لم يمت بل قتلوه!!

> سلوى صنعاني

> أمام شاشة التلفاز كانت الأسرة مجتمعة للعشاء، تشاهد حفلاً في العاصمة صنعاء بيوم اليتيم، كان ذلك في شريط أخبار التاسعة مساء .. ومن قبيل الصدف أن أسرة أخرى تضم أيتاماً في ضيافة أسرتنا.. الطفل علي كان ينظر إلى يتيم التقطته الكاميرا وهو يتحدث شاكراً الجهات المختصة بالحفل واهتمامها بالأيتام.

ضحك علي ساخراً من الجميع قائلاً: «اليوم الأول من أبريل.. كذبة أبريل مستحيل اللي يحصل واللي تشوفوه». سألته مندهشة «ليه؟» أجابني لأنهم جعلونا سببا يجمعون المال لأجله من التجار، ومعظمه يذهب إلى جيوبهم .. ولأنهم هم الذين خطفوا أبي وسلموه للموت أوما كنت أنا وإخوتي في قائمة اليتامى». أردفت سؤالي بسؤال آخر والدهشة تزداد وتكبر وأنا أرى وأسمع صغيراً لم يتجاوز الحادية عشرة يتكلم بهذه المرارة وهذا الإدراك المؤلم لطبيعة الحال .. «ليه يا علي تقول كلام كهذا .. أبوك مات وهذه إرادة الله».

علا الحزن وجه الصغير وبدأ حديثه المثقل بالأسى «بل قتلوه يا خالة.. أقعدوه في المنزل.. أبي طيار يحمل ثلاث شهادات عالمية .. أهملوه .. تركوه يفكر كثيراً ويتعاطى السيجار والمنومات.. حتى توقف قلبه فجأة»!!

لم أحتمل كلمات الصغير التي فاقت عمره وتجاوزت سنيه الصغيرة.. لأنها تنم عن حقد تجاه هؤلاء الذين تسببوا في إيذاء أبيه.. ترى كم صغاراً مثل علي وأبي علي ممن أودعوا في المنازل على الرف لا حاجة للمجتمع أو الوطن لقدراتهم وكفاءاتهم؟! وكم طفلاً مثل علي بيننا يعاني؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى