنا لا تنزلون من أبراجكم العالية.. وتحطون على الأرض.. وتلامسون الواقع!

بلاش تدريس في الجامعة .. «مش وقته» .. بلاش أستاذ وأستاذ كرسي ومساعد ومش عارف إيه.. انزلوا إلى المدارس الابتدائية.. وياريت رياض الأطفال.. تعالوا إلى قاع العملية التربوية والتعليمية.. تعالوا إلى حيث تنغرس البذور وتتمدد الجذور!

فتشوا عن المناهج والمقررات المدرسية وطرق التدريس.. ابحثوا عن وسيلة الإيضاح وجدول الحصص والنشاط المدرسي.. تجولوا في فناء المدرسة وادخلوا المقاصف ودورات المياه.. وحدثونا عن الصرف الصحي والصحة المدرسية.. ابحثوا عن حصة التربية البدنية وحصة الرسم.. وقولوا لنا كيف نبني جيلاً قوياً وأميناً..!

من هنا نبدأ يا سادة.. هنا مكمن الداء وأصل الفساد.. هنا يتم خنق الحرية.. الحرية لا تنمو إلاّ في ظل التعليم الصحيح.. الحرية شجرة لبلاب تنمو وتتسلق على جدار العلم!

ابحثوا عن المدرس.. كاد المدرس أن يكون (مراسلاً).. اسألوه كيف كان تلميذ السنة الرابعة الابتدائية (في الزمان الجميل) يقرأ الصحف.. وعندما يكمل الثالث المتوسط يصبح بمقدوره العمل كاتباً ومحاسباً وفنياً وباللغتين العربية والإنجليزية.. أما إذا أنهى الثالث الثانوي فإن الشركات والإدارات الرسمية تتخطفه للعمل في وظائف إشرافية..!

علماءنا الأفاضل.. تعالوا نبدأ صح.. يقولون ليس الحكمة أن تعرف الطريق.. بل أن تمشي فيه.. هنا فقط لن تستجدوا حكامنا أبداً.. هنا فقط تصبحون حكاماً على الملوك!

قالوا:

< العلماء ورثة الأنبياء. (حديث شريف)

< لقد طلب أقوام العلم ما أرادوا به الله ولا ما عنده، فما زال بهم العلم حتى أرادوا به الله وما عنده. (الحسن بن علي رضي الله عنهما).

< العلم .. كل العلوم.. تؤدي إلى طريق الله لأنها علومه. (...)

< الدراسة صلاة. (ابن مسعود)

< اختيار طريقة التعليم أهم في مصلحة الأمة من اختيار حكومة مناسبة (...)

< التعليم الذي يلقن الناس كيف يكسبون لا كيف يعيشون لا يساوي الورق الذي كتب عليه. (أنيس منصور).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى