العمالة الاجنبية في الامارات تكافح لتجنب الفقر

> دبي «الأيام» عن رويترز :

>
العمالة الاجنبية في الامارات
العمالة الاجنبية في الامارات
منذ تسعة أشهر لم يتسلم رانفر راتبه من شركة المقاولات التي يعمل بها الا أن العامل الهندي يخشى ترحيله لو أبلغ السلطات في دبي حيث أنه يعمل بصورة غير شرعية في مكان اخر.

ويشارك رانفر في محنته هذه كثيرون من بين عشرات الالاف من العمال وأغلبهم من شبه القارة الهندية الذين تغريهم الوعود بالعمل في الامارات العربية المتحدة الدولة الخليجية الغنية بالنفط.

وهؤلاء هم اساس حملة تنمية سريعة حولت دبي من مجرد صحراء مطلةعلى البحر الى حاضرة زاهرة مليئة بناطحات السحاب ذات التصميمات الحديثة.

وبينما يحقق قطاع التشييد ارباحا كبيرة في غمرة هذه الطفرة بدبي التي تعد المركز التجاري والسياحي في الخليج يحصل كثير من العمال على أجور هزيلة وفي بعض الاحيان تمر شهور دون أن يحصلوا على أي رواتب مما يثير بعض الاحتجاجات من آن لاخر.

ويعيش هؤلاء العمال في مخيمات مزدحمة بضواحي المدينة بعيدا عن الفنادق والمنتجعات الراقية التي تغري الملايين من السياح حول العالم بالقدوم الى دبي. ونشرت صحف محلية تقارير عن حالات انتحار عمال تعتمد أسرهم على تحويلاتهم المالية لعدم حصولهم على رواتبهم.

وتقول دولة الامارات إنها تعدل قانون العمل وشكلت دبي لجنة لحل شكاوي العمال وضمان التزام الشركات بتعهداتها.

واقترض رانفر مئة الف روبية)3500 دولار( للقدوم الى دبي الا أنه لا يستطيع ردها أو إرسال أي أموال لعائلته في راجاستان لانه لم يحصل على راتبه البالغ 550 درهما )150 دولارا( منذ تسعة اشهر. لقد أضطر للعمل في وظيفة اضافية بصورة غير شرعية للحصول على بعض المال.

قال الشاب البالغ من العمر 22 عاما "من الأفضل القيام بأي وظيفة من أجل 50 درهما بدلا من المخاطرة بالتعرض للاعتقال ثم الترحيل."

وبموجب القوانين الاماراتية فانه لا يسمح للعمال الالتحاق بعمل اخر عند أي جهة غير الكفيل.

وقال سرينيفاس كاسا كاسا ناديبي )34 عاما( من حيدراباد إنه لم يحصل على راتبه منذ ستة أشهر وإن صاحب العمل يريد منه تعويضا ماليا نظير احضاره الى دولة الامارات.

وتابع عامل البناء الهندي "إنهم يريدون أن أدفع 1500 درهم كي أستطيع أن انتقل الى شركة اخرى. ليس لدي اي مال."

وقال الرجل وهو أب لثلاثة أطفال "تقدمت بشكوى الى وزارة العمل. وقالوا )حسنا سنطلب من الشركة أن تدفع لك( لكن شيئا لم يحدث. لا أستطيع العودة الى الوطن لانني لم أسدد ديوني كما أن الفائدة تتراكم."

وتقول وزارة العمل إن الشركات التي لا تدفع رواتب العمال بانتظام تحرم من الحصول على المزيد من اذون العمل وبعض أصحاب العمل احيلوا الى المحاكم لاجبارهم على دفع رواتب عمالهم.

وقال وكيل وزارة العمل إن أغلب الشكاوي تتعلق بقطاع البناء حيث الشركات تتعرض لنقص في السيولة في الفترات بين الانتهاء من مشروع وبداية مشروع جديد.

وقال مصدر في القطاع إن شركات البناء تحاول الاحتفاظ دائما بسيولة نقدية من أجل المناقصات الخاصة بمشروعات جديدة وإنه بدلا من الاقتراض فانها تلجأ الى اجتجاز رواتب العمال.

وحثت الولايات المتحدة كلا من دولة الامارات ودول الخليج العربية الاخرى على تعديل قوانين حقوق العمالة لتتفق مع لوائح منظمة العمل
الدولية من أجل التأهل للانضمام الى اتفاقية مقترحة للتجارة الحرة.

وتقول الامارات إنها تعمل على تعديل قوانينها منذ فترة طويلة قبل بدء المحادثات التجارية في الشهر الماضي. وقالت إنها ستسمح للعمال بانشاء نقابات عمالية فيما يعد استجابة لأحد المطالب الاساسية لمنظمة العمل الدولية.

قال وليد حمدان من المكتب الاقليمي لمنظمة العمل الدولية في لبنان إن المنظمة ستساعد دولة الامارات على تعديل قانون العمل ليتواءم مع المعايير الدولية. وتابع أن الامارات بحاجة الى تعديل نظام الكفيل وضمان تنفيذ اللوائج الجديدة.

وقال لرويترز "ينبغي لدول الخليج النظر في مسائل الاجور والرعاية الاجتماعية والصحية. يتعين أن يكون العمال جزءا من نظام تتوفر فيه
الحماية لحقوقهم."

وأضاف "الدول المصدرة للعمالة عليها أيضا دور في حماية مواطنيها.

عليها تقديم المعلومات لهؤلاء المواطنين عما سيواجهونه."

ويمثل الاجانب 80 في المئة من سكان الامارات العربية المتحدة البالغ تعدادهم أربعة ملايين نسمة. ويعتمد اقتصاد البلاد بدرجة كبيرة على
العمالة الاجنبية الرخيصة.

ويكدح العمال تحت شمس حارقة ووسط رطوبة خانقة طوال أغلب شهور العام في الدولة الصحراوية. ويغطي كثيرون رؤوسهم بالملابس خوفا من ضربات الشمس كما يتناولون اقراص الملح لتجنب الاصابة بالجفاف.

وقال حميد من باكستان "في الحرارة يكون الجو صعب جدا جدا بالنسبة للعمل. بعض الناس يصابون بالاغماء."

وقال عامل نيبالي "لقد دفعت خمسة الاف درهم كي اتي الى هنا. ووعدني الوكيل بحياة طيبة الا أنه كان كاذبا."

والمخيم الذي يعيش فيه كثير من العمال عبارة عن صفوف من المنشات الاسمنتية بشرفات. وفي احدى الوحدات يتقاسم 12 رجلا حجرة واحدة ليس فيها سوى بعض الاسرة وطاولة لتناول الطعام.

وارتدى الرجال ملابسهم التقليدية فيما يتابعون برامج التلفزيون أو يمضون الوقت في المبنى المؤلف من طابقين حتى يحل موعد نوبة العمل. والبعض يشكو من ان الظروف غير امنة في المخيمات فيما يقول اخرون ان امدادات الكهرباء والمياه غير منتظمة.

وقال عبدالعزيز طه )37 عاما( العامل المصري من الاقصر إن حلمه في حياة أفضل قد انهار.

واضاف "أتينا الى هنا سعيا لحياة افضل ولكن كل شيء تحطم."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى