أبو حمدي اليافعي لـ «الأيام»...استمد من التراث ألواناً فنية أرسم بها شخصيتي الفنية المستقلة

> «الأيام» مختار مقطري :

> عبدالله محمد ناصر، أو «أبو حمدي اليافعي» موهبة أصيلة في التلحين والغناء، من مواليد 1964 بلعبوس يافع، ومع ذلك لم يغترف من التراث اليافعي فقط ليشكل ملامح موهبته الفنية، بل راح يغترف من ألوان كثيرة من الغناء اليمني: الصنعاني والحضرمي واللحجي والشبواني، ولكن حظه كحظ معظم أقرانه من المواهب الفنية، ممن خذلتهم أجهزة الإعلام والساحة الفنية الراكدة، «الأيام» حاولت الاقتراب من عالم هذا المطرب والملحن الشاب من خلال هذا الحوار.

هل أنت فنان تقليدي؟

- نعم، ومتمسك بالتراث اليمني بألوانه المختلفة، لكني أحرص على أن تكون لي شخصية فنية مستقلة ذات سمات تجديدية، فالتجديد ضروري في كل شيء في حياتنا المعاصرة فما بالك في الموسيقى والغناء التي دخلها التطوير في التقنيات الصوتية، ومن الصعب أن لا يواكب، ذلك تجديد في الكلمة والألحان، أنا من أبناء يافع، ولكن هل من المعقول مثلا أن أظل أجتر أغاني يحيى إن لم أتشبع بتراث هذا الفنان العظيم، وأرسم لي من خلال محافظتي على نكهة وطابع التراث اليافعي، خطوطي الفنية المعبرة عن أسلوبي الخاص الذي يجب أن لا يخلو من تجديد، كنتاج ممارسة واستماع ومجال واسع لتقديم الأعمال الفنية. «وأسمعني أبو حمدي لحناً تجديدياً من أعماله، وفعلاً حمل اللحن كل سمات التجديد»،

فهل وجدت مجالاً واسعاً لتقديم أعمالك الفنية؟

- للأسف لا.. لي تسجيلات قليلة في القناة الثانية، وشروط شركات الإنتاج لا تناسبني، فالكثير منها لا تحترم الفنان.

ولكنك كنت وما زالت مغترباً في السعودية.

- لست مغترباً، ولكن لي سفريات متقطعة إلى السعودية، ولم تساعدني الظروف هناك على تسجيل شريط كاسيت.

هل أنت معتمد كصوت في القناة الثانية؟

- نعم، منذ عام 1988م ومنحت الدرجة الثانية ، وفي عام 1993م تقدمت للقناة الثانية بطلب تقييم درجتي، فلم يستجب لطلبي بحجة عدم وجود لجان تقييم للدرجات في القناة الثانية، وهذا شيء مؤسف لأن هناك فنانين ظهروا منذ سنوات قليلة، ومنحوا درجات أعلى بعضها ممتازة.

انتشارك محدود في الساحة الفنية.. لماذا؟

- للأسباب المذكورة أعلاه، كما أني لست فنان مخادر مع احترامي لفنانيها، فالكثير منهم مواهب فنية حقيقية، وصارت المخدرة أفضل قناة لانتشار الفنان حالياً، ولكن بعضهم يستهلك نفسه وطاقته الصوتية في أغان مكررة لا جديد فيها، وأنا أميل للتجديد، ولذلك فأنا لا أشارك فيها إلا نادراً.

وماذا عن الفضائية اليمنية؟

- لي تسجيلات مع فرقة الإنشاد نقلت من القناة الثانية، واحتفالات في الأعياد الوطنية، وأرغب حالياً في المشاركة في برنامج (ديوان الطرب) لتقديم وتمثيل الأغنية اليافعية، وليس لتقديم أعمالي الخاصة، وقد تم اتصال بيني وبين المخرج عادل عبدالباري الذي رحب باستضافتي في البرنامج، واتمنى أن يتحقق ذلك قريباً.

كم عمرك الفني؟

- وعمري 10 سنوات غنيت في حفلة في (معرض المعارض) ولكن عمري الفني الحقيقي يبدأ من عام 1985م كمساهم في فرقة الإنشاد في عدن، ثم رسمياً فيها منذ عام 1987م.

هل صدق بن غوذل بوعده بتبنيك فنياً؟

- تقريباً في عام 1989 منحني الفنان القدير بن غوذل فرصة غناء مقدمة المسلسل الإذاعي (العاشق والسنبلة) من ألحانه وألحان الشاعر القرشي عبدالرحيم سلام، وكانت ومضة أمل ثم ثلاشت، ربما لانشغالاته الفنية. ومازال يراودني الأمل في التعامل مع الأستاذ القدير أحمد بن غوذل.

كيف تنظر إلى مستقبلك الفني؟

- انظر إليه بثقة ما دمت مؤمناً بموهبتي الفنية، وفي الأخير لا يصح إلا الصحيح.

ما الفرق في النظرة إلى الفنان في اليمن وفي دول الجوار؟

- الجهات الرسمية في اليمن لا تتيح فرصاً كثيرة للفنان، ربما للإمكانيات الشحيحة، أما شركات الإنتاج فهدفها الأساسي هو الربح فقط، بعكس دول الجزيرة والخليج العربي، ومعظم الدول العربية حيث يتوفر هناك توازن بين الجانبين؟

مع من تعاملت من الشعراء والفنانين؟

- الشاعر الكبير يسلم بن علي الذي منحني ست أغنيات، قدمت منها أغنية في سهرة في القناة الثانية العام الماضي بعنوان (لا تقول أمسح دموعك) وأتمنى أن تساعدني الظروف لتقديم أعماله الأخرى، الشاعرالملحن صالح بن عاطف جابر، وقد لحنت له أغنية بعنوان (ملكته الروح) ومطلعها:( كل فرح بالهوى ظنه.. طريق مفروش بالازهار.. لا يحسب ان الهوى جنة.. با يكتوي مثلنا بالنار) «وأسمعنى أبو حمدي هذا اللحن خلال الحوار، وكان لحناً رائعاً لكلمات جميلة». والشاعر سالم بن محمد الرشيدي ولحنت له عدة قصائد، منها قصيدة أعطيتها للفنانة روينا رياض بعنوان (رجوعك يا أعز الناس)، وكذا الشاعر محد محسن التلبي ولحنت له عدة قصائد منها قصيدة اعطيتها للفنانة رويدا رياض بعنوان (أعطيني فرصة) وآخرون من الشعراء والمحلنين اليمنيين المقيمين في السعودية شرفت بالتعامل معهم

وفي اليمن غنيت لأحمد بو مهدي ومحمد منصر الوردي وعلي عمر صالح وعلي حيمد وعلي أحمد العلواني وخالد القعيطي، وغيرهم من الشعراء، وغنيت من ألحان عوض سليمان ويحيى محمد فضل وعبدالله بافضل وغيرهم.

معنى ذلك أن لديك كثيراً من الأعمال؟

- عندي أكثر من 50 أغنية ملحنة وجاهزة للتسجيل ولم أسجل وأوثق منها إلا 6 أغنيات فقط، كما أن هناك أغنيات كلماتها من تأليفي.

هل تكتب القصيدة عن تجربة عاطفية؟

- نعم، فالشعر ترجمة لمشاعر انسانية وعاطفية، ولولا الحب لما كان الشعر، ولكل قصيدة كتبتها مناسية.

ما الذي يعجبك في القصيدة؟

- المعنى الجميل والفكرة الجديدة والمشاعر النبيلة، وأميل للقصائد التي تحتوي على أمثلة شعبية متداولة.

لقد وجدت صعوبة في محاورتك.. لماذا؟

- لقد حاولت أن أكون كتاباً مفتوحاً أمامك، ولكني أفضل التدقيق في اختيار إجاباتي كي لا يساء فهمها، وعموماً الإجابة على هذا السؤال ملقاة على عاتقك.

أشكرك على هذا الحوار.

- وأنا بدوري أشكرك وأشكر «الأيام» على هذه الفرصة واللفتة الجميلة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى