المحكمة العليا الليبية تصدر قرارها في قضية نشر فيروس الايدز في 31 ايار/مايو

> طرابلس«الأيام» عفاف قبلاوي :

>
 تظاهرة لاولياء الاطفال المصابين بمرض الايدز امام المحكمة امس
تظاهرة لاولياء الاطفال المصابين بمرض الايدز امام المحكمة امس
اعلنت المحكمة العليا في طرابلس يوم امس الثلاثاء انها ستصدر في 31 ايار/مايو قرارها بشأن قبول طلب الاستئناف من عدمه المقدم من قبل خمس ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيني حكم عليهم بالاعدام بتهمة نقل فيروس الايدز الى اطفال في ليبيا.

وافادت مراسلة وكالة فرانس برس ان الاعلان صدر عن القاضي علي العلوص الذي رئس جلسة المحكمة في طرابلس.

وقال القاضي ان قضية قبول طلب الاستئناف او تثبيت عقوبة الاعدام الصادرة في حق الممرضات الخمس والطبيب لفلسطيني "تحجز للحكم في 31 ايار/مايو" المقبل.

واحاط بالقاضي اربعة مستشارين خلال الجلسة العلنية التي استمرت ثلاث ساعات ونصف الساعة. وحضر الجلسة محامون بلغار وليبيون ومصري اضافة الى وفد من
الدبلوماسيين الاوروبيين.

وقبل بدء الجلسة قال محامي الدفاع عثمان البيزنطي لوكالة فرانس برس ان "الموافقة على الاستئناف من عدمه ستأتي عليه بعد اربعة الى ثمانية اسابيع".

واضاف انه "متفائل"، معبرا عن امله في ان "تأخذ القضية مسارها القضائي وتبتعد عن المسار السياسي".

وخلال المرافعة ركز البيزنطي على ان "الشرطة سجنت المتهمات البلغاريات عشرة ايام لاستجوابهن حيث تعرضن للتعذيب قبل احالتهم على النيابة".

وردا على الاتهام بالعثور على اثار لفيروس الايدز في شقق الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني، قال محامو الدفاع "علميا الفيروس لا يعيش الا بدرجة حرارة معينة وفي ليبيا لا توجد اجهزة دقيقة للتعرف على هذا الفيروس".

كما شددوا على ان "المحكمة لم تعط الدليل او الدافع لارتكاب هذه الجريمة".

في المقابل طالبت مرافعة النيابة "بالتصديق على الحكم واعدامهم"

وقال رئيس رابطة اسر ضحايا الايدز رمضان الفطوري لوكالة فرانس برس "نطالب المحكمة بالتصديق على الحكم بالاعدام".

ونظمت امام المحكمة تظاهرة لاولياء الاطفال المصابين بمرض الايدز ضمت نحو ستين شخصا رفعوا لافتات كتب عليها "الموت لقتلة الاطفال" ورددوا عبارة "الاعدام
الاعدام الاعدام".

وارتدى طفلان مصابان بالايدز الزي العسكري وحملا مسدسين وهميين وفق الاهالي.

وكانت محكمة في بنغازي حكمت في ايار/مايو بالاعدام على الممرضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني الذين كانوا يعملون في مستشفى المدينة بعد خمس سنوات من الحبس الاحتياطي، اثر ادانتهم بنقل فيروس الايدز الى 380 طفلا والتسبب بوفاة 46 طفلا بسبب هذا المرض.

وهم مسجنون منذ ست سنوات.

جانب من الحضور
جانب من الحضور
واستأنفت صوفيا هذا الحكم مستندة الى شهادات البروفسور الفرنسي لوك مونتانييه الذي ساهم في اكتشاف فيروس الايدز وخبيرين اخرين معروفين هما الايطالي فيتوريو
كوليتسي والسويسري لوك بيران الذين اكدوا امام المحكمة الابتدائية ان سبب هذه المأساة هو الظروف الصحية الرديئة في المستشفى.

وكان رئيس الوزراء البلغاري سيميون دو ساكس كوبورغ غوتا قال الجمعة الماضية "كلما قللنا من الكلام (عن هذه المحاكمة) ومن تسييسها، ازدادت فرص" تبرئة الممرضات
والطبيب.

واعتبرت الصحف البلغارية ان المحكوم عليهم "كبش محرقة" لتهدئة الرأي العام الليبي.

غير ان المحكمة الليبية لم تأخذ في الاعتبار هذه الشهادات لدى اصدارها حكما بالاعدام، ولم تستند سوى الى تقرير خبير ليبي خلص الى تحميل المتهمين المسؤولية.

واثار الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي مخاوف صوفيا حين ذكر الاربعاء الماضي في كلمته امام القمة العربية في الجزائر "البلغاريات اللواتي قتلن اطفالنا"، آخذا
على القادة الغربيين الاهتمام بمصير الممرضات والطبيب بدون الاكتراث لمصير الاطفال الليبيين.

ووجه الزعيم الليبي الخميس دعوة الى الرئيس البلغاري غيورغي بارفانوف لزيارة ليبيا. ورأت صحيفة بلغارية ان الرئيس يجب ان يسعى خلال هذه الزيارة "للحصول على
عودة الممرضات الى بلغاريا ولو لم تتم تبرئتهن بدون الرضوخ لابتزاز التعويضات".

وللافراج عن المحكوم عليهم تطالب طرابلس بتعويضات مماثلة لتلك التي دفعتها ليبيا لعائلات ضحايا الاعتداء الذي استهدف طائرة تابعة لشركة بانام الاميركية فوق
مدينة لوكربي الاسكتلندية العام 1988. وقد رفضت بلغاريا ذلك.

وبموازاة هذه المحاكمة، يحاكم تسعة ضباط وطبيب ليبيون بتهمة تعذيب المحكوم عليهم الستة لانتزاع اعترافات منهم، في طرابلس ايضا.

وقد رفعت جلسات محاكمتهم حتى 26 نيسان/ابريل المقبل. وكانت ممرضتان والطبيب اعترفوا بالوقائع خلال التحقيق لكنهم عادوا عن اعترافاتهم مؤكدين انها انتزعت
منهم تحت التعذيب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى