الـ (قفر) مشاريع غائبة ومواطنون منسيون

> استطلاع/نبيل مصلح

>
المركز الصحي في عزلة بني مهدي بالقفر السافل في إب (مغلق)
المركز الصحي في عزلة بني مهدي بالقفر السافل في إب (مغلق)
الـ (قفر) إحدى أكبر مديريات محافظة إب وأكثرها كثافة سكانية ومع ذلك تشكو هذه المديرية ومناطقها من غياب المشاريع الخدمية والتنموية المهمة، الى جانب غياب الاهتمام من قبل مسئولي الجهات الرسمية المختلفة، مما دفع «الأيام» الى أخذ زمام المبادرة في الاطلاع على معاناة أهالي المديرية في مختلف المناحي وتوضيحها.


مياه غير صالحة للشرب
كان أول ما لفت نظرنا لدى وصولنا الى مديرية القفر السافل هو مشهد النساء وهن يقطعن الطرقات الوعرة بحمل ثقيل من الماء على رؤوسهن بعد أن جلبنه من آبار وأودية تقع على بعد مسافات طويلة، وسعيدة الحظ من كانت منهن تمتلك حمارا يساعدها في نقل هذه الاحمال الثقيلة، التي باتت معاناة يومية مريرة لنسوة وأطفال المنطقة.

بدورنا تساءلنا عن اسباب الأمر، فأطلعنا الأهالي على أن المديرية ومناطقها محرومة منذ أمد بعيد من مشاريع المياه، الأمر الذي فرض عليهن حياة البدو الرحل سعيا وراء الماء، الذي يعد عصب الحياة.

وقالوا: «الماء أساس حياة أية منطقة، ومن دونه تتحول الحياة الى معاناة دائمة، ونحن نعيش هذه المعاناة منذ سنوات طويلة دون أن يلتفت الينا أحد في حين أننا اصبحنا نشرب من المياه المكشوفة وغير الصالحة للشرب في الآبار والأودية، مما يلحق بأطفالنا الامراض».


الكهرباء (ظلام حالك)!
وكغياب مشروع المياه ايضا يغيب عن هذه المديرية ومناطقها مشروع كهرباء ينهي الظلمة السرمدية التي يعيشها الأهالي.. وعن الكهرباء قالوا: «كان هناك مولد كهربائي عتيق في مركز مديرية القفر يلبي جزءا يسيرا من احتياجنا للكهرباء ولساعات محدودة، إلا أنه تم نقله اثناء الانتخابات الأخيرة الى منطقة بني ساوي ولم يشغل هنالك بل تم وضعه في منطقة جبلية مكشوفة عرضة لعوامل التعرية والشمس الحارقة بينما مناطق القفر السافل وبني ساوي وحمير ومدحجين وبني مباز وبني جماعة تعاني من عدم وجود مشارع كهرباء وتعيش ظلاما حالكا لا ندري متى ينقشع بمشروع كهرباء».


التربية والتعليم تحت الاشجار
وللقطاع التعليمي والتربوي في مديرية ومناطق القفر وقفة شأن آخر، حيث إن غالبية أطفال مناطق هذه المديرية المنسية يدرسون تحت الأشجار.

عدد من أهالي القفر أفادونا بأن «المدرسة الوحيدة الموجودة اكتفت بقبول 140 تلميذا وتلميذة في حين لا يوجد بها سوى معلمين لا غير ولا تعمل معظم أيام الأسبوع، أما باقي المناطق والقرى فالبكاد حظيت بفصلين دراسيين في هذه وفصل في تلك لا تصلح للعملية التعليمية والتربوية».

واضافوا: «إن توفير مشاريع تربوية تعليمية أمر ضروري ومهم لتنشئة أطفال المديرية واعطائهم حقهم في التعليم والمعرفة، حتى يتمكنوا من خوض غمار المستقبل متسلحين بالعلم والمعرفة وليس أميين، لذا يتوجب تشييد المدارس في مختلف مناطق المديرية».


مراكز صحية من دون اطباء
< والخدمات الصحية قطاع لا يمكن الاستغناء عنه في أي مجتمع أكان قرية أو مدينة، لكن مديرية القفر محرومة من مشاريع هذا القطاع الخدمي المهم.

وعن ذلك أوضح الأهالي:«الخدمات الصحية معدومة تماما في مناطق وعزل القفر السافل وخاصة في بني ساوي وحمير ومدحجين وبني جماعة، حيث إن كل ما يوجد في هذه المناطق ذات الكثافة السكانية الكبيرة عبارة عن مبان خالية لا يوجد فيها أطباء أو ممرضون مما جعلها مراكز صحية مع وقف التنفيذ».

واضافوا: «إن المواطنين باتوا مجبرين على السفر والانتقال بمرضاهم الى المناطق الاخرى البعيدة للحصول على العلاج، الامر الذي يكبدهم معاناة مادية ونفسية فادحة، الى جانب مضاعفة ذلك لآلام المرضى، بل إن البعض منهم يفارق الحياة قبل وصوله الى المستشفى، أما النساء فيعانين الامرين عند حالات الولادة فلا توجد قابلة صحية واحدة مؤهلة علميا ومهنيا في مناطق قفر السافل، وجميع القابلات يتم توظيفهن في مدينة إب ولم تعط الوظائف للقابلات من بنات منطقة القفر لخدمة منطقتهن».


وللطرقات حكاية
واذا كانت الطرقات عصب الحياة الحديثة فإن مديرية القفر ومناطقها ما تزال تعيش عهد الطرقات الوعرة بعيدا عن التحضر.وحول هذا الجانب تحدث عدد من الأهالي قائلين: «الطرقات في مديرية القفر ومناطقها صعبة للغاية ومازالت بدائية، حيث إن هذه الطرقات عبارة عن دروب شقت في الجبال الوعرة، وقريبا علمنا بوجود مشروع لشق طريق حديث للمديرية من قبل المجلس المحلي للمديرية بتكلفة قدرت بنحو 45 مليون ريال، والعمل جار في مسح عدد من الطرق داخل القفر السافل كما سمعنا من بعض الجهات الرسمية المختصة».


أهمال رسمي
واختتمنا جولتنا الاستطلاعية في مديرية القفر بمحافظة إب بعلامة استفهام ليس نحن من وضعها بل المواطنون، وذلك حول إهمال الجهات الرسمية في المديرية للآليات والمعدات الحكومية، التي يفترض بهم المحافظة عليها واستخدامها في تنفيذ مشاريع خدمية للمواطنين، إلا أن تلك المعدات تهمل في العراء وتحت أشعة الشمس والامطار وباقي عوامل التعرية، مما يكبد الدولة ملايين كثيرة، ويحرم المواطنين من مشاريع خدمية كانت ستنهي الكثير من معاناتهم.

وأخيرا يبقى مطلب أهالي مديرية القفر ومناطقها وقراها، الذي خلص اليه استطلاعنا هذا، توفير مشاريع الخدمات بمختلف القطاعات لإنهاء معاناة طالت سنوات طويلة وما زالت قائمة.

اعده للنشر قسم التحقيقات

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى