في ندوة منتدى «الأيام» المكرسة حول المعلم.. نائب وزير التربية والتعليم د. عبدالعزيز صالح بن حبتور:الأمن والاستقرار يوفران الخبرة الثقافية والتربوية والتراكم المعرفي الذي نحن بصدد تشكيله

> عدن «الأيام» خاص:

> ويتابع أ. د. عبدالعزيز صالح بن حبتور، نائب وزير التربية والتعليم، حديثه بمنتدى «الأيام» مساء الاربعاء الماضي 4/5 عن واقع التعليم حول المحور الأول في العملية التعليمية وهو المعلم، فيقول: «المشكلة هنا أن الحاصلين على مؤهل جامعي دبلوم وماجستير ودكتوراه يشكلون فقط 32% (346.76)، أما الحاصلون على مستوى الثانوية العامة وما دونها وما في حكمها، فهو الرقم الأكبر 934.155 معلما ومعلمة وتشكل النساء في مجموع الكادر التعليمي الآن 20% فقط .. وهناك تسويات قد حصل عليها المعلمون على سبيل المثال في عام 2004م حصل (028،46) معلما ومعلمة على التسويات، وهناك مجموع (028،47) بزيادة ألف في هذا العام 2005م حصلوا على التسويات الوظيفية. المكرمون في عيد العلم: بدأ التكريم عندنا في 1998م أي بصدور قانون المعلم والمهن التعليمية بـ 500 معلم، وفي العام 2004م أي العام الماضي ارتفع إلى 755 مكرماً ومكرمة، هذا العام تم تكريم 804 معلمين ومعلمات.. هؤلاء كل من يكرم يحصل على علاوتين تشجيعيتين بالإضافة إلى شهادة تقدير وإلى منحة رمزية. هناك ملاحظة على تناقص المعلمين العرب الذين كانوا يعملون معنا في وزارة التربية والتعليم، كان عددهم كبيرا.. في الحقيقة كان أكثر من 000.30 معلم ومعلمة والآن يصل العدد إلى 1664 معلماً ومعلمة من الأشقاء العرب.. نأتي إلى موازنة وزارة التربية والتعليم، موازنة وزارة التربية والتعليم هي 120 مليار ريال، تصرف مرتبات من هذا المبلغ 96 مليار ريال، أي ما يصرف شهرياً للمعلمين والمعلمات 8 مليار ريال يمني، عملت الاستراتيجية الوطنية للتعليم الأساسي على مراجعة هذه الأرقام وخصص جدول زمني للمراجعة لتجاوز هذه الهوة، هوة التأهيل والتدريب التي نعاني منها، وهناك جدول زمني للمراجعة وبالذات فيما يخص التأهيل، وقد بلغ التأهيل في عام 2004م (772.54) معلما ومعلمة .. هؤلاء حصلوا على الدورات الداخلية، وبحدود 193 حصلوا على دورات خارجية، طبعاً التدريب والتأهيل يجرى وفق خطة وزارة التربية والتعليم بالاشتراك مع عدد من المنظمات والدول المانحة، وهناك برامج تأتي عبر القناة التعليمية، هذه القناة تنتج برامج على مستوى الوزارة وأيضاً توزع هذه البرامج على المحافظات، وبعضها يبث عبر الفضائية، الآن عندنا مشكلة أنها تبث عبر القناة الثانية 22 مايو وبالتالي درجة الاستفادة قلت في التوصيل. هذا الاسبوع أي من يوم الاثنين بدأت المراجعة السنوية للاستراتيجية الوطنية للتعليم الأساسي، هذه المراجعة عبارة عن تقييم مستوى تنفيذ الأداء في عام 2004م، وهو اشتراك يشترك فيه طبعاً قيادة وزارة التربية والتعليم وعشر محافظات تمت زيارتها وعشر محافظات استضيفت إلى صنعاء بحضور المانحين: البنك الدولي والالمان والبريطانيين والامريكان واليابانيين والهولنديين واليونيسف، هؤلاء اشتركوا .. هذا اليوم هو يوم الانتهاء من المؤتمر التعليمي، وهناك العديد الملاحظات التقييمية في هذا الصدد، المانحون يشتركون معنا في موضوع تقييم وتطوير الاستراتيجية الوطنية للتعليم الاساسي، وبالذات فيما يخص بناء القدرات وإعادة تأهيل وتطوير وتوزيع المعلمين والمعلمات، لكن موازنتهم أو مساهماتهم في موازنة الوزارة لا زالت محدودة، هي تشكل 5% فقط من مجموع الموازنة وهذا الرقم مازال متواضعاً أشرنا إليه نحن في لقائنا يومي الإثنين والثلاثاء، وأكيد اليوم سيشار إلى ذلك .. نحن عند لقاءاتنا مع أصدقائنا الألمان والبريطانيين ناقشنا هذا الأمر بوضوح، وبالتالي صدر قرار بزيادة هذه المبالغ، لكن هذا الأمر لم يعد فقط حصراً على اليمن وأيضاً المانحين الأجانب تحديداً، لكن نحن باعتبارنا أعضاء في مكتب التربية العربي كنا موجودين في دوة المجلس التنفيذي في المدينة المنورة وناقشنا موضوعا يعتبر من أهم الموضوعات التي تشترك فيه الدول السبع، هذا المشروع هو مشروع تطوير التعليم في دول الاعضاء، هذا المشروع في الحقيقة مبني على 46 برنامجا يكون ما مجموعه 13 مشروعاً في مجالات تعتبر رئيسية هي 8 مجالات يمكن أن نذكر تلك المجالات لأن لدينا مجالا يخص محاضرتنا منها: المواطنة، المناهج، تعليم وتمهين التعليم، نظم التعليم، التقنية والتعليم، الشراكة المجتمعية، وتكامل الخبرات. أبرز النقاط في هذا الموضوع هي المواطنة وتشمل 3 محاور: المحور الأول هو ثقافة الحوار، والمحور الثاني مفهوم الذات والهوية، والمحور الثالث المهارات الحياتية في التكامل والتعليم .. هذه أمثلة نوردها في التكامل والتعليم .. مشروع التكامل بين المواد الدراسية الموجودة لأن هناك اعتقادا بأن هناك شيئاً من الفروق الزمنية والمنهجية في عناصر تكوين تلك المناهج، وبالتالي لا بد من وجود هذا التكامل وأيضاً الكفاءات التعليمية للمتعلمين ووجود أطلس المفاهيم أي الخرائط المفاهيمية. المجال الثالث، وهو ما يهمنا في محاضرتنا هذه يتعلق بتمهين التعليم، هذا التمهين للتعليم الحقيقة نحن الآن لا نستطيع أن نقول هذه خصائصنا في اليمن وبالتالي لا نريد أن نتقارب مع الآخرين، أي لا نستطيع أن نبحث عن خصوصية كما لو أنها شماعة نعلق عليها عجزنا .. تمهين التعليم أول مشروع هو مشروع التنمية المهنية ولا بد أن نشترك في هذا المشروع، بل نحن مشتركون عملياً في هذا المشروع وأيضاً التكوين المهني للمعلم، والنقطة الثالثة ترخيص للمعلمين، والنقطة الرابعة المكتبة المهنية للمعلم، بمعنى أننا يجب أن ندخل في هذا المشروع ولدينا كل الإمكانيات أولا المتعلقة بتحديث نظامنا التعليمي، وثانيا التي تتعلق بتحديث البيانات الموجودة لدينا، وثالثا إرسال مجموعة من الخبراء للاشتراك بشكل جدي في إثراء وتطوير هذا المشروع الذي بين أيدينا، ونحن الآن جزء من العملية التي لا نريد أن نكون خارج إطارها، بمعنى بعد حين إذا أراد أحد منكم أن يكون معلماً عليه أن يدخل إما معهدا أو مدرسة معينة يحصل على جرعات علمية محددة كي يحصل على ترخيص، الترخيص هو الذي يبرر له الاستمرار في مهنة التعليم أو أنه تسقط عنه هذه المهنة مثل الليسن، فالآن المشكلة ليست فقط في اليمن، المشكلة في كل الدول العربية أصبحت مهنة التعليم من المهن السهلة التي يغزوها كل واحد أراد أن يحصل على وظيفة، ولذلك المشكلة تتوارث وهي أشبه بحلقة مفرغة أن الشخص الذي لا يستطيع أن يقدم شيئا هو موجود في الصورة وكما يقولون فاقد الشيء لا يعطيه، يمكن أن تستمر المشكلة لسنوات طويلة دون حل أو دون معالجة.

يتفرع عن هذا المشروع مشروع تدريب القيادات التربوية، نحن الحقيقة المشكلة الرئيسية الموجودة لدينا ليست فقط في المعلم، لأن المعلم مطلوب منه أن يكون أكثر من شخص أكثر من كفاءة، لكن المشكلة الأخرى التي نعاني منها هي القيادات التربوية في منطقتنا العربية، فلذلك أدخل المشروع الإضافي في سياق المحور الثامن حول الادارة الاستراتيجية لا بد أن تعطى في هذا المجال ومجال القيادة لعصر جديد، وأيضاً إدارة الأزمات والمنظمة المتعلمة والعمل المؤسسي، وإدارة التغيير وتدريب المدربين، هذه من الموضوعات عندما نتطلع إليها نجد أنها تشمل مادة ربما يعتقد البعض أن لها علاقة فقط بطلاب الإدارة، إدارة الأعمال، ولكن الإدارة الاستراتيجية هي مادة كما يقولون السهل الممتنع، يمكن أن يقرأها أي واحد وهي مهمة لأي إنسان، ولكن للتربية والتعليم ربما أكثر أهمية من إدارة المؤسسات والمنظمات الاقتصادية .. لماذا؟ لأننا نريد أن ننتج مخرجات، هذه المخرجات تتحول إلى فعل وتأثير للمستقبل، لأننا نعتقد أننا هكذا - على الأقل الاعتقاد السائد في مجال التربية.

وعودة الى كل الملاحظات التي قيلت عن المعلم والنماذج والشروط التي يفترض أن تتوفر في ذلك المعلم، عليه فعلاً مجموعة وكوم من القضايا لا يمكن إلا أن يدار بكفاءة عالية توجه طاقات هؤلاء المعلمين وتوظف كل إمكاناتهم وقدراتهم الذهنية، وبالتالي يحصل هذا التفاعل .. هناك بالمناسبة في بعض التجارب العالمية في شرق آسيا على سبيل المثال، وفي ماليزيا على وجه الخصوص، أُدخلت مادتان هما مادة المدرسة الذكية ومادة الاختراعات، هذا المشروع بدأ به رئيس الوزراء السابق مهاتير محمد وأسمي ذلك الامر بالتجربة الذكية، من خلال تلك المدرسة الذكية إدخال التكنولوجيا بالإضافة إلى مادة الاختراعات، بالتالي الأمر الحقيقة مرتبط بمجموعة من القضايا الهامة التي ترتبط ليس فقط بإدارة مجموعة من الكفاءات، ولكن إدارة نماذج معينة من الكفاءات العلمية التي تنتج المعرفة وتؤسس لثقافة علمية من نوع خاص، ليس ثقافة تكرار المادة العلمية ولكن ثقافة إنتاج المعرفة، وهي الشرط اللازم لوجود أو خروج تلك المجتمعات من مجتمعات ملقنة إلى مجتمعات محاورة في مجال التعلم والعلم.

الحقيقة ومن خلال القراءات العامة نلاحظ شيئا مرتبطا بنهوض أي أمة من الأمم، فلا تنهض أي أمة من الأمم في أي مجال من المجالات ولا أي شكل من أشكال التطور في الحياة إلا متى ما تم النهوض بالتعليم أولاً، ولا يمكن لهذا التعليم أن ينهض أصلاً ولا يمكن أن يتطور إلا بوجود معلم مؤهل وكفؤ وسيرته حسنة وسلوكه راق، دون ذلك يمكن أن نكرر التخلف، والتخلف بالنسبة لنا هو إرث متراكم لقرون، وبالتالي البعض يمكن أن ينتقي الامثلة بشكل مجازفة ويقول نحن من الأمم المتأخرة وكأن المسألة فرضت علينا فقط لكن لا ينظر للبعد التاريخي لذلك الإرث المتراكم من التخلف .. سقطت بغداد (السقوط الاول) على يد هولاكو والمغول ومنذ ذلك التاريخ تعاقبت علينا مجموعة من الأمم والشعوب خارج إطارنا وبعدنا الثقافي العروبي، طبعاً ليست نزعة شعوبية ولكن هذا الواقع ثمانية قرون من التخلف هو الذي راكم علينا هذه المشكلات وأوصلنا إلى هذه النتيجة، البعض يقول إن دول الخليج ربما نهضت بواسطة مجموعة من النظم والقيم العلمية التي أسهمت في إثراء التجربة التعليمية وبالتالي تطورت، لا، نحن نقول من خلال تجربتنا في مكتب التربية العربي إن المشكلة واحدة، ربما الاختلاف في الإمكانات والاختلاف في شكل الموضوع لكن المضمون مازال هو المضمون، المشكلة في عمقها الحضاري مازالت قائمة، الحقيقة ما تزال موجودة.

نحن إذن عندما نتحدث حول المعلم ونقول إنه محور العملية التعليمية كما أُشير في مقدمة الأستاذ اليابلي، وكما أشير أيضا في تقارير اليونسكو هو فعلاً محور العملية التعليمية، بل أهم عنصر فيها هو هذا المعلم، لكن المعلم لا يستطيع وبمفرده أو أشبه بسوبرمان الذي يعرف في كل شيء وبالتالي هو الذي مناط به التغيير الشامل مطلوب أن يغير في الثقافة والعلوم ومطلوب أن يغير في ثقافة الحوار وأن يغير في كل شيء، لا، صحيح أن المعلم يقع عليه هذا الدور ولكن الدور ايضاً مناط بكل شرائح المجتمع وبالذات وسائل الإعلام الملتزمة والهادفة التي تستطيع أن تقدم نماذج حية من مجموع التجارب التي تنتج محلياً على الواقع اليمني والعربي، تستثير فيه همم وطاقات شريحة المثقفين من أجل أن يتباهوا بالإنجازات الحضارية لديهم وليس تلك الوسائل ، أي أن وسائل الإعلام تلعب دور المثبط الذي يمارس أسلوبا يعني زرع اليأس في النفوس اعتقاداً منه أنه يعمل ممارسة نقدية صريحة، بالعكس نحن نقول في الصحيفة الواحدة، وأنا يمكن أن أذكر هنا صحيفة «الأيام»، يأتي الرأي والرأي الآخر، رأي يشيد بالانجازات التي تحققت ورأي ينتقد السلبيات الموجودة، هذا هو الرأي الذي نسعى إليه جميعاً لكي نوجد ذلك الحوار وذلك الاتساع في الرؤية من أجل إظهار قضايانا بشكل محايد وموضوعي، وكما قلت إن الوطن العربي عانى هذه المشكلة، أي مشكلة تراكم التخلف، على مدار السنوات كلها وهذه هي المشكلة الرئيسية التي نحن نعاني منها.. مازال الأمر مرتبطا بتلك الدوامة، وبما يعني أن المشكلة عندما بدأت بسقوط بغداد قبل 800 عام واليوم تسقط بغداد مرة أخرى بيد الأمريكان والبريطانيين، لا أعرف هذا الأمر- في تقييمات مختلفة - يمكن أن يساعد على النهوض أو يمكن أن يساهم في الانتكاسة مرة أخرى لوضعنا، طبعاً هي قضية مرتبطة بالتطور العام، مرتبطة بالاستقرار والأمن عندما يكون موجودا في أي مجتمع من المجتمعات تتراكم فيه الخبرة الثقافية والتربوية ونشاهد أن هناك مناطق في العالم هي أكثر استقرارا، هذا الاستقرار وهذا الأمن يوفر هذا التراكم المعرفي الذي نحن بصدد تشكيله، وأعتقد أن بوادر ذلك الأمر بالنسبة لنا موجودة منذ إعادة تحقيق الوحدة، وحدة الوطن اليمني أرضاً وإنساناً. هناك بوادر حقيقية لهذا الاستقرار لهذه الدولة اليمنية المباركة نسأل الله التوفيق في أن تستمر الأمور وتصحح الأوضاع، ونسعى جميعاً من أجل غاية واحدة هي هذا الانبعاث الحضاري الذي نسعى إليه جميعاً في نهوض أمة من الأمم من خلال التعليم، لا يمكن أن تصلح الامم إلا بهذا الشرط، وكما قلنا الشرط مرتبط بالمعلم لكن شرط المعلم مرتبط بذلك الاستقرار السياسي وذلك الاستقرار الأمني والمعيشي وبالتالي سنصل بالتاكيد إلى الأهداف المرجوة. شكراً جزيلاً، نحن أوجزنا أو حاولنا أن نوجز هذه الأفكار وهذه الملاحظات، وشكراً جزيلاً مرة أخرى لكل إخواني وأصدقائي ومريدى هذه الصحيفة في منتداها وقرائها، مرة أخرى أشكر الاستاذين والأخوين العزيزين هشام وتمام على هذه الدعوة وكل الزملاء الحاضرين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى