طول عمر الحكام مشكلة تهدد بعض دول العالم

> سنغافورة «الأيام» عن رويترز :

> لنتخيل الاتي.. وظيفة تعطي المرء فرصة عمل مدى الحياة فضلا عن وضع مالي آمن تماما وسفريات للخارج بلا حصر والاقامة بقصر منيف في العادة,قد تبدو الوظيفة حلما جميلا.. لكن ثمة أعباء لا مفر منها في مقابل كل تلك الميزات.

ففي العائلات الملكية يتعين على الامراء والاميرات الاستعداد والانتظار في طابور طويل من أجل الوظيفة الاهم بعدما صار الملوك يعيشون لفترات أطول من أي وقت مضى.

وبمجرد أن يجلس الملك على العرش فإنه لا يستطيع الاستقالة دون أن يتسبب في اثارة الجدل حتى لو تقدم به العمر أو أصابه التعب من طول سنوات الخدمة اليومية لاداء المراسم والطقوس وممارسة الدبلوماسية الملكية.

ووفاة البابا يوحنا بولس الثاني بابا الفاتيكان )84 عاما( والامير رينيه امير موناكو )81 عاما( طرحا قضية سنوات الخدمة الطويلة في السلطة
بصورة جلية مما يثير جدلا بشان تقاعد المسؤولين كبار السن أو تفويض البعض في ممارسة بعض السلطات.

لقد أدى طول متوسط العمر الى اثارة تحديات في العمل بالنسبة لكثير من شاغلي الوظائف وأفراد الاسر الملكية ليسوا استثناء في هذا الشان كما يقول البعض ممن يتابعون الشؤون الملكية عن كثب ذلك لانه يتعين على كبرى العائلات الملكية مواصلة النشاط والتواصل مع الناس رغم تقدم العمر.

قال نويل كوكس الخبير في الشؤون الملكية العالمية ورئيس فرع نيوزيلندا من رابطة الملكيين "إنها ليست قضية جديدة لكنها اكتسبت أهمية كبيرة حيث أصبح طول متوسط العمر هو المعتاد وليس الاستثناء."

وتابع كوكس قائلا وهو يؤكد على أن الاسر الملكية العريقة تستطيع الازدهار في ثقافات تحترم كبار السن وإنه لا يتعين أن تكون بعيدة عن
التواصل مع رعاياها الاصغر سنا "لكن تجسيد الاستمرار والاستقرار مختلف عن الركود."

والواقع أن بوادر الاثار السكانية تظهر بالفعل. فها هو تسعيني اخر مثل سيهانوك ملك كمبوديا ينقل السلطة الى ابنه المفضل في العام الماضي لدواع صحية. والتاريخ الهولندي الحديث شهد أيضا تخلي ملكتين لمصلحة ابنتيهما فيما ورث الامير رينيه العرش عن جده بعدما تخلت والدته عن حقها فيه.

والامير ألبرت )47 عاما( نجل الامير رينيه يقف الان كوجه شاب بين الجالسين على العروش مع تزايد عدد الملوك الذين هم الان في السبعينات من العمر مثل ملك تايلاند بهوميبول ادوليادج أطول ملوك العالم جلوسا على العرش.

وتتصاعد التكهنات كثيرا بشان احتمال أن يخلف الملكة اليزابيث )78 عاما( حفيدها الامير وليام ليتجاوز العرش بذلك جيلا كاملا من أجل الحفاظ على حيوية الملكية.

واثار اقتراح في بريطانيا بتحديد سن للتقاعد الملكي عند 75 عاما جدلا كبيرا ورفض سريعا في اوائل العام الجاري.

وبعض الملكيات أعربت عن شكوكها في السيناريو الكمبودي أي التقاعد الاختياري قائلة ان ذلك من شأنه تعريض المؤسسة الملكية للتدخل السياسي وتقويض الحق المقدس في تولي العرش مدى الحياة.

ويقول جمهوريون إن طول فترة الحكم في العائلات الملكية قد يجعلها منبتة الصلة برعاياها. وقال جون وورهورست رئيس الحركة الجمهورية الاسترالية "انها تسبب المشاكل. من الصعب اقامة علاقات وثيقة مع المواطنين والاحتفاظ بالطاقة والحماس في عمر متقدم."

الا أن العائلات الملكية لديها دوما القدرة على تقديم وجوه شابة لامعة للاضطلاع بالأمر من أجل البقاء. وقد أثارت ماري دونالدسون الزوجة
الاسترالية المولد لولي عهد الدنمرك موجة حماس في استراليا عند زيارتها لبلدها الاصلي الشهر الماضي. وبعد متابعة موجة "الهوس بماري" يأس الجمهوريون من امكان قطع الصلة بالملكية البريطانية وانتخاب رئيس لاستراليا يوما ما.

قال نيل بلين مؤلف دراسة مقارنة للملكيات الاوروبية وخبير الاعلام في جامعة بيزلي باسكتلندا "طول العمر سلاح ذو حدين. اننا نعيش في مرحلة اعتاد الناس فيها التغيير السريع وصاروا يملون بسهولة. لكن في عالم سريع التغير ثمة حنين للاستقرار."

ويقول معلقون إن المهم حقا هو أن يعمل الورثة المحتملون للعروش على تنقية سيرتهم مشيرين في هذا الشأن الى الامير تشارلز وولي عهد اليابان الامير ناروهيتو حيث حاصرتهما المتاعب لفترة من الوقت.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى