المسؤولون العراقيون يواجهون ازمة رهائن في المدائن

> العراق «الأيام» عن رويترز :

> قالت السلطات العراقية يوم امس السبت ان الجهود جارية لتأمين اطلاق سراح ما يصل الى 60 رهينة شيعيا يواجهون تهديدات بالقتل في بلدة قريبة من بغداد حيث تهدد التوترات الطائفية المتزايدة بإثارة صراع مسلح,ونقل المسؤولون الشيعة في بغداد عن سكان بلدة المدائن قولهم ان مسلحين من السنة هددوا بقتل الرهائن الذين احتجزوهم امس الجمعة مالم يغادر الشيعة البلدة.

ولم يشاهد اي من القوات الامريكية او العراقية في المدائن الواقعة على مسافة 40 كيلومترا جنوب شرقي العاصمة وبدا ان المسلحين يتحركون بحرية في البلدة.

لكن مسؤولا في حزب شيعي بارز قال لرويترز "مساعي الافراج عنهم عبر التفاوض لم تؤد الى اي نتائج. تبحث الحكومة التدخل عسكريا لانهاء المواجهة."

وستزيد عملية اختطاف الرهائن الضغط على القيادة الجديدة بالعراق لتنفيذ وعود بتحسين الامن بعد الانتخابات التي اجريت في 30 يناير كانون الثاني خاصة وانها تتزامن مع تجدد اعمال العنف بالعراق.

وقال مسؤول رفيع في حزب شيعي بارز ان نحو 25 عائلة فرت من المدائن منذ ان دخل مسلحون مزودون بقذائف صاروخية البلدة في قافلة تضم 15 سيارة واحتجزوا الرهائن. وقال ان بعض العائلات توجه جنوبا باتجاة مدينة الكوت.

وقال مصدر كبير بالشرطة في بغداد ان عدد الرهائن ربما يكون أقل بكثير. واحتجاز الرهائن هو الاحدث في سلسلة خطف متبادلة سببها العداء المتزايد بين السنة والشيعة في البلدة.

وقال مسؤول بالشرطة "منذ أسابيع تجري حوادث خطف تقوم بها مجموعة وترد عليها الاخرى. في الليلة الماضية احتجز بعض المسلحين بعض الرهائن الشيعة وما زالوا محتجزين."

وتابع قائلا إن المسلحين زاروا ايضا منازل عدد من الأسر الشيعية في المدائن اثناء الليل وطلبوا منها مغادرة البلدة.

ويشتهر الطريق الرئيسي القريب من المدائن بخطف الرهائن وهو جزء من منطقة كانت تسمى "مثلث الموت" لكثرة هجمات المسلحين عليها.

وتأتي ازمة الرهائن وسط تجدد أعمال العنف بعد فترة هدوء نسبي عقب الانتخابات التي جرت في يناير كانون الثاني.

وأحجم سكان بلدة المدائن الذين اصابهم التوتر عن الاجابة على تساؤلات بشأن اختطاف الرهائن في البلدة الفقيرة التي تحيط بها الحقول الخضراء.

وقال رجل في السوق الواقعة على امتداد شارع مزدحم "لماذا تسألون عن ذلك."

ويعيش في المدائن ومدن أخرى الى الغرب منها مزيج من السنة والشيعة. وزادت حدة التوتر بين الطائفتين منذ الانتخابات حين تولى الشيعة السلطة لينهوا بذلك عقودا من حكم الأقلية السنية.

وقالت القوات الامريكية انها لاحظت تراجع حدة الهجمات بنسبة 20 في المئة في الاسابيع التي اعقبت الانتخابات لكن الاسبوع الماضي شهد سلسلة من التفجيرات بسيارات ملغومة وحوادث اطلاق للنيران.

وقال مسؤول بالحرس الوطني ان مفجرا انتحاريا دخل مطعما في بعقوبة شمال شرقي العاصمة وقتل تسعة اشخاص على الاقل بينهم ستة من رجال الشرطة. واصيب 12 اخرون بجروح. وكان المطعم الذي يحظى بشعبية لدى رجال الشرطة مكتظا بالرواد حين انفجرت القنبلة.

واعلن تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين مسؤوليته عن الهجوم. وقال في بيان نشر على موقع على الانترنت "انطلق اسد من اسود الله من خير الكتائب كتيبة الاستشهاديين في الساعة الثالثة من ظهر امس السبت لينغمس في تجمع للشرطة المرتدين في بعقوبة فاوقع فيهم مقتلة ولله الفضل والمنة."

وأعلنت الشرطة أن سيارة ملغومة يقودها انتحاري انفجرت بجوار قافلة عسكرية امريكية على الطريق الى مطار بغداد مما أسفر عن مقتل أحد المارة من المدنيين وإصابة اثنين آخرين.

ولم يصدر تعقيب فوري من القوات الامريكية بشأن أي خسائر بشرية.

وقال الجيش الأمريكي إن جنديا أمريكيا قتل امس السبت في انفجار قنبلة مزروعة على جانب أحد الطرق وكانت تستهدف رتلا من المدرعات.

وقتل الجندي بالقرب من بلدة التاجي الواقعة شمالي بغداد مباشرة.

وبهذا الحادث يرتفع عدد الجنود الأمريكيين الذين قتلوا خلال العمليات منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في مارس آذار عام 2003 إلى 1178.

وفي الاسبوع الماضي وقع انفجاران انتحاريان في شارع مزدحم ببغداد مما أدى الى مقتل 15 فيما وقعت سلسلة من الهجمات في نفس اليوم واليوم السابق له قتل خلالها اكثر من 20 على مستوى البلاد.

وأثار تجدد تصاعد أعمال العنف مخاوف من أن يكون المقاتلون يعيدون تنظيم صفوفهم بعد فترة من الهدوء النسبي.

وقال بعض المسؤولين العراقيين إن عدم استطاعة زعماء البلاد الذين انتخبوا حديثا تشكيل حكومة بعد اكثر من 11 اسبوعا من الانتخابات ربما يشجع أعمال عنف المسلحين بإعطائهم انطباعا بالضعف والتردد.

وكلما طالت المدة التي سيستغرقها تشكيل حكومة تأخر صدور القرارات الخاصة بكيفية التعامل مع المسلحين ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وإنعاش الاقتصاد الذي دمر.

وما زال بوسع السلطات العراقية استدعاء القوات الامريكية والاجنبية البالغ قوامها 160 الفا لمساعدتها حين يتعلق الأمر بقتال المسلحين.

غير أنه اذا لم يتم التعامل مع الجريمة المنظمة خاصة عصابات الخطف فإنها تهدد بأن تمثل مشاكل اطول امدا بكثير لقوات الامن.

وذكرت مصادر بالشرطة في بغداد أن مشكلة الرهائن في المدائن قد تكون مرتبطة بعصابات خطف متنافسة.

وفي الأسابيع الأخيرة سقطت القوات الامريكية والعراقية في عدة كمائن في سلمان باك المتاخمة للمدائن. وأرسى المسلحون وجودا لهم في المنطقة التي كانت موقعا لمصانع الأسلحة ابان حكم الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى