«الأيام» في مدرسة «الفرقان» بكرش تستطلع ما وصلت إليه من دمار وخراب طلاب يفترشون الأرض .. وسقوف منهارة

> «الأيام»نبيل عبدالله مصلح :

> مدرسة تقع بجانب الخط العام الذي يربط بين عدن وتعز بمركز كرش مديرية القبيطة بلحج، والتي كان اسمها مدرسة الشهيد عبده عبدالله قميح لأبناء البدو الرحل، وكان يسكن ويدرس فيها أكثر من 700 طالب معظمهم من المحافظات الشمالية، وكانت هذه المدرسة تحتضن طلابها بسكنها الداخلي أيام الدراسة والإجازات، وتأسست في 19 فبراير 1973م، أي منذ 32 عاماً ولم يتم ترميمها، والخريجون من هذه المدرسة التي كانت تعد من المدارس النموذجية على مستوى المحافظة، منهم من أصبح طبيباً أوطياراً أو مهندساً أو قائداً عسكرياً أو مديراً عاماً أو استاذاً، ومنهم كاتب هذه السطور، وتربى فيها الكثير من الفقراء والأيتام، فكانت تصرف لها ميزانية من وزارة الدفاع أيام الشطر الجنوبي، ويحصل الطالب فيها على سكن وتغذية وملابس وفرش ومصروف جيب، ويتعلم منها أسلوب الدفاع عن النفس وتدريبات عسكرية، و كان فيها العيادات الصحية والمختبرات العلمية بأحدث التجهيزات.

والآن أصبحت تسمى مدرسة «الفرقان» ابتدائي، أساسي وثانوي منذ حرب صيف 94م، وقد تعرضت هذه المدرسة للقصف أثناء الحرب، ودمرت المخازن والمختبرات والمطبخ الذي كان يتسع لأكثر من 1000 طالب، وتعرضت للسرقة والنهب لجميع ممتلكاتها من كراسي ودواليب وسرائر النوم وشبابيك وأخشاب، حيث أصبحت الفصول الدراسية دون شبابيك ولا أبواب، وأصبحت مصدر قلق واضح للطلاب والمعلمين من السقوط في أي وقت، والطلاب يفترشون الأرض دون كراسي .. هذا حالها وهي على الخط العام، فكيف سيكون الحال لو كانت المدرسة تقع بعيداً عن الأنظار وليست على الخط الرئيسي يشاهدها كل مسافر وكل مسؤول يذهب من عدن إلى تعز؟! ولسان حال طلابها يناشد وزير التربية والتعليم د. عبدالسلام الجوفي بعمل حل لترميم تلك المدرسة، وإعادة تسويرها، وتوفير الكراسي والمختبرات العلمية كما كانت، خاصة وأننا سمعنا أن ادارة المدرسة قد طالبت وناشدت إدارة التربية بالمديرية والمحافظة والمجلس المحلي بالمديرية، ولكن لا حياة لمن تنادي، فها هو العام الحادي عشر بعد الحرب ينقضي والعام 32 من عمر المدرسة، ولا مجيب!

يجب أن ترمم المدرسة قبل أن تنهار سطوح الفصول الدراسية فوق رؤوس الطلاب والمعلمين، وتحدث كارثة نحن في غنى عنها .. فقد أصبحت الفصول ومخازن الكتب والوسائل التعليمية والملفات في وضع يرثى له، وتكاد أن تتلف بسبب نزول الأمطار إلى المخازن مما أدى إلى تساقط الأخشاب وفقدان الأدوات. المدرسة كان فيها 38 غرفة بالقسم الداخلي يسكن في كل غرفة ما بين 20-25 طالبا بسرير طابقين، وكان فيها مسرح وصالة اجتماعات ومطبخ كبير و32 حماما، وكل هذا دمر ونهب، والآن أصبح غير صالح. وقد أوضح لنا مدير المدرسة عبدالرب غالب محمد، أن عدد الطلاب حالياً 349 طالبا وطالبة ابتدائي، أساسي و ثانوي، منهم 227 ذكوراً و122 أنثى، وعدد الشعب الدراسية 16 شعبة، مؤكداً أن 149 طالبا وطالبة يجلسون على الكراسي، و200 طالب بدون كراسي يفترشون الأرض، وجميع الطلاب أبناء المنطقة نفسها، ولا يوجد سكن ولا يحزنون، وعدد المعلمين 43 معلما، منهم خمس معلمات، وجميع المعلمين يعاملون من وزارة التربية والمالية وكأنهم في المدينة وليس في الريف، محرومين من بدل الريف، وموقع المدرسة في كرش، فأين المدينة منا؟ فهناك مسافة ساعة للوصول الى عاصمة المحافظة، ولا يمكن أن يطبق عليها الحضر، فنحن لا نجد فيها حتى شربة الماء، ونظل صائمين من الساعة 30:7 وحتى 30:12 ظهراً، فكيف تكون حضر وطلابها يفترشون الأرض، ولا يوجد فيها حتى عيادة طبية للإسعافات الأولية .. أين نحن من شروط التعليم الذي يحرص على توفير القاعة والإضاءة والجو الذي يجعل المعلم مرتاحا والمتعلم فاهماً، وأن يخلق جيل متسلح بالعلم، وكيف سيحدث ذلك ونحن نخاف من أن تنهار سطوح الفصول على رؤوسنا ورؤوس الطلاب، بعد أن ظهرت الشقوق على الجدران والانهيار الخارجي للفصول كما هو موضح بالصور، ونحن قد ناشدنا كل الجهات للوضع الخطر للمدرسة بأن يلحقونا قبل حدوث كارثة .. ولكن الصمت ما يزال سيد الموقف، والفصول أصبحت بدون سبورات وبعضها مكسرة، نتيجة لعدم ترميمها.

من جهة أخرى هناك مدرسة في نفس المنطقة، وتدعى مدرسة الزبيري للتعليم الابتدائي والأساسي بنيت في عام 90م من ثلاثة فصول، ثم ستة فصول، وأصبحت فصولها دون ترميم وآيلة للسقوط في أي وقت، وكان قد طُلب من الأهالي والصندوق الاجتماعي ترميمها وإضافة فصول، ولكن الأهالي ظروفهم المادية صعبة ولا يستطيعون المساهمة، فأصبحت هذه المدرسة أيضاً في وضع يرثى له، وقد تحدث فيها كارثة، وهي أيضاً تقع على الخط الرئيسي بين الشريجة وكرش، فمن ينقذ طلاب ومعلمي المدرستين قبل حدوث أي شيء، ونقول حينها: ليتنا عملنا كذا .. إنها صرخة نوجهها إلى وزير التربية ونائبه ومحافظ محافظة لحج، للنظر وزيارة تلك المدرستين والتوجيه بالترميم.. والصور خير من يحكي عن ذلك، خاصة وأن دولتنا تسعى لتطوير التعليم وتوفير المدارس والمعلم في كل عزلة وقرية، وهاتان فقط مدرستان على خط رئيسي، وما خفي كان أعظم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى