مع الأيام : يا أم الأمهات.. القلب لك وطن

> شمس الدين البكيلي

> إهداء:إلى الأم التي ألهمتني بنيران حبها الملتهب والمتدفق بغزارة غير مسبوقة,إلى الأم التي أدخلتني في أعماق حناياها المغمورة برياض من الحب وأنهار من المطر وغيوم الندى لتعانق معها لوحات ربيعية جميلة من الورد والأزهار الأخاذة ذات الألوان الهادئة، والسهول والوديان فتحدث وقعاً جميلاً كأنها سيمفونية كلاسيكية رائعة ترحل بك إلى عالم من الخيال السحري وشلالات من العذوبة وهي تعانق قوس قزح بألوانه الجميلة الرائعة الجمال ورسم نقوشها المتميزة بعواطفها الجامحة المتناثرة في عالم لا حدود له.. واختيار ألوانها الساحرة والهادئة برقتها وريشتها الناعمة نعومة ضفائرها.

إلى الأم التي أوحتْ إليّ بأن أذيب روحي.. وحواسي وعواطفي، وكل مشاعري في أعماق أعماقي، وأنصهر انصهاراً أبدياً في روحها المشتاقة إلى روحي بإيحائها واستعدادي.. إلى من أحبها وأعشقها وأذوب في غرامها «عدن».


أجمل الأمهات
تربعت عرش الجمال.. بجمالها الآسر النظر.. بهية الوجه مشرقة جمحت كأنها المهر.. ليس كطلعتها طالعٌ.. لا الشمس ولا القمر.. ولا النجوم مجمعة.. ولا الكون والبشر.. أشرقت بنورها الشمس.. وهي تعانق الفجر.. عيون ألوانها البحر.. ساهمة الطرف والحور.. شعر كالأصيل خيوطه.. يكسو الصدر والنحر.. تدلى بشوق ولهفة.. ليعانق خدودها الحمر.. فأضفى عليها رونقاً.. وجمالاً كله سحر.. ومن الشمال هبت نسمات رقيقة.. جمعت الورد والزهر.. فتلملمت قطرات الندى... وعانقت حبات المطر.. فتجمعت كأنها ماسة.. في ساحة بين الخدين والثغر.. لها بريق مشع.. من أروع الدرر.. وجيد لا يضاهيه.. جيدُ المها السمر.. ولؤلؤ تضمّه شفاه.. من الياقوت الأحمر الحرّ.. دنوت منها بكل رقة.. ولهفة الشوق تختمر.. فناداها قلبي بنبضاته.. أجاب عنها الدمع والبصر.. عاتبتني عتاب محبّ.. ضناه الشوق والأسر.. بكت القلوب بحرقة.. ولوعة العشاق تنتشر.. مشتاق أشتاق لمشتاق.. أحب الرمل والبحر.. وأمواج تعزف ألحاناً... تجاذبها المد والجزر.. وشمس تسحب أطيافاً.. من الحزن مدى الدهر.. معها ترحل أياماً.. تودع الدنيا والعمر.. ولا تبقى لمخلوق سوى الأحلام والقدر.. مصير الكل يساويه.. فناء الكون والقبر.. أيام تسبق أياماً.. قساة القلب كالصخر.. وليل زادني شوقاً.. إلى شوق فأنتثر.. ولا شوقاً إذا أشتاق.. إلى مشتاق فينكسر.. نجوم الليل تسامرنا.. وترعانا فننبهر.. وموج البحر يحرسه.. هوى العشاق والمطر.. نسينا الكون وما فيه.. ليلة كلها سمر.. لا الزهراء ولا القمر.. ولا الأنوار والسحر.. تذكرنا بأحزان.. نسيناها لتستعر.. غفونا وكنا لا ندري .. بليل نحن أم فجر.. ولا نذكر سوى أنّا.. بنار الشوق ننصهر.


القلب لك وطن
بكيت على من سكن الفؤاد وإنني.. ما كنت أرضى لغيرها أن تسكن.. وهي الحبيبة وهي الأنيسة وهي الصديق.. وهي الأب والأم والأبناء يا عدن.. شغلتني دهراً، وهي الدهر وأن لها.. القلب والروح والجسم إن وهى لا شيء يشغلني سواك ولن أرضى.. إلا أن تعيشي في حنايا القلب ولو أفنى.. أنت الحقيقة المثلى وأنت جنتي.. وإني أتوق إلى جنة الرحمة وهي في العُلا.. وأنت لباس الفخر والمجد كله.. وأنت وشاح العز يا ثغر اليمن.

عدن المحبة والإخلاص والوفاء يا وطني.. وإني أتوق إلى الفردوس لي سكن وأنت لباس الفخر والمجد كله.. وأنت وشاح العز والقلبُ لك وطن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى