هل نتعلم من النمور؟!

> شكري سعيد بوسبعة :

> - عندما يعود الطفل بمصروفه اليومي باكياً بعد أن يفاجأ بأن الشوكولاتة المفضلة التي اعتاد شراءها قد تضاعف سعرها,عندما يشعر المواطن البسيط أن الأسعار يومياً في ازياد وأن الريال لن يسترد عافيته أبداً,عندما يولد أطفالنا كباراً ونرمي بهم في سوق العمل فنغتال براءتهم.

- عندما يصبح لدينا في كل مدينة يمنية (باب يمن) يتزاحم فيه العمال من جميع الأعمار يفترشون الشوارع ويلتحفون السماء.

- عندما يصل مستوى الفقر إلى رقم مخيف.

- عندما توأد أحلام شبابنا الجامعي العاطل المنتظر لقطار التعيين الذي خرج ولم يعد.

كثر المسبحون بحمد السلطة في بلاط صاحبة الجلالة الصفراء، وتحول النفاق إلى طبع مغروس وعادة تمارس بلا تفكير، وأصبح الدينار والريال قبلة الناس وكعبتهم فترفعوا عن هموم وأوجاع المواطن.

فالحكومة اعتادت أن تسوي حساباتها مع المواطن أولاً بأول فأصبحت علاقة المواطن بالسلطات علاقة شك متبادلة، حيث يشك المواطن في أهميته بالنسبة للسلطة، وتشك السلطة في نية المواطن في تعامله معها، فتولد لديه شعور بعدم الانتماء.

فنظام الإدارة يعطي للمواطن إحساساً بأنه متهم من البداية، وعليه إثبات براءته، مما يشعر المواطن بعدم ثقة الجهات المختصة فيه فيبدأ إحساس الشك والريبة يأخذ شكله الدائري بين المواطن والأجهزة الحكومية. فما أن تهل الانتخابات حتى تفتح نوافذ القدر أبوابها فمن تنال؟.. كل شيء مباح من شراء الأصوات والذمم إلى شراء صناديق بأكملها، فالانتخابات في دول العالم الثالث لم تكن سوى ترف سياسي تصاغ به حياة الشعوب المغلوبة على أمرها وإن اختلفت المسميات بالديمقراطية أو الشمولية، فالكل سواء من حيث الممارسة والعمل، والدليل على ذلك أننا لم نسمع عن انسحاب عضو برلماني من تحت قبة البرلمان احتجاجاً على سياسة الحكومة، فالكل يمارس التمثيل على الشعب في المجلس.

فالإنسان يعتبر الثروة الحقيقة لأي أمة أو شعب إلا عندنا، فإنه يقبع في ذيل اهتمامات الحكومة، فالخرسانة والأسلفت وشبكة التلفون أهم منه، وأن شطحات التقدم لدى الحكومة وإرضاء الزائرين بالتغيير تصهر قلب المواطن وتجعله كثور الساقية المغمض تمضي به خطواته نحو اللا هدف، فالمشاريع العملاقة التي أقدمت عليها الحكومة ما هي إلا نزوة أو كيد سياسي، فالمواطن اليمني البسيط لا تهمه كل هذه المشاريع الكبيرة بقدر ما تهمه لقمة العيش وتحسين ظروفه، فالبيت بسكانه لا بجدرانه.

فمثلاً دولة مثل كوريا استطاعت من خلال التعليم فقط أن ترتفع بمستوى حضارتها الاقتصادية النووية ارتفاعاً مذهلاً. فكانت جامعة سيئول من بين الجامعات الثلاثين الأولى في العالم.

كانت كوريا بعد الخروج من الحرب عام (1956م) تعد واحدة من أكثر عشر دول فقراً، واليوم وبعد ثلاثين عاماً تعد واحدة من أكثر عشر دول غنى، فدخل الفرد كان (58 دولاراً) وأصبح الآن (11 ألف دولار) وكان ذلك كله من خلال الكتاب والتعليم لكن بجدية شديدة.

فنحن بحاجة إلى إعادة صياغة كتاب المدرسة لأنه المنطلق الأول لفكرة كيفية تكوين عقل يتشكل من خلال القراءة، وذلك من خلال صدق المحتوى بحيث يكون قادراً على الحوار والتفكير في توليد أنماط جديدة من الفكر.

فهل نتعلم من النمور الآسيوية لنصبح حتى فأراً اقتصادياً؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى