> شارك الاف من انصار سمير جعجع، الوحيد من "امراء الحرب" اللبنانية في السجن، امس الاربعاء في تظاهرة مع نواب المعارضة اللبنانية ومنظماتها الشبابية قرب البرلمان في وسط بيروت مطالبين باطلاق سراحه على الفور لانجاز "طي صفحة الماضي".

ضمت التظاهرة نحو سبعة الاف شخص غالبيتهم من الطلاب وخصوصا من اهالي بشري، مسقط رأس جعجع في شمال لبنان، زعيم الحرب اللبناني الوحيد الذي ادخل السجن قبل 11 عاما.

وتحت الامطار الغزيرة، لوح المتظاهرون بالاعلام اللبنانية وهم يرفعون صور "الحكيم" لقب جعجع ولافتات تدعو الى اطلاق سراحه.

ووصل انصار القوات اللبنانية الميليشيا المسيحية السابقة خلال الحرب الى ساحة رياض الصلح في وسط بيروت حيث انتشرت قوة كبيرة من وحدات مكافحة الشغب التابعة لقوى الامن الداخلي ومن الجيش اللبناني لمنع المتظاهرين من الاقتراب من مقر مجلس النواب كما افاد مراسل فرانس برس.

القيت في التظاهرة خطابات شاركت فيها ستريدا جعجع، عقيلة سمير جعجع، ونواب من المعارضة طالبوا جميعهم باطلاق سراح قائد القوات اللبنانية المحظورة، قبل الانتخابات التي ستبدأ في 29 ايار/مايو الحالي.

ويسعى المتظاهرون للضغط على رئيس مجلس النواب نبيه بري حتى يدعو الى عقد جلسة عامة للتصويت على مشروع لتعديل قانون العفو عن جرائم الحرب (1975-1990) يسمح بالافراج عن جعجع القابع منذ عام 1994 في احدى زنزانات وزارة الدفاع في ظروف سجن استنكرتها منظمة العفو الدولية.

ويبلغ قائد الميليشيا المسيحية السابقة المناهضة لسوريا الثالثة والخمسين حاليا وكان تواجه في حرب شرسة مع العماد ميشال عون الذي يعود السبت الى بيروت بعدما امضى خمسة عشرة عاما في المنفى.

وجعجع هو زعيم الحرب الوحيد في لبنان الذي حوكم وسجن. وكان اعتقل بعد وقوع انفجار في كنيسة اسفر عن سقوط عشرة قتلى.

وتمت تبرئة جعجع في هذه القضية لكن هذه الدعوى وبموجب قانون العفو الذي اقر عام 1991، فتحت ملف ثلاث قضايا اخرى تعود لفترة الحرب حكم على جعجع بالاعدام في اطارها ثم خفف الحكم الى السجن مدى الحياة.

في بداية التظاهرة ادى المتظاهرون بصوت واحد النشيد الوطني فيما كان وصول المئات مستمرا في الباصات من مختلف ارجاء لبنان والاغاني الوطنية تتردد عبر مكبرات الصوت.

وقالت ريتا سكر من بشري، "اتيت لاصرخ باعلى صوتي الحرية لسمير جعجع وللبنانيين في السجون السورية".

اما جاكلين ضو طالبة في الثامنة عشرة من عمرها فلا تعرف جعجع الا من صوره لكنها تعتبر "بان عصر الحرية والاستقلال يجب ان يتوج بالافراج عن جعجع تعزيزا للوفاق الوطني".

وفي مداخلاتهم شدد النواب على ضرورة اطلاق سراح جعجع حتى "تطوى صفحة الحرب نهائيا".

وبعد انسحاب القوات السورية نهائيا من لبنان في 26 نيسان/ابريل، عززت المعارضة مطالبتها علنا باطلاق سراح جعجع وعودة العماد عون.

وقد تلقت ستريدا جعجع وعدا من رئيس مجلس النواب بان تتم قريبا دراسة طلب تعديل قانون العفو العام والذي نال موافقة غالبية النواب.

الى جانب المطالبة بالافراج عن قائد القوات دعا النواب بري الى عقد جلسة للتصويت على قانون جديد للانتخابات بدل القانون السابق المثير للجدل، لانه انتج مجلس نواب يشكل الموالون لسوريا غالبيته.

اما بالنسبة لعون فمن المقرر ان يحسم القضاء ملفه اليوم الخميس قبل يومين من عودته المرتقبة الى لبنان. وعون متهم ب"المساس بالعلاقات بين لبنان وبلد صديق" و"التحريض على اضطرابات طائفية" بعد ان دعم قانونا اميركيا لفرض عقوبات على سوريا.

وترأس العماد عون حكومة عسكريين ضمت ثلاثة ضباط مسيحيين بعد انتهاء ولاية الرئيس الاسبق امين الجميل في 1988. وقد جرى اخراجه من قصر بعبدا في 1990 اثر هجوم لبناني سوري.

وقضت المحكمة العسكرية اليوم الاربعاء ببراءة المقدم فايز كرم، احد معاوني العماد عون، من تهمة التآمر على امن الدولة بعدما اوقفته الثلاثاء لدى عودته من باريس التي لجأ اليها مع عون.