دير العشائر اللبنانية تنتظر خروج آخر الجنود السوريين

> لبنان «الأيام» ا.ف.ب :

>
دير العشائر اللبنانية تنتظر خروج اخر الجنود السوريين
دير العشائر اللبنانية تنتظر خروج اخر الجنود السوريين
يرغب سكان قرية دير العشائر الجبلية اللبنانية المتاخمة للحدود السورية ان يغادر الجنود السوريون مركزا لهم في اراض تابعة لها، لكن لجنة سورية لبنانية اكدت ان الجنود يتمركزون في الواقع داخل الاراضي السورية.

وقالت ربة عائلة وام لخسمة اولاد تدعى سلام "الجميع يحتفل بالتحرير، فلماذا ليس بوسعنا ان نحتفل نحن ايضا".

وشأنها شأن باقي سكان دير العشائر التي تبعد حوالي مئة كلم عن العاصمة بيروت، تعتقد سلام ان اساس المشكلة هو في الخفة التي رسمت بها الحدود بين قريتهم والاراضي السورية.

وقال احمد نصر مدير مدرسة دير العشائر الابتدائية، "ان حدودنا متداخلة، وبالحقيقة، انها غلطة فرنسا" التي انتدبت على لبنان وسوريا بعد الحرب العالمية الاولى وحتى استقلال البلدين.

واعرب نصر عن ثقته بان هذه المشكلة سيتم حلها خلال زيارة رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي الى دمشق التي بدأها اليوم الاربعاء.

لكن نصر الذي قال كلامه هذا بعد ظهر امس الاول الثلاثاء، فاته ان بيروت ودمشق كانتا تعلنان في الوقت ذاته عن تشكيل لجنة عسكرية مشتركة "للبحث" في مسالة بقاء الجنود السوريين في دير العشائر بالرغم من الاعلان رسميا في 26 نيسان/ابريل عن نهاية الانسحاب السوري الكامل من لبنان.

وفي مقابلة اجرتها معه صحيفة "لوموند" الفرنسية ونشرتها الاثنين الماضي، اعرب ميقاتي عن ثقته بان المركز في دير العشائر يقع "داخل الاراضي اللبنانية".

الا ان مكتبه وزع بيانا امس الاول الثلاثاء يؤكد ان "اعمال التدقيق" التي قامت بها اللجنة العسكرية تظهر ان الموقع العسكري السوري هو بالواقع "داخل الاراضي السورية".

ومن دير العشائر، يمكن رؤية الموقع السوري من بعيد عند اسفل الجبل وبين الصخور، عند منعطف طريق يؤدي الى القرية.

والموقع هو كناية عن ثلاثين خيمة بيضاء نصبت حول ملعب لكرة القدم خلف حوالي عشر مدرعات وشاحنات عسكرية، مع دبابة قديمة متمركزة في موقع ابعد، لكن من المستحيل تقدير عدد الجنود الموجودين في هذا المركز.

وعبر عدسة آلة التصوير، يمكن قراءة عبارة كتبت بالحصى على الارض: "البعث طريقنا والاسد قائدنا" في اشارة الى حزب البعث الحاكم في سوريا والرئيس السوري بشار الاسد.

ويذكر احمد نصر ان القوات السورية قد انتشرت في دير العشائر عام 1982 خلال الاجتياح الاسرائيلي للبنان، والقرية تقع على مسافة 45 كلم من الحدود الاسرائيلية.

وقال نصر، "في تلك المرحلة، كان الوجود السوري يشكل عنصر طمأنينة لان العدو الاسرائيلي كان على بعد بضعة كيلومترات من القرية".

واضاف نصر "لقد قصف الاسرائيليون قريتنا وقد تضرر منزلنا بصاروخ اسرائيلي".

وما زالت كتل اسمنتية عليها كلمات عبرية من مخلفات الوجود الاسرائيلي، موجودة على بعد عدة كيلومترات من القرية.

كما يذكر نصر ان الجنود السوريين هم الذين اغاثوا سكان القرية وقدموا لهم الخبز عندما قطعت عاصفة ثلجية القرية عن باقي البلاد عام 1992.

ومثل احمد، يجمع اهالي القرية انه لا يجب تضخيم الخطر الذي يشكله بقاء القوات السورية في خراج قريتهم.

وقال احد السكان رافضا التعليق على القضية، "انها مسالة بين الحكومتين والدولتين".

واضاف، "اني مزارع ازرع الحبوب واهتم باشجاري المثمرة تماما مثل معظم سكان القرية. هذا كل ما اعرفه".

اما سلام فتعتقد ان رحيل القوات السورية سيعود بالخير على مالكي الاراضي التي ينتشر عليها الجنود، فالاراضي صالحة للزراعة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى