شارع الشهيد بن حسينون .. متى يظهر؟

> علي سالم اليزيدي :

> ينعطف الزمن حناناً، ولا بد له أن يفعل ذلك، وترفق الأيام وعواصفها بأهلها، وهي الأيام تجور وتعدل، وسيتذكر الرجال والوطن نسوره ونموره.. أبطاله ومآثره وصناع التداول بين هذا الباب وهذه الطريق، يختلف الفكر وتدور المعركة وتنطلق الرصاصة الطائشة، وتبقى بين الرجال الجمائل محملة بالشيم والمروءة ونكران الذات، وحقاً صدق معظم السياسيين مع أنفسهم، ولم تكن الأخطاء التي توزعت على تجاعيد الوجه حينما يسأل بطل الثورة أو رجل انقلاب أو خلية تحت الأرض في زمن القمع، فتجد المنبهرين يقفون حيارى ما بين فلسفة الحدث وجدوى المعانى وظلالها على ذلك الجيل، أو الأجيال المنصتة الراهنة وما قبلها، لا فرار من الإفصاح عن الاخطاء ، ولا معنى للإصرار على مواجهة زمن بزمن غيره، يذهب هذا الرجل، يسقط أو يتنحى أو يزاح، وتبقى قافلة القضية والإصرار .. تتواصل الأهداف، والرسالة هي من حيث النبل أو الاجتهاد أو مظهرها، وقالوا في الأمثال: هذا زماننا .. فما شأننا بزمن غيرنا!

أعجبني ما أقدمنا عليه في مدينة المكلا من الكفاح اليومي المتواصل، وخصوصاً ظهور الأسماء الجديدة للشوارع والساحات، جاء البعض منها موفقاً والبعض الآخر أبعد من التوقع ويحتاج إلى إعادة نظر ودراسة، وللأسف سقطت أسماء كانت موجودة ولم تكن الحاجة إلى افتعال أو إضافة، وكأنما نحن نرتكب الأخطاء نفسها بعد سكوت المدافع وتوقف الأخوة عن إطلاق النار بعد حرب صيف 1994م، تم التهافت على تغيير أسماء المدارس في مدن حضرموت، ذهبت أسماء عتيقة واستبدلت بها أسماء لا ترضي إلا شركاء النصر آنذاك.. ومحيت أسماء وطنية ارتبطت بالثورة والحركة الوطنية اليمنية، وكان ليس من المبرر إسقاطها، وسكت المعنيون ولازالوا ساكتين، وهم يدركون أن هذا يسقط معاني قيمة من النضـال الوطني، ومن هنا.

فإن ما يحدث الآن من تسمية شوارع مدينة المكلا وضواحيها غير متريث، وجاء على عجل، وهو مدار حديث، وربما تصلح عملية الإعادة إن تدارسناها بعيداً عن أولئك الانتهازيين ومقتنصي الفرص والباحثين عن شهرة وثروة عاجلة في زحمة الانشغالات، ولكن الخاسر هو المكان والزمن والحدث، فهل وضعنا هذا في الحسبان؟!

ولأن الشيء بالشيء يذكر، استوقفتني خاطرة جميلة مرت بي.. لحظات تذكرت فيها الصديق والرجل الشهم الشهيد صالح أبوبكر بن حسينون، دقائق مع نسمة عليلة بطرف شرج باسالم لمحت الرجل.. هذا الذي عرفته سنوات طويلة وتصادقنا، ولم ينس بعضنا بعضا لا في عدن ولا المكلا ولا موسكو، مرت أيام رائعة.. وأعانني في فقري في موسكو عندما كان سفيراً، وبترددي عليه إلى ما بعد نقله إلى الوطن، ومن ثم سعادته الكبيرة بتحقيق الوحدة اليمنية .. الدولة الكبيرة، وكان من رجالها وصناعها والمدافعين عنها. قال لي يوماً في صنعاء : «ما با نقع يا علي دولة صغيرة تحت الحماية، بغينا يمن كبير وبيده سيف يضرب به بدل ما حد يجي ويضرب ظهورنا».. وأزعجني أنني قرأت في أحد أعداد «الأيام» منذ زمن ما كتبه الصديق والزميل حسن بن حسينون عنه، وكأنما هو يسترضي الآخرين فيه! ومع هذا يظل صالح أبوبكر بن حسينون نمرا لا يرضى بالجيفة حياً وميتاً، وأسعد الكثيرين خبر عودة منزله بعد مناشدة بناته الكريمات، والخطوة الرائعة لرئيسنا علي عبدالله صالح - حفظه الله- بأمر التسليم، ومتابعة الرجل المثقف عبدالقادر باجمال، وكذا عناية المحافظ عبدالقادر هلال.. وبصدور العفو الرئاسي السابق، ونسيان الجراح، وفتح الحوار وتطلع الأجيال والعالم ينظر إلينا بفخر، ماذا لو فعلتها قيادتنا السياسية وظهر في المكلا شارع باسم الشهيد ابن حسينون .. أليست وحدتنا محبة .. وصدقا، وتجديدا، ومستقبل سلام!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى