عملتنا المحلية .. السفير البائس

> «الأيام»ناصر سالم حسن/رصد - يافع

> المتأمل في حال عملتنا المحلية «الريال اليمني» يرى العجب، خصوصاً عند مقارنتها بالعملات الأخرى، ليس من حيث تدني القيمة النقدية للريال فذلك أصبح مألوفاً وشائعاً، لكن من حيث القيمة الفنية أي المظهر الجمالي للعملة.

فالمعروف أن أي شعب يقاس من حيث الرقي بعدة مميزات، يقف في مركز هذه المميزات المستوى التعليمي والثقافي، ثم تتفرع المميزات لتشمل أشياء كثيرة منها المظهر الجمالي للمدن والنظافة العامة والشخصية، ومستوى تعامل الفرد مع الآخرين، واستتباب الهدوء والنظام، ويأتي من بين هذه المميزات نظافة العملة المتداولة في هذا البلد أوذاك.

وتدني مستوى أي سمة من هذه السمات يشير مباشرة إلى تدني المركز المتحكم، وهو المستوى الثقافي والتعليمي للمجتمع، وبما أن عملتنا تشكو الويلات وتستغيث ولا مجيب، وترى بحالة لا تحسد عليها، فإن ذلك يعتبر مؤشراً حقيقياً لما ذكرناه آنفاً، فهل تلتفت الحكومة إلى تلك الظاهرة، التي جعلت من الأوراق النقدية مصدراً للمهزلة تحمل العبارات المختلفة الجيد منها والرديء، والبعض أراد بعبقريته أن يجعل منها مذكرة لأرقام الهواتف أو قائمة مشتريات ...إلخ من الشطحات التي تفرزها تخزينة القات.

ألا يجدر بنا أن نكون شعباً حضارياً وأن نجسد الحضارة المعهودة فينا، وأن تكون عملتنا هي سفيرنا الصامت الذي يتحدث عنا بأجمل لسان وينقل عنا الصورة المشرقة، وأن نساير عملات جيراننا الذين وضعوا الضوابط الكفيلة بحفظ العملة وبقائها مصانة لأطول فترة تداول، وجعلوا منها رمزاً وشعاراً لا يقل أهمية عن باقي رموز الدولة الأخرى؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى