وتــلـــك الأيــــام...التسول عبر الإنترنت.. عجبي!!

> علي محمد يحيى :

>
علي محمد يحيى
علي محمد يحيى
قبل زمن ليس ببعيد طالعتنا بعض الصحف الخليجية، وصحف أخرى نقلت عنها، عن بعض ضعاف النفوس من اليمنيين الذين يسيئون لليمن بقصد وبغير قصد، ممن ألقي على عدد منهم القبض متلبسين بجرم التسول والشحاتة على الطرقات وتحت الجسور، أو يحملون أوراقاً يستدرون بها عطف أصحاب المحلات التجارية من أنهم مرضى استعصى علاجهم في بلادهم، أو أن عليهم غرامات مالية كبيرة، ويطلبون من رجال الخير العون، ألقي عليهم القبض في مدينة بدولة خليجية، تعتبر التسول جريمة في الحق العام يحاسب عليها القانون.

وقد تبين بعد إلقاء القبض عليهم، ومن خلال جوازات سفرهم، أنهم قد استخرجوا تأشيرات الدخول إلى هذه الدولة تحت مسميات مختلفة من رجال أعمال إلى غير ذلك من التسميات والشطحات في الألقاب. وكانت بالفعل فضيحة مسّت الشعور الوطني العام لدى كل اليمنيين الغيورين دون استثناء، وبالأخص المقيمون من اليمنيين في تلك البلاد التي عاشوا فيها هم وعائلاتهم عقوداً من الزمن شامخي الرؤوس شُمّ النفوس، ملأوا الدنيا بسمعتهم المعطرة وكبريائهم حتى صاروا نموذجاً يحتذى به.. إلى أن جاء هؤلاء المتسولون ليدنسوا سمعتهم ويجعلوا منهم مثاراً للسخرية والتندر.

وما إن بدأ الناس ينسون أو يتناسون تلك الفضيحة، إذا بنا نشاهد عجباً على إحدى القنوات الفضائية المتخصصة بالأغاني والمحادثة المكتوبة ورسائل الـ SMS عبر الشاشة بقناة «سوالف»، شاهدنا وقرأنا استجداءات لأكثر من واحد على طريقة التسول، تقول إحداها: أنا عبدالسلام من منطقة (..) فقير أرجو مساعدتكم.. تصوروا، يمني يقضي وقته في التعامل مع جهاز الكمبيوتر والإنترنت ويتسول عن طريقهما!! فهل هانت علينا كرامتنا لأن نتسول عبر الإنترنت، فيشاهد رسائلنا في الاستجداء القاصي والداني، ويُنظر إلينا نظرة تكاد لا تخلو من السخرية والدونية بسبب هؤلاء النفر من الناس.

ربما أننا من خلال التدقيق عند منح جوازات السفر لبعضهم، قد نمنع أغلبهم من تزوير مسميات مهنهم أو ألقابهم الوهمية التي يسبغونها على أنفسهم في جوازات سفرهم، ونحد من طلب حصولهم على تأشيرات بعض الدول لغرض غير شريف، ولكن من الصعب أن نحد من ظاهرة التسول عبر الإنترنت عند البعض الآخر.

فهل تصحو ضمائر هؤلاء القلة، فيوقفوا ممارساتهم السيئة تلك؟ أم أننا قد جبلنا على التسول؟ وما هذا الذي نراه اليوم إلا أسلوب جديد ابتدعناه يتفق مع عصر تكنولوجيا المعلومات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى