تسونامي اليمن:قات و(جات) .. ادفع وهات!

> نعمان الحكيم

>
نعمان الحكيم
نعمان الحكيم
ما يزال زلزال «تسونامي» المتنامي يعصف بدول آسيوية، كأندونيسيا، هذا الارخبيل الإسلامي الذي كان أحد النمور الاقتصادية، وصار اليوم أحد نمور الضمور البركاني الزلزالي.. يتجرع شعبه الويلات التي حلت به، ولكن الفعل هنا قدرة إلهية أو هي تفاعلات بمنطوق العلم، تحدث في سنوات معينة، وتهدأ ، حيث لا مكان فيها للهدوء أو السكينة!

تسونامي.. أو «أمواج الموانئ» هكذا هي ترجمته إلى العربية بعد اللفظة اليابانية الأصل، لا يقوى على مقاومته أي شيء.. وكنا قد رأينا في ديسمبر من العام المنصرم واليوم ونحن في شهر مارس من العام 2005، كيف اقتلعت المباني ودمرت الموانئ ومات الناس الذين كانوا بعد الحادث أشبه بحبوب منثورة في صحراء قاحلة.. ونجا من المد المرعب الحيوانات والمساجد وهي قدرة إلهية لا تعبر إلا عن لطفه بالحيوان الأخرس، والمسجد الذي يصلي فيه الناس تعبداً أو تقرباً إلى الله ورجاء غفرانه ورحمته، في الدنيا أو في الآخرة.

اليوم.. عاد تسونامي بشكل متنام.. وربما هذا يذكرنا بما سيأتي إلينا من «تسونامي» يمني عن قريب، فالضرائب التي فرضتها الحكومة الرشيدة على كبار التجار.. يقولون لنا إنها لا تطال المواطنين.. هكذا استغفلونا، وكأننا أمام إعصار لا مرد له ، ولا مقاومة أبداً.. إذ كيف يتصور الإنسان فرض ضرائب على كبار التجار، الذين يخضع لهم متوسطو التجار ثم صغارهم، ليكون المواطن المستهلك هو الضحية؟

تسونامي اليمن يجعل البضائع تجمرك وتؤخذ ضرائبها بدلاً من المركز، فهي تؤخذ من أعلى فأدنى، والمثال: بضاعة تجمرك في صنعاء ثم تمر بعدن وتخضع للضريبة، وتصل أبين لتجد التعامل نفسه مروراً بشبوة فالمكلا بحضرموت .. ليجد التاجر نفسه مثقلاً بديون لا بد له أن يستخلصها من زبائنه وهلم جرا.

هذه الـ «تسوناميات» المتضاعفة تجعل المركزية أشد فأشد، في حين كانوا يقولون لنا إن السلطة المحلية ستخفف من المركزية.. قاتل الله المركزية واللا مركزية، فقد شابت رؤوسنا وتشوهت صورنا جراء ما كنا وما نزال نسمعه.. حتى أفضى بنا الحال إلى هاوية سحيقة، هي من اختراع الحكمة اليمانية ليس إلا.. والمعذرة سلفاً لهذا الإلصاق!

ومن الكوارث التي لا يمكن الإعلان عنها الآن هي ارتفاع قيمة الديزل إلى جانب الضريبة والالتحاق بركب (الجات) بعد فترة ما سيؤدي بنا إلى إفقار شديد، ويعشموننا بهيكلية ينتهي تطبيقها الفعلي عام 2012م.. يعطيكم العافية!

ليس أصعب على اليمني من أن يترك القات ليتجه إلى منظمة (الجات)، فحتى ذلك الزمن سوف يعيش الناس يسرحون ويمرحون نسبياً، لكن بعد أشهر قليلة سوف يصير القات في عداد سلع (الجات) بضرائب مرتفعة ومتحررة، وحينها لن يقوى المواطن على سبر أغوار نفسه المحطمة المنهكة، وحتى اللقمة يمكن أن تصير معدومة أو هي (لقمة الخانوق)!

إن بشائر تسونامي اليمن على الأبواب، وستعصف بنا حتماً ، لكن مسؤولينا الأجلاء يطمئنونا بأن ذلك مجرد إشاعات تقوم بها جهات ضالة.. وفي الحقيقة هنا يكون المواطن لبيباً، ويعلم مدى الارتفاع الفاحش الذي قد لحق بالسلع بمد رهيب، ولا من رقيب أو حسيب، فكيف يا ترى سيكون الحال .. بعد هذا الإشكال؟!

تسونامي اليمن قد بدأت تباشيره بأمراض حقيقية كالسعال و(الصنافير) والحمى التي تصيب الجميع بدون استثناء، وهو ما نقلته الرياح وأمواج البحر إلينا، لكن ذلك سوف يتضاعف بعد أيام عندما لا نجد ما نسد به رمق العيش ، وصدقوني إن كلمات الحكومة ما هي إلا حقن مهدئة، مخدرة لنا، وقد رسم البنك الدولي صورة قاتمة لبلادنا، وهي المأساة التي لم نكن نتوقع الوصول إليها باعتبار بلادنا بلداً نفطياً وله ثروات بحرية هائلة، يمكن أن تقاوم بها الأعاصير الاقتصادية في العالم، ويمكن أن ترفه عن شعبها الذي لم يتجاوز الـ (20) مليون نسمة، بحسب التعداد السكاني الأخير.. وما أدراك ما الأخير؟! لذلك.. على الجميع الاستعداد وربط الأحزمة لما هو آت .. ولا يضحك عليكم أولئك الذين يعرفون أن تصريحاتهم لا يصدقونها أنفسهم قبل غيرهم.. ولسنا بأحسن من غيرنا ممن تعرضوا للكوارث .. فالحذر الحذر من تسونامي القادم، لأنه من صنع البشر .. وأي بشر؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى