اعدام قاتل طفل المكلا بعد 10رصاصات و54 دقيقة

> المكلا «الأيام» صلاح البيتي :

>
مئات من المواطنين يتابعون من خلف أسوار السجن تنفيذ حكم الإعدام أمس
مئات من المواطنين يتابعون من خلف أسوار السجن تنفيذ حكم الإعدام أمس
تم صباح أمس الأربعاء 11 مايو الجاري، داخل حرم السجن المركزي بالمكلا، تنفيذ القصاص الشرعي رميا بالرصاص في المحكوم عليه قضائيا صالح علي سعيد بانصر الملقب بـ (الضبي) بعد إدانته بشرب الخمر واغتصابه لواطا وقتله عمدا المجني عليه الطفل محمود محمد سند اليزيدي البالغ نحو 6 سنوات ليلة الأول من رمضان قبل الماضي في منطقة فوه القديمة إحدى ضواحي مدينة المكلا، وكانت «الأيام» قد تابعت الجريمة بنشر تناولات إخبارية عنها وكتابات استنكارية لها وغطت وقائع جلسات محاكمتها في محكمة المكلا الابتدائية والاستئناف بالمحافظة.

المجني عليه محمود محمد اليزيدي
المجني عليه محمود محمد اليزيدي
إجراءات تنفيذ الحكم حضرها كل من أولياء دم المجني عليه، منصر الحجري وكيل نيابة المكلا، قاضي محكمة المكلا زياد علي سليم، العقيد حسين صالح أحمد مدير السجن المركزي بالمكلا، سعيد عبدالرحيم باوزير وكيل نيابة البحث والسجون ، صالح علي السعدي عضو النيابة المحقق والمترافع في القضية، المحامي سامي مبارك بامحفوظ محامي الدفاع عن المحكوم عليه، والعقيد عمر أحمد بامشموس مدير أمن مديرية المكلا.

أولياء الدم لا يعفون
وخلافا للعادة حيث يتم تنفيذ الإعدام في ساحة عامة بالقرب من ملعب بارادم تم هذه المرة داخل السجن وفقا لتعميم النائب العام الصادر مؤخرا رقم 2 لعام 2005م المستند للمادة 483 من قانون الإجراءات الجزائية رقم 13 لعام 94م.. وقد استهلت إجراءات التنفيذ للحكم بعد التأكد من حضور مدير السجن ووكيل نيابة المكلا والطبيب المختص ومحامي الدفاع عن المحكوم عليه وقاضي محكمة المكلا الابتدائية وبعد إحضار رجال الامن المحكوم عليه صالح علي بانصر إلى المكان المحدد من قبل نيابة المكلا في ساحة السجن الداخلية، قام قاضي محكمة المكلا بتلاوة منطوق الحكم أمام المحكوم عليه وبمسمع من الحاضرين الصادر بالعقوبة والتهمة المحكوم من أجلها المحكوم عليه في القضية رقم 297 لعام 2003م (جرائم جسيمة) بدءا من الحكم الابتدائي من محكمة المكلا الابتدائية في 18/11/2003م المؤيد من محكمة استئناف محافظة حضرموت في 9/12/2003م ومن المحكمة العليا في 17/5/2004م بعد حذفها (وتعزيرا) من الحكم الابتدائي القاضي قصاصا، وانتهاء بتصديق الحكم من قبل فخامة الأخ رئيس الجمهورية في 14/3/2005م.

بعد ذلك تم ترغيب أولياء الدم بالعفو المطلق أو بشرط الدية عن المحكوم عليه قبل التنفيذ فرفضوا وطلبوا تنفيذ القصاص الشرعي .. ثم أمر وكيل أولياء الدم محمد سند اليزيدي (والد المجني عليه) الشخص المكلف بالتنفيذ بتنفيذ القصاص .وقام الطبيب المختص بتحديد العلامة في الجانب الأيسر من ظهر المحكوم عليه .. وقبيل التنفيذ طلب المحكوم عليه أن يتحدث إلى والد المجني عليه وأذن له حيث قال له :«يا عم محمد أنا مش غريمكم .. أنا مش اللي قتلت ابنك...».

المدان بالقتل صالح علي بانصر
المدان بالقتل صالح علي بانصر
حالة لم يسبق لها مثيل
سجلت عملية تنفيذ القصاص حالة غريبة لم يسبق لها مثيل سواء من حيث عدد الطلقات النارية التي تلقاها تباعا وبلغت 10 طلقات، أو من حيث بقائه على قيد الحياة خلالها لمدة نحو 45 دقيقة، ظل خلالها يشهد بألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويفصح بأنه مظلوم ويتحدث وينادي الجنود الذين يعرفهم من السجن بأسمائهم بل ويطلب ماء ويتم تشريبه بعد تلقيه 8 رصاصات ويتقلب ذات اليمين وذات الشمال ومن على بطنه إلى على ظهره.

والد ووالدة المجني عليه يتحدثان لـ «الأيام»

خلال تلك اللحظات سألت والدة المجني عليه التي كانت أطلقت زغرودة بعد الطلقات الثلاث الأولى .. بما تعلقين على عدم موت المحكوم عليه بعد تلقيه طلقات كثيرة وبقائه حيا كل هذا الوقت؟! فأجابت: «أعتبر ذلك عبرة من الله سبحانه وتعالى»، فيما كان رد والد المجني عليه على السؤال ذاته :«إنه يا ابني امتحان من الرب لأمته وعقاب لمن قتل».

وعقب تنفيذ القصاص وتأكد الطبيب المختص بأن المحكوم عليه فارق الحياة، قالت الأم: «أنا طبعا الآن فرحانة وأحسست أنني تخلصت من القهر الذي تحملته منذ أن قتل طفلي منذ اكثر من سنة.. والحمد لله ويحيا العدل».

لقطة لأولياء الدم: الأب والأم والأخ غير الشقيق وأحد الأقارب خارج السجن عقب القصاص أمس
لقطة لأولياء الدم: الأب والأم والأخ غير الشقيق وأحد الأقارب خارج السجن عقب القصاص أمس
عدت للأب الذي انفتحت سرائره عقب إعدام المحكوم عليه وسألته عن رأيه فيما ردده المحكوم عليه من أنه مظلوم؟ فأجاب : «شوف يا ابني نحن لم نتهم أحداً بعد مقتل ابننا .. ولكنه هو الذي جاء بنفسه للدولة واعترف للبحث وللنيابة بأنه قتل والقضاء نظر في القضية وأدانه، ايش تريدني أقول.. إذن هو قاتل ابني».

بقى أن نقول إن إجراءات أمن مشددة فرضت في ساحة السجن وعند مدخله ولم يسمح لأحد بحضور تنفيذ القصاص إلا الأطراف ذات العلاقة وكانت «الأيام» الوسيلة الإعلامية الوحيدة التي حضرت الحدث وغطته وإن لم يسمح لهما بالتصوير في حين حضر جمع من الناس خارج أسوار السجن لمتابعة القصاص من خلال الشباك في أحد جوانب السور على مسافة بعيدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى