الأغنية الحضرمية بين أيوب طارش وفؤاد الكبسي

> صالح حسين الفردي

>
الفنان أيوب طارش
الفنان أيوب طارش
اجتذبت الأغنية الحضرمية بقوة كلماتها وتنوع إيقاعاتها وعذوبة ألحانها العديد من الفنانيين من غير أهلها، فعمد كثيرون على التغني بها محاولين تبيان قدرتهم على الأداء الجيد والمعبر لها، منهم من شدا بها معجباً ومتفنناً في أدائها وكان محل إعجاب المتذوقين عامة والجمهور الحضرمي خاصة .. كالفنان القدير الراحل محمد سعد عبدالله الذي أنشد من أغاني الراحل محمد جمعة خان أغنية (سبوح ياقدوس، بالغواني قلبي مولع .. وغيرها)، ولقد وصل في طريقة تغنيه للنص الغنائي الحضرمي حدا من التفرد والإبداع جعله يصوغ العديد من أغانيه على الإيقاعات الحضرمية ويغزل شعرا على الطريقة الحضرمية، كما أن الفنان المبدع الكبير محمد مرشد ناجي قد تغنى بالعديد من الأغاني الحضرمية نذكر منها (مكانه جبحكم يا آل باكرمان، ودعت أحبابي الوداع الحار)، فجاءت من حنجرته إضافة أخرى ونسقاً آخر في الأداء والغناء معاً، فأتقن وحصد الإعجاب والمتعة والتذوق حتى اللحظة، كما أن للفنان الكبير المبدع أيوب طارش عبسي تجربة فريدة ووحيدة في بداياته الفنية عندما قام بأداء رائعة الراحل محمد جمعة خان (ياراد ياعواد) فجاء أداء أيوب طارش غاية في الروعة وحسن التعبير عن الكلمة والجملة اللحنية، ولقد أدرك هذا الفنان دور العزف الوتري على العود في إتقان الأغنية الخاصة بطرائق الفنان محمد جمعة خان في الأداء ليعطي اعترافا بمدى حبه وتأثره وإعجابه بالأغنية الحضرمية مع حرصه على تأكيد خصوصيتها دون المساس بها وتشويهها.

الفنان فؤاد الكبسي
الفنان فؤاد الكبسي
وعلى الرغم من عدم اعتراضنا على أداء هذا اللون من أي مبدع وفنان، إلا أننا نضع قانونا واحدا فقط يحكم هذه المسألة سلبا وإيجابا .. ألا وهو القدرة على التميز والأداء وإضافة الجديد إن استطاع، أو المحافظة على روح وقواعد هذا اللون دون المساس به وتشويهه ، وإذا عرجنا على ما قدمه الفنان الكبسي من أغان محضارية في إنتاجه الأخير وسهرته الفنية التلفزيونية بمناسبة عيد الأضحى المبارك الفائت، نجده لم يكن موفقا في تقديم هذا اللون الغنائي وإنما يحاول ذلك بتكلف ودون إمكانيات تساعده على إقناع عشاق هذا اللون الغنائي البديع، فهو كمن يقدم بضاعة غير جيدة لأناس لديهم ذائقة متقدة في سوق به البضاعة نفسها ولكنها أصيلة، ويبدو أن الفنان الكبسي يحاول أن يكسب جمهورا حضرميا، أوأن يأتي بجديد مخالف لما تعوده محبو اللون الذي هو رأسماله الحقيقي، هذا الانزلاق لا يفيده فنيا في شيء إلا إذا كان تقديمه لهذه الأغاني يأتي بدافع تجاري بحت، فالأغنية الحضرمية عامة والمحضارية خاصة ترفض كل من يحاول الاقتراب منها دون أن يكون محبا وفيا لها، وإن استفاد منها ولكن إلى حين، ونهمس له في الخاتمة بأن (على الكبسي الاستفادة من العبسي وكفى ..).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى