الوزير المسؤول الأول والأخير

> «الأيام الرياضي» :

> جمعني لقاء عابر الأسبوع قبل الماضي مع الأستاذ عبدالرحمن الأكوع، وزيرالشباب والرياضة بحضورالصديق الزميل الأستاذ خالد صالح حسين، المديرالعام للنشاط الرياضي بالوزارة عضواللجنة العليا للانتخابات الرياضية. أكد الوزير- ربما للمرة الألف خلال الأشهرالأخيرة تمسكه باللائحة الانتخابية الجديدة ودليلها الإرشادي وأبدى حرصاً وحماساً وإصراراً منقطع النظير على تطبيق وتنفيذ اللائحة بحياد ومسؤولية دون تساهل أو تهاون أوتدخل أو مجاملة أو محاباة. وقال الوزير: لقد وضعنا اللائحة ودافعنا عنها لمصلحة الرياضة والرياضيين وسنحرص على تطبيقها على الجميع دون استثناء أو خروقات أو تجاوزات .. نحن مع اللائحة ومع الرياضة ولن نستثني أحداً أونستهدف أحداً، ولسنامع أحد ضد أحد، لا أشخاص ولا جهات ولا أحزاب وطالب الوزير الإعلام الرياضي الواعي والمؤثر أن يقوم بواجبه النزيه والهادف ويكون في صف الرياضة وأن يقف مع اللائحة لأنه بدون أنظمة ولوائح واضحة محددة لايمكن أن يشهد واقع الرياضة اليمنية أي إصلاح أو نهوض أو تطور، وأضاف الوزير نريدكم في الإعلام الرياضي أن تكونوا عيوننا المراقبة والناقدة والراصدة لأية تجاوزات أو ممارسات خاطئة تبلغونا بها إن وجدت كي نتعاون جميعاً على إيقافها وتصحيحها. قلت للأخ الوزير إن الإعلام الرياضي الحقيقي لايمكن إلاّ أن يكون مع اللائحة قد تكون لدينا ملاحظات وتحفظات قليلة على بعض بنودها إلاّ أننابصورة عامة معها، لكن أولاً، يجب أن تحرص الحكومة والوزارة ومنتسبوها في الديوان العام ومكاتب المحافظات على تطبيق اللائحة وحينها ستجدون الإعلام الرياضي في مجمله مسانداً لهاطالما أنها لصالح الرياضة ولاتستهدف أحداً بعينه. لايمكنني هنا إلاّ أن أقدر تقديراً عالياً إدراك الأخ الوزير لدور وأهمية الإعلام الرياضي، على الرغم من أن ماقاله لي الوزير عن اللائحة ليس جديداً، فقد سمعناه وقرأناه مراراً وتكراراً على مدى حوالي خمسة أشهرماضية منذ اشتعلت(معركة اللائحة) حتى كدنا نقتنع أنها لائحة(مقدسة) لايجوز ولايمكن المساس بها في أي حال من الأحوال ومهما كان. لاأشك في نوايا الأخ الوزير وصدق توجهاته، ولاأقلل من حرص ونزاهة وكفاءة أعضاء اللجنة العليا للانتخابات، لكن (الأقوال) تظل مجرد (كلام) في الهواء، إذا لم تترجم وتتحول إلى (أفعال). أثبتت الانتخابات في معظم الأندية بالملموس وبالدليل وبالمادة والبند أن اللائحة (شيء) والتطبيق(شيء آخر) ،وإن (حرص) الوزير ووزارته ولجنته العليا، لم يجد من يتجاوب معه بصدق وجدية ومسؤولية، ويطبقه (فعلياً) على أرض الواقع وبالذات من قبل مدراء مكاتب الشباب والرياضة واللجان المشرفة على الانتخابات بمن فيهم مندوبي الشؤون الاجتماعية. بعيداً عن(كلام) الوزير و(حرصه) على اللائحة الجديدة حدث ما سبق وأن حذرنا منه هنا في هذا العمود حينما أكدنا على أن انتخابات الأندية هي (المحك الحقيقي)و(الاختبارالأول) للائحة.. والآن يمكننا التأكيد بثقة أنها فشلت(فشلاً ذريعاً)في اجتياز(الامتحان الأول) بجدارة وامتياز مع مرتبة الشرف. الوزارة بقيادة وزيرها الأكوع اهتمت وحرصت وصممت على وضع لائحة(جميلة) و(مهمة) من خلال الاستعانة بأفضل كفاءاتها وأكثرهادراية وفهماً ونزاهة، ثم كافحت وناضلت لإقرارها(حكومياً)، لكن مشكلة الوزارة أنها لم تهتم وتحرص بالقدر نفسه على توفير الأجواء والعوامل المناسبة لتطبيق اللائحة، بل تركت مهمة تطبيقها لأشخاص بعضهم أومعظهم ممكن أن يبيع اللائحة بخمسة آلاف(بقشة) واكتفت الوزارة بمهمة (المراقبة) عن بعد . لم تهتم الوزارة ولم تشرف إشرافاً (فعلياً) على التحضير للانتخابات في الأندية والتأكد من صحة الوثائق والتقارير والكشوفات بل تركت الحبل على الغارب لقيادات الأندية، ولم تشدد الوزارة على محاسبة ومعاقبة كل من يتساهل ويتهاون من مكاتبها ومشرفيها، فأصبح المشرفون والمراقبون ومندوبو الشؤون الاجتماعية وكذارجال الأمن الذين يحفظون النظام .. كل هؤلاء أصبحوا وكأنهم يعملون لصالح قيادة النادي، ولم يعد يهمهم صحة الإجراءات وشرعية الانتخابات ولكن الأهم عندهم أن تنتهي العملية الانتخابية كيفما كانت لكي يستلموا في النهاية مقابل أتعابهم من رئيس هذا النادي أوذاك وطبعاً من فلوس النادي وتحولت معظم انتخابات الأندية إلى(هوشلية) الغلبة فيها(للصوت العالي) و (الذراع القوي) أما(عروس المولد) اللائحة فقد كانت(الغائب) الأكبر عن الحضور. نقول للأخ الوزير إن انتخابات الأندية أفصحت بـ (الفم المليان) وكشفت بـ (التجاوزات الفاضحة) أن اللائحة الجديدة ليست وحدها الكفيلة ببداية التصحيح على طريق النهوض والتطور، وإنما التصحيح يبدأ أولاً بإصلاح وضع وزارتكم وخاصة مدراء مكاتبكم في المحافظات الذين ضربوا بـحرصكم عرض الحائط، وكانت توجهاتكم في جانب وتوجهاتهم في جانب آخر، فهل أنتم قادرون على محاسبتهم وتغييرهم ، أم أنكم لاتملكون الحماس والرغبة والإصرارالذي كنتم عليه عند وضع اللائحة والدفاع عنها؟ في وطننا تظل (اللوائح) أقرب إلى المصالح، مع ذلك كنانأمل في اللائحة الرياضية خيراً، ومن المؤسف والمؤلم أن نجدها بعد كل هذا الضجيج والجدل والجهد والمال والدعم الحكومي في مهب الريح.. ونجد أن الحديث عن (التمسك) بها (والحرص) على تطبيقها مجرد (كلام) مؤجل العمل به حتى إشعار آخر والوزير هوالمسؤول الأول والأخير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى