في ندوة منتدى «الأيام» المكرسة حول المعلم.. نائب وزير التربية والتعليم د. عبدالعزيز صالح بن حبتور:لا بد أن يمتلك المعلم شخصية مميزة جذابة تقنع الطلاب بصواب الفكرة التي يحملها ويكون متخصصًا في مادته

> عدن «الأيام» خاص :

> استضاف منتدى «الأيام» أمس أ. د.عبدالعزيز صالح بن حبتور، نائب وزير التربية والتعليم، وذلك للحديث عن واقع التعليم وتركز الحديث حول المحور الأول في العملية التعليمية وهو المعلم. واستهل الزميل نجيب يابلي الحديث بالترحيب بالضيف وقال:

نيابة عن الزميلين العزيزين هشام وتمام باشراحيل وأسرة تحرير «الأىام» ورواد منتدى «الأيام» وقراء صحيفة «الأىام» أو على شبكة الانترنت.

باسمكم جميعا نحيي ضيفنا الكريم د. عبدالعزيز صالح بن حبتور نائب وزير التربية والتعليم وهو غني عن التعريف أو أشهر من نار على علم كما يقولون، حديثه اليوم سيدور حول المعلم وفيه قال أحمد شوقي :«قم للمعلم وفه التبجيلا .. كاد المعلم أن يكون رسولا».

إذن كاد المعلم أن يكون رسولا ، إذا تحدثنا عن رقي أمة من الأمم، لحصرنا ذلك في عدد من المظاهر، ولو أخذنا اليابانيين على سبيل المثال، وقلنا إنها أمة عظيمة لأن اليابانيين من أكثر شعوب العالم قراءة للصحف، صحيفة «يوميوري» اليومية في اليابان تبيع 10 ملايين نسخة وهذا كما قرأته في مجلة «المعرفة» أعتقد أن هذا الرقم الذي تستهلكه هذه الصحيفة يوميوري يوازي استهلاك اليمن من الورق لعدة سنوات.

اليابانيون يأخذون قطاع التعليم على أنه من القطاعات الاستثمارية الحيوية لأنهم ينتجون سلع المستقبل من الموارد البشرية ولذلك يتم التركيز على المدرس أو المعلم اعتبارا من رياض الأطفال ومرورا بالتعليم الأساسي انتهاء بالتعليم الثانوي والعام، والتعليم هو الاستثمار الحاضر وناتج المستقبل، لذلك نحن أخذنا اليابانيين كمثل قلنا إن اليابان لا تملك الثروات الطبيعية، رصيدها من الثروات الطبيعية يكاد أن يكون صفرا.

ولكن عندهم المورد البشري المدرب، ولذلك تخصص اليابان أكثر من 10 مليار دولار سنويا لمنح هبات أو صدقات للشعوب الفقيرة ومنها اليمن.

السؤال ماذا يريد المجتمع من التربويين ؟ وماذا يريد التربويون من المجتمع؟ هي المساهمة في تطوير المعلم بالدورات والتدريب، هي تصميم برامج تدعم كفاءات وقدرات المعلمين، وهي تسهل القبول في برنامج الدراسات العليا، وهي المشاركة بين التعليم الجامعي العام في إجراء البحوث والدراسات الميدانية التربوية، وهي إدخال تعليم التفكير المنطقي العلمي الصحيح في مقررات التعليم بدءا من رياض الأطفال وحتى التعليم العام، وهي إعطاء حوافز للمعلمين المبدعين والطلاب المتميزين، وهي الاهتمام بالمعلم القدوة المؤهل تربويا ومعرفيا ومهاريا، المتواكب مع المتغيرات العصرية، هي طرق التدريب وهي توزيع الطلاب وهي توقيت الحصص، وإعداد المعلم وتدريبه وفوق هذا وذاك رغم أن العملية التعليمية تتكون من كل هذه العناصر يظل المعلم هو المحور وهو حجر الرحى الذي تدور عليه العملية، ولذلك نقول إن المعلم في مرحلة التعليم الأساسي هو الأساس وهو الذي يدق مداميك العملية التعليمية لأن التحصيل اللاحق إن لم يكن قائماً على صرح متين فإن العملية تبنى على أساس من تراب، لكن تعريف التعليم الأساسي يقوم على الأساس الصحيح والمكون من القاعدة الخرسانية.

إننا نسأل هل ما هو مطروح أمام التربية والتعليم موازٍ للخطة العشرية لوزارة التربية والتعليم بالمملكة العربية السعودية والممتدة من 1425 إلى عام 1435هـ وفي كل مكوناتها هي تحضر لتعليم نموذجي مستقبلي. نرى ما هو في مخزون أو في جعبة د. عبدالعزيز صالح بن حبتور، وهو يحدثنا عن المعلم وعشمنا أن يكون المعلم في مرحلة التعليم الأساسي لأنه الأساس فعلا. الآن نترك الفرصة للأستاذ بن حبتور ليبدأ محاضرته.

د. عبدالعزيز بن حبتور نائب وزير التربية
شكرا جزيلا للأخوين العزيزين هشام وتمام باشراحيل، وشكرا للأستاذ نجيب يابلي، وشكرا لكل الحاضرين في منتدى «الأىام» على هذه الدعوة وأنا سعيد جدا أن أكون للمرة الثانية أتحدث حول قضايا التربية وحول هموم ومشكلات العملية التعليمية، بطبيعة الحال المنتدى والصحيفة منبر مهم من المنابر الثقافية التي نستطيع عبرها ومن خلالها أن نطل على الكثير من المهتمين والكثير من القراء والكثير من المتفاعلين مع قضايا التربية ومشكلاتها.

أود أن أبدأ الحقيقة الحديث في الموضوع بالتعريف الذي صدر عن منظمة اليونسكو، حول التعليم الذي قال إن التعليم ذلك الكنز المكنون، هذا الكنز الحقيقة الذي عثرت عليه بعض الأمم والشعوب، ولم تعثر عليه بعد الكثير من الأمم والأقوام، إذن الكنز بالنسبة لنا هو التعليم، الكنز ليس تلك القيمة المادية المحددة نقديا وإنما القيمة المتجددة والمستمرة التي لا تنتهي بحدود، وأيضا ليس لها كما قلت ثمن محدد يمكن أن أقيس عليه، الشيء الذي لا يقاس بثمن هو الذي يتزامن ويتساوى مع معطيات الحياة كلها لذلك نحن عندما نتحدث حول موضوع التعليم إنما نتحدث حول قضية ورسالة الأنبياء كلها، التعليم ليس قضية سهلة أو عامة، هي أولى الكلمات التي نزلت على رسولنا الكريم محمد [ في غار حراء كانت كلمة اقرأ {بسم الله الرحمن الرحيم، اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان مالم يعلم} ^.

بهذه الآيات والكلمات بدأت الرسالة المحمدية كلها، وهنا يأتي الإعجاز القرآني الكبير في الربط ما بين القراءة وعملية الخلق كلها، بمعنى أن الإنسان عندما يأتي وأتى إلى هذا الكون، أتى برسالة محددة، ولم يأتِ اعتباطا أو جاء مثل أي كائن من الكائنات، إذن التعليم مقرون بخلق الإنسان ولذلك جاءت هذه الرسالة السماوية فرسولنا الكريم محمد [ يصف نفسه في الحديث النبوي الشريف الصحيح «إنما بعثت معلما» وفي حديث آخر يؤكد على أن مداد العلماء يوزن بدم الشهداء، ولذلك تأتي القيمة العالية للعلم والتعليم والمعلمين بتأكيد جذر الحياة والتعليم، وطبعا يأخذ أشكالاً وأبعاداً عديدة في هذه المسألة، نحن أيضا نتذكر الأحداث التاريخية، {ولكم في رسول الله أسوة حسنة}، عندما يقتدي الرسول بسنة محددة.

فنحن يجب أن نتذكر أنه المدلول الخاص الذي يجب أن نتعلم منه، فإذا أخذنا موقعة بدر عندما أسر بعض المشركين من قريش كان يفتدي المشرك بمبلغ من المال لكن كان هناك عدد منهم لا يملك المال، فجاء الحل الحضاري الإنساني من قبل الرسول وقال من لا يملك مالاً عليه أن يعلم عشرة من أبناء المدينة المنورة، ليس للمعنى هنا فقط في تعليم عشرة فقط ولكن الرسول [ وهو ينظر إلى الشام وإلى اليمن وهو ينظر من أجل أن يبني دولة وحضارة عربية إسلامية فلا يمكن أن تبنى هذ الدولة ولا يمكن أن تتقوى أركانها إلا بالعلم والمتعلمين وبالتالي هذه المسألة كانت واحداً من الدروس التي تعلمناها من حكمة الرسول [ إذن الأهمية هنا للمعلم والتعليم ظهرت في سياق ذلك الإرث التاريخي الذي توارثناه ونحن اليمنيين الحقيقة نستطيع أن نباهي أننا من بين الشعوب الحية التي اخترعت الحرف واخترعت الكلمة وجاء المسند واحدا من شواهد التاريخ وقد كان لليمنيين دور في إظهار ذلك الأمر.هذه الدلالات اعتقدها مدخلا طبيعيا لأن أكرر ما قاله الاستاذ نجيب يابلي عندما جاء ببيت شعر الذي يقول :«قم للمعلم وفه التبجيلا، كاد المعلم أن يكون رسولا»، يعني هنا أقرن المعلم بقضية كبيرة وكأنه يحمل رسالة وليست فقط المسألة هي مسألة تعليم، أو البعض يبسط مهنة التعليم، كما لو أنها مهنة عادية وعابرة، لكن الحقيقة المسألة هي تقترن بمجموعة من الشروط ومجموعة من الضوابط ولايمكن لأي شخص هكذا أن يقفز على هذه المهنة ويقول أنا أصبحت معلماً، طبعا نحن نتكلم في الحالات المثلى، الذي يتحدث عندما يقرن المعلم بالرسالات السماوية ويقرن بقضية كبيرة لذلك لابد أن يكون الأمر مرتبطا بحدث ضخم يجب أن يتوفر في ذلك الإنسان الذي أراد أن يكون معلما.

وهنا مجموعة من الاستشهادات التي يمكن أن نوردها في هذا السياق مجموعة من العلماء والباحثين التربويين وهم كثر في الحقيقة، طبعا أسعفتنا مجموعة من الأبحاث والكتب التي وصلنا إليها، و يمكن أن نذكر جزءا من هؤلاء فهناك مثلا شخص اسمه كوكان وفرانسيس وجوستن وويلز وهندرسون وهاجمن والأغبري والنوبان وكلين جي أمي وسلوى بابقى ونادية بكار وغيرهم من الباحثين في هذا المجال الذين جاءوا وأكدوا مجموعة من الشروط التربوية التي لا يمكن لأي مبصر ولايمكن لأي مسؤول أو لأي مواطن أن يغفل تلك الشروط في توفرها في هذا المعلم الذي نريده أن يكون معلما مقتدرا في هذا المجال.

فأول هذه الشروط لابد أن يمتلك المعلم شخصية مميزة جذابة، شخصية تقنع الطالب بصواب الفكرة التي يحملها هذا المعلم، وبصواب المعلومة التي يحملها فكم من معلم متميز الشخصية ويحمل أفكاراً عظيمة ولكنه لا يصدق من قبل طلابه، والسبب أن المسألة مقرونة بهذا الشرط والشرط الذي لا يقنع طلابك ومريديك لابد أن يتوفر فيه أيضا يتوفر فيك جانب آخر كمعلم أن يتوفر لديك خزين من المعلومات تناقش فيه طلابك تحاول أن تثري المعلومات التي يحملونها بل أنت لا تكون في ذيل الركب عندما يتحدث طلابك عن مجموعة من المعلومات التي قد سبقك فيها طلابك، لذلك هذا الخزين هو الذي يقنع الطلاب والمستمعين بصواب الفكرة فكرة الدرس الذي يقدمه المعلم، أيضا المعلم يجب ألا يكون فقط ناقلا للمعرفة، هذه المعرفة هي الناقل، لها تشبيه ربما غير موفق عندما نتحدث حول الإنسان عندما يردد المقولات كما هي دون أن يتعمق في فكرة الموضوع من داخله يتحول إلى شخص ناقل للمعرفة دون إدراك لمدلول ومحتوى ذلك الأمر لكن المعلم هو ذلك الإنسان الذي يخلق الفكرة للطالب، وهو الذي يحاور الطالب في الفكرة هو الذي يتفاعل وينجز هذه الفكرة أفضل من أن يكون ناقلاً فقط مثل الكاسيت.

الدرس هي مسألة محددة بزمن معين وبأفكار أيضا محددة، المعلم بالضرورة أن يكون قد أعد نفسه إعدادا جيدا لمثل ذلك الدرس ومثل هذه المحاضرة كي يكون مقنعا للآخرين، لا يكفي أن تكون متواضعا وأن تكون شخصيتك قوية، لكن أغفلت قضية رئيسية أن الدرس الذي جئت من أجله لم تكن موفقا في التحضير له، إذن الطريقة في التواصل والإقناع هي من تلك المواصفات المهمة التي يفترض أن تتوفر في هذا المعلم أو ذاك، أن يمتلك خصائص إنسانية راقية في التعامل مع الطلاب والطالبات ويتصف كما يقولون بالدفء والود الإنساني بمعنى أن المعلم هو لا يدخل بالعصا الغليظة من أجل إقناع الطلاب وهناك الكثير من علماء التربية يقولون تستطيع أن تنقل الحصان إلى موقع الماء لكن لا تستطيع أن تجبره على الشرب، أنت الفكرة الرئيسية لا تريد فقط أن تأتي المعلومات مع العصا الغليظة ولكن تأتي المعلومة بوسائل الإقناع، الموضوع مرتبط بهذه المسألة الإنسانية، هناك الكثير من الأساليب الخطأ التي لازالت موجودة إلى اليوم وتمارس في عالمنا العربي مثل استخدام العصا ومثل استخدام الوسائل المختلفة في التربية النفسية والعقوبة النفسية والجسدية وهذا أمر قد تعارض مع كل النظريات التربوية الحديثة وأصبح الأمر للكثيرين ترديدا لإرث خطأ يرددونه إلى يومنا هذا، وأذكر أن هناك العديد من الشكاوى التي تصل اليوم أنه لازال العديد من المعلمات والمعلمين يستخدمون العصا من أجل إقناع الطلاب بصواب الفكرة التي يحملونها، يجب أن يكون المعلم نشطا وفعال اويكون أيضا موجها جيدا لأنشطة وإبداع الطلاب أي أنه لا يتحول فقط في الصف مثل ذلك الإنسان الذي يفرض على الآخرين أسلوب وطريقة تفكيره بقوة الإرادة ليست بقوة الإقناع، هذه المسألة المختلفة التي لايمكن للطلاب أن يقتنعوا إلا متى ما توفرت هذه الشروط وعلى المعلم أن يحترم قدرات الناس قدرات الطلاب أنفسهم ويحترم آدميتهم وبالتالي هنا تأتي القضية التي دائما نشكو منها وهي أن هناك فئة تحتاج من طلابنا إلى جرعات إضافية وفئة ذوي احتياجات خاصة هم قدراتهم أو القدرات التي يمتلكونها أعلى من المستوى الدراسي الذي هم به ولذلك على المعلم أن يكون قادرا أن يميز بين الطالب الذي يحتاج إلى الجرعات الإضافية من المعلومات والمعارف وبين الطالب الذي قد فاقت قدراته الذهنية تلك أو ذلك المستوى الذي هو به، أن يكون أيضا متمكنا علميا ومؤهلاً تأهيلاً جيداً وهذا الأمر سيرتبط بحديث لاحق حول تمهين التعليم وقضية التعليم باعتبارها مهنة ولها شروطها المختلفة.

وأيضا عليه أن يمتلك أسلوب الحفز والتعزيز للطلاب وأن يكونوا معه، مجموعة متفاعلة أو مجموعة منسجمة ومجموعة لا تشعر بأن المدرسة تمثل لهم حالة طرد بل إن المدرسة تمثل لهم حالة جذب وبالتالي يبذلون قصارى جهدهم للبقاء في أروقة المدرسة والبقاء في تفاعل مع أنشطتها، أن يكون المعلم منظما في الشرح ومباشرا أيضا في المعنى وقادرا على الإقناع ومتخصصا في مادته وأيضا يمتلك المرونة في الإقناع والتفاعل على أساس احترام رأي الآخرين واحترام رأي الطلاب وأن لا يعتبر أن الطالب مادام هو أقل منه عمرا يمكن أن تكون ثقافته أقل منه، عليه أن يفترض العكس أن هذا الطالب هو يتسابق مع الأفكار التي يحملها وبالتالي ربما هذا الأمر يقرب المعلم إلى صفات أخرى أكثر أهمية بالنسبة للطالب، التي هو التواضع والنزاهة والتحلي بالصبر والموضوعية وأن يكون أيضا في تعامله في هذه القضية في شيء من التوازن وفي شيء من المنطقية في الإقناع للآخرين.

المعلم والمعلمة يجب أن يكونوا قادرين على تحويل سلبيات الطالب والطالبة إلى نقطة انطلاق للتصحيح والصلاح، لأن الكثير من الطلاب إذا شعروا بأن هناك من يحاول إقناعهم بعكس الفكرة التي يمارسونها يتشددون في ذلك الأمر، ويتحول الأمر بالنسبة لهم إلى عقيدة وهذه العقيدة تتحول إلى قضية مدمرة في المجتمع ونحن نعرف الكثير من الحركات الراديكالية التي تخطف الشباب بطريقة فكرية ذهنية وتحاول أن تؤطرهم في منظماتهم في أعمار وسنوات محددة.

مسألة القدوة والمثال الأعلى والنموذج الذي نحتذي به أعتقد جميعا كمعلمين ومثقفين وكتاب وأساتذة، أنتم جميعا بالتأكيد تتذكرون من هو المثل الأعلى ومن هو القدوة الحسنة، ومن هي الشخصية التي نقشت لها وضعا خاصا في ذهنياتكم حتى يومنا هذا، هنا قضية أخرى ورد في تقرير التنمية الإنسانية العربية لعام 2003م حول إقامة بناء مجتمع المعرفة يقول إن هناك ثلاثة شروط أو أنواع من التنشئة أكان داخل البيت أو الصف في المدرسة هذه ثلاثة عوامل تؤثر تأثيراً فعلياً في تربية الإنسان وتنشئته في وقت لاحق، أولا التنشئة التي تقوم على الأسلوب المتسلط والتنشئة التي تقوم على الأسلوب المتساهل والتنشئة التي تقوم على الأسلوب الحازم، التقرير يشير على أن منطقتنا العربية تقريبا الظروف والشروط تتساوى لا فرق بين دولة غنية ودولة فقيرة لا فرق بين دولة قد سبقتنا في التنوير ودولة تأخرت، الجانب النفسي أعتقد هو مسيطر بشكل واحد على كل المجتمعات العربية. وتم اختيار أن الأسلوب الذي تم على أساس الحازم هو في المجتمعات التي استطاع الطالب والطالبة فيها أن تتميز، وأن تكون لديها قدرات على الحصول على درجات إضافية والحصول على قدرات في التميز وفي معالجة القضايا أولاً باول، لكن نحن أسلوبنا الأسلوب المتسلط أو الأسلوب المنفرط هو الذي ولد تلك المجتمعات التي نحن عليها، وتلك ليست قضية فقط يتحملها المعلم، ولكن هي قضية نتحملها جميعاً ونعاني منها. القضية الأخرى التي تضاف إلى قضايا ومشكلات المعلم هي عدم إيصاله وعدم إنجاز مخرجات مشهود لها بالكفاءة والقدرة، هي قضايا الأمية ومشكلاتها، الأستاذ الدكتور عبدالعزيز المقالح له مقولة في هذا التقرير، مقولة مهمة تقول: «في استطاعة أي متطرف أن يعمل على تهييج عشرات الآلاف من الأميين ضد أي مستنير، وأن يستثير الأمية الواضحة والكامنة لتغدو سداً في وجه كل مشروع لتحديث التعليم والثقافة».

هذه مسألة بالتأكيد أنتم تلمسونها من خلال امتناع العديد من الأسر عن تعليم بناتها، أيضاً بعض القوى الاجتماعية لا ترى التعليم وسيلة للخروج من هذا النفق المظلم، نفق التخلف، بعض القوى تعتقد أن مجموع الاميين يشكلون رصيدا اجتماعيا لما يمكن أن يوظف في لحظة من اللحظات لأهداف خاصة بهذه الفئات، ولذلك عند العودة نحن على على مستوى الوطن العربي نشعر بأن الأمية في الوطن العربي، وهذا وارد في تقرير التنمية الإنسانية لعام 2003م، أن أكثر من 86 مليون إنسان في الوطن العربي لا زالوا أميين، ولا زالت نسبة الأمية في الجمهورية اليمنية أيضاً تشكل رقما مزعجاً.

كنا في حديث أنا والأخ الاستاذ أحمد عبدالله أحمد، رئيس جهاز محو الأمية وتعليم الكبار، وكنا نناقش الأرقام التي تم إعدادها في الاسبوع قبل الماضي بتقرير حول مشاركة اليمن في مؤتمر (جي تي) في موضوع يتعلق بقضايا مكافحة الأمية، عند مغادرته إلى الجزائر، الأرقام تقول أن 2.49% لازالوا أميين من اليمنيين أي لا زال 000.681.4 أمي في اليمن، نسبة الاناث تشكل 67% ونسبة الذكور 33%. تتمركز الامية في المناطق الريفية، ومعروف لدينا أن الريف يشكل بالنسبة لليمن أكثر من 80% من السكان، ولذلك كما يقول الاستاذ أحمد عبدالله هناك جزء من العمل قد تم، وهناك فجوة قد ردمت هذه الأيام، قبل سنتين كانت أكثر من هذا ، كانت ارقام اكثر إخافة، وكان هناك خوف من استمرار ذلك الأمر، لكن البرامج التي اعتمدت من زارة التربية والتعليم جهاز محو الامية بمساعدة الدول والمنظمات المانحة، يعملوا معنا في هذا الجهاز.

الحقيقة أصدقاؤنا الألمان والبريطانيون والبنك الدولي بالإضافة إلى جهاز محو الأمية يعملون على تحديث البرامج وعلى تنمية القدرات البشرية لجهاز محو الامية وأيضاً تم طباعة العديد من الكتب والمراجع التعليمية الحديثة، وفتحت العديد من الصفوف في المحافظات المختلفة لمكافحة هذا الداء وهذه المشكلة.

المعلم في الاستراتيجية الوطنية للتعليم الاساسي:

أنا اتذكر أننا ناقشنا هنا قبل أكثر من شهرين بنود الاستراتيجية الوطنية للتعليم الاساسي وايضا محاورها، من بين المحاور تم اختيار محور المعلم كأهم قضية وأهم مشكلة نعاني منها، وأعلن عن ذلك بالارقام، ولكن فقط كان ذلك الامر مرتبطا بالتعليم الاساسي، يمكن ان نتحدث هنا بشكل اوسع، ويمكن ان تكون الارقام ايضاً مزعجة. أرقامنا طبعاً معلنة لم تعد ارقاما غير معلنة يعني في نشراتنا وفي وثائقنا، أولاً عدد الكادر الموجود بوزارة التربية والتعليم الآن هو (268.253) معلما ومعلمة. اليوم من يشتغلون بالحقل التربوي مباشرة هم (280.232) أي بما يوازي 92% هم تربويون، أما الاداريون والخدميون وغيرهم فهم يشكلون (988.20) أي ما يوازي 8%.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى