فنجان شاي مع صوت أم كلثوم

> «الأيام» منصور نور :

> لا يختلف إثنان على أن السيدة أم كلثوم، أستطاعت أن تجمع العرب وتوحدهم لسماع وتذوق أغانيها الرائعة ومتابعة حفلاتها الفنية من إذاعة صوت العرب وكانت العديد من مقاهي مدينة عدن ولحج (الحوطة)، في خمسينيات وستينيات القرن المنصرم، تشهد استعدادات غير عادية لاستقبال رواد المقهى والتهيئة لسماع أم كلثوم.. ومن هذه المقاهي (سيلان) و(زكو) و(السكران) و(القميري) ومقهى الحاج عبده مكرد أحمد في الشيخ عثمان ومازال صاحبه الحاج عبده مكرد (رحمه الله) من خلال أولاده محافظاً على تقاليد المقهى القديمة، بفتح المذياع منذ الفجر لسماع القرآن الكريم وكذا الأخبار ومن ثم روائع أغاني أم كلثوم وفريد الأطرش وعبدالحليم وعبدالوهاب ، إضافة إلى الاصوات اليمنية الجميلة محمد سعد عبدالله والمرشدي وأحمد قاسم وأيوب طارش.. وبمرور السنوات تحول إسم المقهى إلى «مقهى الشجرة» وأضحى المكان مزاراً ومكانا للقاءات الادباء والكتاب والفنانين والرياضيين وممن كان من رواده الفنانين محمد سالم بن شامخ ومحمد صالح عزاني وأحمد علي قاسم وغيرهم .. واليوم ترتاده أسماء لها مكانتها الثقافية والفنية والرياضية.

وفي لحج الحبيبة كان مقهى (المغلس) و(مقهى علي عبدالولي) يسير على نفس النهج والإعداد لسماع أغاني وروائع الطرب العربي، وكانت هناك (إذاعة) أي مذياع ضخم يوضع في مكان بارز ويسمع صوته بشكل واضح وعندما يبدأ البث وتصدح انغام الروائع.. يسود الصمت في المكان وتتوقف الضوضاء وتخفت الهمسات مع الشفاء وحلاوة الشاي ونكهة الجوز والنعناع الاخضر، و(الملي) قشدة حليب البقر الطازج!

وقد أشار الأديب محمد حنيبر في روايته (البتول) وكذا الأديب أمين الريحاني في كتابه (ملوك العرب) إلى أحاديث المقهى (السمرة) وحكايات الراوي وقصص الناس في مقاهي القرية أو المدينة!

وكثيراً ما تناول (المقهى) الأديب العالمي عزيز نسين في قصصه الساخرة.. وللمقهى دور كبير في المجتمعات ، كمتنفس للقاءات و(الكونغرسات) الشعبية ، وفيها تدار اللقاءآت وتناقش بعض الآراء وتلتقي الناس على موائد وفناجين غير مكلفة!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى