حق مرفوض.. وظلم مقبول..!!

> «الأيام» علي الذرحاني :

> نظم معهد جميل غانم للفنون الجميلة بكريتر ومكتب التربية والتعليم بمديرية صيرة دورة فنية لمدرسي مادة التربية الفنية في مجال الفنون التشكيلية (خط، زخرفة، تصميم، رسم وتصوير) خلال الشهرين المنصرمين فبراير مارس من العام الحالي، هدفت الدورة إلى تأهيل مدرسي التربية الفنية في إطار التنسيق بين الثقافة والتربية والتعليم، وإلى رفع كفاءة المدرسين، ومن أجل تحفيز طلابهم على مواصلة تنمية مهاراتهم ومواهبهم وصقلها في هذا المعهد الفني المتخصص الذي يبرز المواهب الصاعدة والواعدة «فنانو المستقبل في بلادنا»

والعجيب والغريب والمدهش أن مدربي الدورة الفنية الآنفة الذكر من مدرسي معهد الفنون الجميلة التابع لوزارة الثقافة والسياحة، قد حرموا من قانون المعلم الذي يحصل عليه متدربو الدورة الفنية، لأنهم أي المتدربون يتبعون وزارة التربية والتعليم، وهنا تكمن المفارقة ولا ندري ماهو المعيار الذي يمايز بين مربى التعليم ومربي الثقافة في قانون المعلم. لقد زار معهد الفنون الجميلة دولة رئيس الوزراء الأخ عبدالقادر باجمال في اليوم الثاني لشهر فبراير من عام 2002م، واطلع على أوضاع المعهد، وأشاد بأنشطته وسير الدراسة فيه وأعجب بفعالياته الفنية المتواضعة، وتكلم عن أهمية الدور الذي تلعبه الفنون في حياة الشعوب المتقدمة بصفتها أهم مجالات التنمية الثقافية، وأوصى بأن يشمل قانون المعلم مدرسي معهد الفنون الذين لا يتجاوز عددهم الأربعين كادراً، وظل معهد الفنون بكريتر يجري وراء قانون المعلم لكوادره الفنية أياماً وشهوراً، بل أعواماً منذ زيارة رئيس الوزراء للمعهد، ومن قبل ذلك، وتبودلت الرسائل بهذا الشأن بين رئاسة الوزراء وبين نائب رئيس الوزراء ووزير المالية، وبين وزير الخدمة المدنية لإعطاء كوادر المعهد حقوقهم من قانون المعلم، وظلت المعاملة تراوح بين رئاسة الوزراء والمالية والخدمة وصنعاء وعدن حتى كتابة هذه الأسطر دون جدوى أو فائدة تذكر أو بارقة أمل بسبب الحجر العثرة والجدار العازل لمنظري البيروقراطية المعيقة في وزارة الخدمة المدنية بصنعاء، الذين أفادوا بأن قميص قانون المعلم مفصل فقط على مدرسي وزارة التربية والتعليم، ولا يحق لمدرسي وزارة الثقافة والسياحة الممثل بكوادر معهد الفنون أن يرتدوا هذا القميص، لأنه ليس على مقاسهم، مع أن هناك معاهد أخرى ليست تابعة لوزارة التربية والتعليم، مدرسو تلك المعاهد يناسبهم قانون المعلم ومفصل على مقاسهم إلاّ مدرسي معهد الفنون الجميلة بعدن، وفي المكلا الذين كتب على نصيبهم في قانون المعلم أن يظل حقاً مرفوضاً وظلماً مقبولاً، وكأن هناك ناس لاهم لهم سوى أن يبقى معهد الفنون الجميلة هيكلاً مهمشاً لكي تظل الأجيال بعيدة عن التربية الفنية والجمالية، خاصة في عدن والمكلا وتدب وتنشر وتعم وتكرس وتسود وتحل محلها البشاعة والقبح في كل جوانب حياتنا المتنوعة والمختلفة، مع العلم بأن المثقف المستنير نصير الفن والفنانين ومشجع المبدعين وزير الثقافة والسياحة كان قد وعد بالاهتمام بمتابعة هذا الموضوع، ولكن يبدو أن الوقت لم يحن بعد لتحقيق ذلك!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى