بوتين يحاول اصلاح الصورة المهتزة في يوم الانتصار

> موسكو «الأيام» عن رويترز :

>
 صورة لجنود روس في احتفالات العام الماضي
صورة لجنود روس في احتفالات العام الماضي
سيسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى تحسين صورته في الخارج عندما تستضيف موسكو قادة العالم خلال ثلاثة ايام من الدبلوماسية الرفيعة للاحتفال بالانتصار في الحرب العالمية الثانية بعد انتقادات امريكية حادة وتوتر مع الحلفاء السوفيت سابقا الذين أصبحوا موالين للغرب.

وستعطي الاحتفالات ومؤتمرات القمة التي تعقد بين يومي 8 و 10 مايو ايار للزعيم الروسي فرصة لكي يلعب دور رجل الدولة امام كوكبة من قادة العالم تضم الرئيس الامريكي جورج بوش.

ولكن المهرجان الدبلوماسي سيلقي بالضوء على الواقع السياسي الجغرافي الجديد والحرج الذي تجد روسيا نفسها فيه.

فالجيران السوفيت السابقون في حالة اضطراب وثلاثة منهم هم اوكرانيا وجورجيا ومولدوفا بدأت تخرج من فلك موسكو.

والعلاقات مع واشنطن تتعرض لمتاعب وسط التنافس على نفوذ في مناطق مثل القوقاز والشرق الاوسط وشكاوى من تعامل الكرملين مع الافراد ودوائر الاعمال.

كذلك بدأت موسكو ببطء في تقبل اتحاد اوروبي موسع يعد اعضاوه الجدد الشيوعيون السابقون من اشد منتقدي موسكو.

صورة من الارشيف لجنود روس وفرحتهم بالانتصار
صورة من الارشيف لجنود روس وفرحتهم بالانتصار
وفي الوقت الذي قد يتم فيه ابرام اتفاق طال تاخره لتعزيز العلاقات مع الاتحاد الاوروبي في الاسبوع المقبل فمن غير المتوقع حدوث تقدم كبير. ولكن قد تبرز مؤشرات عن مدى استعداد الكرملين في عهد بوتين التكيف مع العالم المتغير.

ويقول محللون ان الكرملين يبذل جهدا كبيرا لتحسين الجو قبل بدء المهرجان الدبلوماسي يوم الاحد.

ويلمح الكرملين الى انه مستعد لسحب قواته المتمركزة في جورجيا قبل الموعد وهو تحرك يتسم بالدهاء لان بوش سيزور الدولة الواقعة في منطقة القوقاز بعد موسكو.

وقال اندرو كوشينز مدير مركز كارنيجي في موسكو "احد الاهداف الكبرى للرئيس بوتين هو تقديم عرض ضخم امام ضيوفه الاجانب وبقية العالم وهو الامر الذي سيجلب احتراما كبيرا ويساعد في تهدئة بعض المشاكل التي تعاني منها روسيا فيما يتعلق بصورتها ولا سيما في الغرب."

ويعد بوتين (52 عاما) الذي يمر بالعام الاول من فترة رئاستة الثانية التي تستمر اربعة سنوات في ذروة قوته السياسية.

ولكن في العام الماضي تضررت صورته الدولية بسبب تداعيات حصار مدرسة بيسلان عندما قتل 330 طفلا وبالغا ومحاكمة امبراطور النفط ميخائيل خودوركوفسكي ومحاولة بوتين الخرقاء وغير الناجحة للتأثير على الانتخابات في اوكرانيا.

واهم من ذلك فان علاقته الخاصة والتي تعد موضع اهتمام كبير مع بوش يمكن ان تكون الان موضع شكوك.

وقالت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية التي غيرت موقفها فجأة في موسكو الشهر الماضي ان بوتين يستمتع بسلطة اكبر من اللازم وحذرته من السعى الى فترة رئاسة ثالثة وهو الامر الذي يعد الان غير دستوري.

وقال توماس جومارت في معهد اي.اف.ار.اي. في باريس "الدبلوماسية الروسية في امس الحاجة اليوم الى نجاح فيما يتعلق بصورتها الدولية."

ومن المرجح ان تحتل السياسة مركزا ثانويا في التاسع من مايو نفسه حيث يعبر قادة العالم عن احترامهم للدور الذي نهضت به روسيا في هزيمة المانيا النازيةو 26.6 مليون روسي قتلوا في الحرب.

وستحتفل روسيا بنهاية هذه "الحرب الوطنية الكبرى" التي لا زالت تمثل اهم علامة فارقة في تقويمها بعرض عكسري في الميدان الاحمر ووضع اكاليل الزهور على قبر الجندي المجهول.

والى جانب بوش تضم قائمة الضيوف الرئيس الصيني هو جين تاو ورئيس الوزراء الياباني جونيتشيرو كويزومي والرئيس الفرنسي جاك شيراك والمستشار الالماني جيرهارد شرودر وجمع من القادة الاخرين.

غير ان بعض الشخصيات البارزة الغائبة تسلط الضوء على التوترات الكامنة.

اذ تقاطع كل من استونيا وليتوانيا العضوان الجديدان في الاتحاد الاوروبي واللتان تعرضتا للغزو السوفييتي في عام 1944 الحفل لانهما تنظران الى التاسع من مايو باعتباره التاريخ الذي استؤنف فيه الغزو السوفيتي.

وفي الوقت نفسه عاد نزاع حدودي فجأة الي البروز ليثير التوتر في علاقات روسيا بجمهورية البلطيق الثالثة لاتفيا على الرغم من انها تقول انها ستحضر احتفالات موسكو.

وعشية عروض يوم النصر يوم الاثنين سيعقد بوتين ما يمكن ان يكون اجتماعا غير مريح لاعضاء الدول السوفيتية السابقة وهي دول الكومنولث المستقلة.

وكان للثورات السلمية الموالية للغرب في اوكرانيا وجورجيا وتمرد في قرغيزستان تداعيات على الكيان المكون من 12 دولة. كذلك تسعى مولدوفا السوفيتية السابقة الى الاتجاه نحو الغرب.

وليس من الواضح ما اذا كانت هذه هي اللحظة التي ستخرج فيها كل من اوكرانيا وجورجيا ومولدوفا من كومنولث الدول المستقلة.

ويقول محللون ان بوتين العملي سيحاول تجنب ان يكون مستبدا فيما يتعلق بهذه القضية. ولكنه سيجادل بان كومنولث الدول المستقلة لايزال بوسعه ان يكون مجديا كمنتدى لمناقشة المشاكل الاقليمية.

واحد الامال التي تلوح في افق الغيوم الدبلوماسية هو الاحتمال الكبير بان تتفق روسيا والاتحاد الاوروبي الان على اصلاح كامل للعلاقات عندما يلتقيان في 10 مايو.

وظل اتفاق معلقا على مدى اشهر ولكن روسيا مؤخرا استجابت لمطلب رئيسي من الاتحاد الاوروبي بان يكون له دور في حل "الصراعات المجمدة" في الدول السوفيتية السابقة مثل جورجيا ومولدوفا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى