منعت الشرطة الاسرائيلية التي انتشرت يوم امس الاحد باعداد كبيرة مجموعة صغيرة من اليمين الاسرائيلي المتطرف من الاقتراب من باحة المسجد الاقصى في القدس الشرقية حيث هرع آلآف المسلمين "لنصرة" ثالث الحرمين الشريفين.

ونشرت الشرطة نحو ثلاثة آلاف عنصر في مدينة القدس العتيقة وحولها واعتقلت 22 ناشطا ينتمون الى اليمين المتطرف الاسرائيلي.

ومن بين الموقوفين اسرائيل كوهين زعيم مجموعة "ريفافا" المتطرفة التي دعت الى الصلاة في باحة الاقصى امس الاحد احتجاجا على خطة رئيس الوزراء ارييل شارون للانسحاب من قطاع غزة واجلاء نحو ثمانية آلاف مستوطن.

لكن لم يلب الدعوة سوى عشرات المتطرفين القوميين الاسرائيليين بينهم فتية واطفال ولم تجد الشرطة اي صعوبة في منعهم من الوصول الى باحة الجامع.

وفي الباحة ذاتها حيث تمت تعبئة آلآف المسلمين للدفاع عن المسجد الاقصى ثالث الحرمين الشريفين جرت صلاة الظهر بدون حادث يذكر وغادر جزء من المصلين المكان حسب ما افادت الشرطة الاسرائيلية.

واطلق رجال شرطة الخيالة على ابواب باحة المسجد قنابل صوتية لابعاد الشبان الفلسطينيين الذين كانوا يحاولون الدخول بعد ان رشقوا عناصر الشرطة بالحجارة والزجاجات على ما افادت مراسلة وكالة فرانس برس، واصيب ثلاثة شرطيين بجروح خلال هذه المواجهات.

وقررت السلطات الاسرائيلية السماح فقط للمسلمين من سكان القدس الشرقية المحتلة ومن العرب الاسرائيليين ممن تجاوزت اعماهم الاربعين والنساء المسلمات بدخول باحة المسجد.

لكن ذلك لم يمنع احد قادة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) السياسيين الشيخ حسن يوسف المقيم في رام الله من التسلل الى الباحة.

وفي كلمة القاها امام المحتشدين في باحة المسجد دعا الشيخ يوسف الى الهدوء، قائلا "لسنا معنيين بالاحتكاك مع الشرطة لاعطائهم مبررا للدخول الى الاقصى".

وقال وزير الامن الداخلي جدعون عزرا الذي كان حاضرا هناك معلقا على وجود مسؤول حماس في الاقصى "هويته ليست مرسومة على وجهه وبما انه في الستين من العمر تمكن من الدخول لان هناك جزءا من الجدار الامني الذي سيعزل القدس عن رام الله لم ينته
العمل فيه بعد".

وقالت مصادر امنية ان الشرطة اوقفت الشيخ حسن يوسف لدى خروجه من باحة المسجد الاقصى.

كذلك منعت الشرطة اربعة نواب معارضين من اليمين المتطرف من الدخول الى الباحة.

وحضر نواب عرب من المعارضة الى باحة الاقصى للحؤول دون وقوع "اي استفزاز".

واثار التهديد بدخول باحة الاقصى استنكارا كبيرا لدى مسلمي العالم ونظم الفلسطينيون تظاهرات غاضبة في كبرى المدن والمخيمات في قطاع غزة والخليل ورام الله ونابلس في الضفة الغربية على ما افاد مراسلو فرانس برس.

ويعتبر اليهود ان الاقصى مبني على انقاض جبل الهيكل الذي دمره الرومان عام 70، وتمنع الحاخامية اليهود من التوجه الى هناك خشية ان تدوس اقدامهم قدسية الهيكل الذي يعتبر الاكثر قدسية لدى اليهود.

من جهة اخرى، اوقفت الشرطة 25 متطرفا من اليمين الاسرائيلي اغلقوا الطريق السريع في محيط تل ابيب باحراق اطارات على الطريق للتنديد بخطة الانسحاب من قطاع غزة كما قالت مصادر في الشرطة.

وافادت مصادر عسكرية اسرائيلية امس الاحد ان فلسطينيين اطلقوا منذ مساء امس الاول السبت عشرات قذائف الهاون على مستوطنات اسرائيلية ومواقع للجيش الاسرائيلي في جنوب قطاع غزة دون وقوع ضحايا.

واضافت المصادر ان اطلاق القذائف جاء بعد ان قتل الجيش الاسرائيلي امس الاول السبت ثلاثة صبية فلسطينيين في قطاع غزة واستمر امس الاحد والحق اضرارا بثلاثة منازل في مستوطنة نيفي ديكاليم.