عيب يا دكتور.. وربّنا يشفيك

> نعمان الحكيم

> كنا نعتقد حسب أخلاقياتنا التي نتعامل بها مع أي موقف، أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، فهذا مبدأ فكري معرفي متعارف عليه، وكنا نعتقد أن الاختلاف خير وليس شراً مستطيراً، إلا لدى البعض الذين جُبلوا على محاربة كل رأي، دون احترام أو آداب للاختلاف لحوارات مكفولة، شريطة عدم الإسفاف وشن هجمات طائشة على عدن ومثقفيها ومفكريها «الأيام» كانت قد حسمت موضوع تلفزيون عدن بإقفال الكتابة حول هذا الموضوع الذي لم يحرك لدى الجهات الرسمية أية شاردة أو واردة، وأتاحت للدكتور المتهور أحمد غالب المغلس نشر مقالين ناريين استهدفا حرية التفكير والتحاور من منظور عصبوي لا يمت لأخلاقيات هذه المدينة بأية صلة.. وقلنا عسى خيراً، فقد قلنا ما يجب أن يقال، وتحملنا كلمات هذا الدكتور بنوع من التسامح والصفح، علّه يتّعظ ويستفيد مما كتبه العقلاء.

ومع ما أتيح له في «الأيام» من إبداء لرأيه الغريب، الذي اكتنفه الحقد والغطرسة والتعالي على المدينة بتاريخها التليد، وبإخلاصها للوحدة التي رفع علمها خفاقاً في عدن، دون سواها من المدن اليمنية، وهو التقدير الذي نحترمه جميعاً لجعل عدن منبع الوحدة وأسها الارتكازي .. مع هذا كله ينبري المغلس ليصب جام غضبه وهوسه على عدن وكتّابها ومثقفيها من جديد، ومن على صدر صحيفة «الثقافية» الصادرة في تعز.. وكأنه يريد بذلك نقل الصراع إلى مسقط رأسه ليلاقي دعماً.. للأسف .. وهو الذي يظهر نفسه مدافعاً عن الوحدة، لكنه يمارس المناطقية المقيتة، ولو كان يريد مواصلة الحوار لكان واصله في «الأيام»، أو لكان قد وافق على عقد جلسة مناظرة معه كدكتور، ومعنا ككتاب وصحافيين لم نصل إلى ما وصل إليه من علم، للأسف.

الدكتور المغلس الذي يقول في مقاله المنشور الخميس 3 مارس 2005م في الصفحة 14 من «الثقافية»، إننا مزايدون على عدن وكذابون ومزورون، وإننا نعيش بجوار الزبالة المتكدسة أمام وحول منازلنا التي تحاصرها التشوهات...إلخ، ثم يصل في هذيانه إلى أننا نتباكى على عدن، ونذرف دموع التماسيح، وأننا سببناه وشتمناه وتجاوزنا حدود الرجولة، تصوروا كلمة كهذه تصدر من دكتور جامعي يدرس أبناءنا وبناتنا الفقه الإسلامي.. اللهم سترك من هكذا كوارث!

والمغلس يقول إننا من حملة راية الفتنة وشق الصف الوطني، وإن دفاعنا عن التلفزيون إنما هو دفاع عن هدف آخر، لم يكن جريئاً لذكره في المقال. لكنه قال إننا أسيرو ثقافة فاسدة يجب التخلص منها بمثلما تخلصت عدن من الزبالة المتكدسة أمام منازلنا وغرف نومنا .. ثم يقول إن عدن التي يعشقها، في عنوان مقاله، قد غرقت زمناً في وحل المزايدة والمكايدة القاهرة، وهو يشير بذلك إلى الصفوة التي كتبت في موضوع (22 مايو) .. ثم يتساءل أين تلك الأقلام التي يطلب منها أن تكتب حسب الطلب لتخرج من سوداويتها .. إلخ الموضوع.

لكن المغلس قال كلمة تنطبق عليه تماماً، إذ ختم مقاله بالقول: من أجل عدن مدينة جميلة ورائعة تسكنها النوارس لا الغرباء.. وفعلاً «يا غريب كن أديب».. والله يعين جامعة عدن على هكذا كفاءات تحارب الهواء وتناطح الخيال!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى