يوم من الأيــام...شكرًا أيَّتُها الدجاجة

> عبدالرحمن نعمان :

>
عبدالرحمن نعمان
عبدالرحمن نعمان
إن كان هناك أنصار لـ (البيئة) وأنصار لـ (الأمن) وأنصار لـ (المرور)، فإن هناك - أيضا - أنصاراً للفقراء، والأنصار - عادة- أصدقاء والمثل يقول: «ما صديق إلا وقت الضيق». وإن كان للفقراء أنصار فأهم أنصارهم الدجاجة.

فالدجاجة (طبعاً المثلجة) المستوردة ذات الأصل غير اليمني.. لا تكلف الأسرة الفقيرة كثيراً، وقد تؤدي الغرض دون استخدام الماء لغسلها أو طبخها.. لكنك قد تشبع بها أسرة.. أما كيف؟! فذلك بعدد لا بأس به من الأرغفة، وتوضع الدجاجة وسط المائدة.. بعد أن تكون قد طبختها داخل علبة لبن (بودر).. تضع عليها الملح والكمون والفلفل وبدون زيت فمنها زيتها.. و (تخزق) وسط غطاء العلبة بعد أن تكون قد أحكمت غلقه وبنار هادئة تنجح وتؤكل بالهناء والشفاء.

وبإمكان الأسرة أن تطبخ بعض أجزائها ما يسمى بـ (العقدة) وغير ذلك.. على نحو (البروست).. وقد تعمل منها - في البدء - المرق.. ثم شيئاً من (العقدة) وشيئاً من (البروست).

ليس ذلك ما رميت إليه.. إنما قصدت أن الأسرة في عدن خاصة والبحر يحيط بها وتحت أرجلها صارت غير قادرة على شراء نصف كليو سمك ثمد ، ناهيك عن الأنواع الأخرى.. فتلجأ إلى نصيرتها (الدجاجة)، على عكس بعض المدن النائية والبعيدة عن البحر!!

والأسرة صارت اليوم -لأنها تعتمد على راتب رب الأسرة الشهري-غير قادرة على شراء نصف كيلو لحم (بربري) كباشي أو بقري عجوز، ناهيك عن (البلدي) أو (العجل الرضيع)، فيفضل رب الأسرة أن تكون الدجاجة سيدة المائدة الفقيرة ونصيرتها.. كلما أراد أن تكون (الغدوة) دسمة، بل متواضعة التكاليف في ظل ارتفاع الأسعار الجنوني.

والمائدة الفقيرة في عدن.. لأنني أسكن عدن.. لا تنكر أفضال وفضائل أنصارها الآخرين غير الدجاجة.. على نحو: الدقة، الملوخية، الفول والفاصوليا، لكنها لا تتوسط وجباتها الثلاث إنما صباحاً أحياناً وأحياناً أخرى مساءً.

بقي أن أشير إلى أن عملتنا (الريال) تتدهور، بدليل أن 10 ريالات فقط قبل حوالي أربعين عاماً كانت مقابل (لشراء) ثور بحاله وبعدها صارت مقابل (عجل) ثم صارت ثمناً لـ (كبش).. حتى وصل الحال بها إلى أن تكون ثمناً لـ (دجاجة) لكنها اليوم لم تعد تنفع لشراء حبة بيض! فماذا يخبئ لنا الغد؟

رجاءً أيتها الدجاجة لا تطيري.. فأهل الأرض (القاع) أكثر حاجة إليك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى