هجاء الحاضر.. ورثاء المستقبل

> «الايام» أديب محمد السيد / المسيمير- لحج

> أرقني السمر وطوى أجفاني السهر، فعيناي لا تقويان على النظر، وقدماي لا تستطيعان السفر، ولكني حين نظرت إلى الخطر، أمكست يراعي لعلي أكتب شيئا، لعلي أستطيع التعبير عما بداخلي، ليتني أستطيع الكتابة، سأكتب وأكتب، سأشجب، وأنادي وأناشد وأنتقد وأندب.

لماذا لا أستطيع الكتابة؟ لماذا لا أملك القدرة على التعبير والتخيل والعاطفة؟ أيكون ذلك لأني ما زلت في العشرين من عمري؟ أم لأني لم أتعلم في المدارس ذات الأهمية الخاصة، أولم أفكر بالمستقبل؟ ولكني رغم هذا سأكتب وأحاول التعبير.

آه.. يا أيها المستقبل.. سأكتب فيك وأترحم عليك وأقدم لك التعازي وأنعاك، على أي حال نلاقيك؟ وعلى أي وجه تأتينا؟ وماذا سنقدم لك؟ أرجوك لا تأت .. أتوسل إليك لا تسألني لماذا؟ ولكن لا تأت.

فالعقل حائر لا يدري، والنفس كئيبة تائهة، والجسد أشبه بالهيكل المنحوت وزماننا ليس للحياة، إنه للموت.. للموت.

فعيون الشرفاء لم تبق فيها دموع، فهم يتجشمون العناء والألم والحزن يأتيهم من كل حدب وصوب في كل نواحي الحياة، ولكنهم صابرون فعسى بعد الليل يأتي الفجر وبعد الأسْر يأتي الفرج وبعد الهزيمة يأتي النصر، فلكل شيء نهاية والأيام دول.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى