صراحة باجمال بحاجة إلى وقفة تأمل

> حسن بن حسينون

> في كلمته في افتتاح ورشة عمل تطوير التعليم الأساسي، التي نشرت على صفحات «الأيام» بتاريخ 15 مارس الحالي، كان باجمال صادقاً وصريحاً عندما قال «علينا أن نربي أطفالنا على الوازع الديني والسلوك التسامحي وعلى التفكير النظيف».. وأضاف أن جيل هذه الساعة لا للمؤتمر ولا للاشتراكي ولا للإصلاح ولا للناصريين. وهذا يعني أن جيل الساعة ومن خلال خبرته الذاتية قد نزع ثقته في من يمارسون السياسة ويدعون ويعدون ويتحدثون كثيراً عن الديمقراطية والتنمية والأمن والاستقرار، التي لم يتحقق منها شيء عدا الوعود الكاذبة والخطابات الرنانة، التي لا تغني ولا تسمن من جوع، خاصة وأن ذلك يأتي على ألسن أهم الأحزاب وجوداًَ على الساحة اليمنية، وأغلبها قد مارست الحكم وأثبتث فشلها في تسيير دفته على كافة المستويات، ومنها التربية والتعليم، وأصبحت اليوم خارج سدّته، لكنها ظلت مدمنة على خطابها القديم وأسطوانة الوعود الكاذبة حتى وهي خارج الحكم، من بين تلك الأحزاب من يحكم اليمن في الوقت الحاضر لكنها تسير على نفس النهج ونفس المسلك الذي يشتركون فيه مجتمعين، فذلك ما أوصل جيل الساعة إلى القناعة التي نطق بها رئيس الوزراء نيابة عنهم.

فبالإضافة إلى النظرة التشاؤمية وإحباط جيل الساعة تجاه الأحزاب، هناك كم هائل من الأسباب الأخرى والأكثر أهمية بالنسبة للجيل الحاضر والأجيال القادمة كان يمكن أن يتطرق لها رئيس الوزراء، حتى يشفي غليل المتابعين وأصحاب الشأن - المواطنين وأولياء أمور الطلبة وجيل الساعة على وجه الخصوص. ومن بين أهم الأسباب هناك أزمة عامة تتعلق بالقطاع التعليمي والتربوي من حيث الإمكانيات المادية وأوضاع معيشية قاسية يعانيها المواطن عكست نفسها سلباً على التحصيل الدراسي للتلاميذ والطلبة في كافة المجالات، وأدى ذلك إلى نتائج عكسية. ومن الأسباب الأخرى المشاكل والصعوبات التي يعانيها المعلمون من حيث وضعهم المعيشي واستقرارهم النفسي والمعنوي، عكس ذلك سلباً على سلوكهم وعلاقاتهم مع الآخرين. بمعنى آخر أن كماً هائلاً من هؤلاء أصبحوا يعانون حالات نفسية مركبة لها تأثير مباشر على التلاميذ وعلى أسرهم، إضافة إلى ازدواجية المقاييس في إعطاء كل ذي حق حقه، حتى شعر البعض منهم بالغبن والظلم وانعدام العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات، وكان لذلك أثر سلبي في الأداء المطلوب، كما لا ننسى هنا أن من بين أهم الاسباب ظاهرة الفساد والرشوة وإعطاء الاولوية ليس للكفاءة وإنما للولاءات الحزبية وتشابك المصالح والعلاقات الخاصة وشراء الذمم.

هذا هو الوضع السائد في اليمن، ليس على مستوى التربية والتعليم وإنما على مختلف القطاعات الأخرى، فماذا نتوقع - من خلال ذلك - من جيل الساعة عدا ما توصل إليه رئيس مجلس الوزراء من تشخيص لحالة هذا الجيل - ويمكن الأجيال القادمة - الذي يشعر بالاحباط والضياع وفقدان أمل المستقبل.

ليس بالكلام وتشخيص الظاهرة تعالج المشاكل والأزمات في ظل أوضاع غير طبيعية تعم الوطن كله، وليس باتهام الآخرين ، فهذا عيب، وعيب أكبر تحميل الماضي ورجالاته كامل المسؤولية .. ما مضى قد مضى فماذا أنت فاعل لأيامك والمسؤوليات التي تتحملها تجاه وطنك وشعبك؟ وإذا كان باجمال يغرد خارج السرب، والواقع اليمني قائم على حاله، فإن الأسراب ستظل تطير بكل هدوء واطمئنان لا تأبه لصوت الطبل والطبالين من حولها ومن تحتها لأن ذلك لا يعنيها لا من قريب ولا من بعيد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى