مرحباً أبا عادل .. مرحباً عبدالرب ادريس

> «الأيام» سالم علي بن زقر :

> تتساءل الجماهير عامة والمكلاوية خاصة في شك وحيرة حول قدوم الفنان الدكتور عبدالرب أدريس قائلة: أحقاً قادم؟! فهذا الإنسان العبقري الذي نتج وبرز حينما تهيأت له الأجواء والظروف المواتية لموهبته أن يعلو شأنها وأن تؤدي رسالتها على أحسن وجه، رغم كل المعوقات التي أحاطت به إلاّ أنه في إرادة وعزم قويين، ندب نفسه مبدعاً ومخلصاً للفن ليس في المحيط الإقليمي بل والعربي.

فقد استطاع بعد كفاح شاق ومرير أن يهب نفسه لتطوير الفن الغنائي وإدخال الآلات الموسيقية والإيقاعية عليه، ونظمه وتلحينه في قوالب لطيفة تستهوي الجماهير وتدخل السرور عليهم.

فهذا القادم إليها بعد غياب طويل قارب الأربعين عاماً ظل خلال غيابه الطويل ينثر ألحان الحب والعشق والحنين والهجران والوفاء في دروب الملايين يتخاطب معهم بلغة القلوب وغداء الروح التي تكشف الكثير من لواعج حبه، وعشقه وحنينه للوطن، وكل أحبابه قائلاً لهم في رقة وهمس: انا قادم.. انا قادم.. قادم اليكم.. انتظروني.. حاملاً اليكم كل معاني الوفاء والحب، أحمل إليكم كل الألحان والأنغام الجميلة الحديثة والقديمة التي سمعتوها مني من قبل في أفراحكم ومجالسكم الخاصة، ولازلتم تحتفظون بها في بيوتكم مسجلة على أشرطة تسجيل قديمة تسمعونها متى شئتم وأردتم، إنكم ستسمعونها بإذن الله اليوم مني مباشرة ستستمعون إلى أغاني الطرب القديم.. أين الهوى؟ وأهواك، تعبنا والتعب راحة، فين الهناء يا قمر، عشقنا، طيعني وارحم شبابي، عذبت قلبي حبيبي يوم قلت الوداع، تعبنا والتعب راحة، تم اللقاء في الواحدة، وغيرها من أغاني الطرب الأصيل والكلمة الساحرة المعبرة لنوابغ الشعراء والأدباء الذين لم نعرف قيمتهم إلا بعد رحيلهم، ولم ننتبه الى إنتاجهم إلا بعد مرور زمن طويل عليه، فكانوا ممن يقال عنهم: مبدعون سبقوا عصرهم، فهم الثراء الحقيقي والوجه المشع لهذا المجتمع. سنفتقد مشاركتهم معنا في ليالينا الساهرة العطرة اليوم، سنتذكر باعمرو والمحضار وباحسن والبار وغيرهم كثيرون ممن رحلوا عن عالمنا، وتركوا لنا إبداعاتهم وتجاربهم الشعرية الحافلة بكل المعاني والصور الشعرية البليغة التي ستظل نرددها على مدى السنين.

لا أستطيع التعبير عما يجول في صدري تجاه هذا الفارس الفني العملاق الذي التقيت به أكثر من مرة في جلسات الطرب والأنس في بيت أحد اصدقائه المقربين اليه، والذي كان يقيم فيه عندما كان مقيماً في دولة الكويت قبل أن يستقر به المقام في المملكة العربية السعودية، فمن خلال ما سمعته وما يرويه بعض الأصدقاء المقربين والمجالسين له، أن الحديث عن المكلا ومناطق يمنية أخرى قد فضح قدراً كبيراً من الحنين، حنين الطفل إلى ثدي أمه ومرابع الصبا، حنين المشى في الازقة القديمة والجري في الحواري والميادين والطرق غير المغطاة بالاسفلت الاسود، فهو أكثر تعلقاً بآثار الماضي وإبداعاته الفنية، وهذا ينفي الفهم الخاطئ والمغلوط الذي ساد ويسود عند البعض من الناس الذين اتهموه بالجحود والنكران للوطن والأصدقاء، فاهلاً بك يا أبا عادل وهاني في سواحل وشواطئ وحارات المكلا التي تناديك.. أهلاً بك بين ربعك وأحبابك، أهلاً بك في موطنك الأول يا أعز الحبائب، وهذه الأسطر المتواضعة ما هي إلاّ مشاركة وجدانية بالترحيب به.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى